‘ننتظر دورنا لنموت.. مئات الشهداء في الغوطة منذ بدء التصعيد ضدها ومجلس الأمن يكتفي بجلسة مناقشة’

22 شباط (فبراير - فيفري)، 2018
5 minutes
السورية نت – مراد الشامي

 يعيش سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق واحدة من أعنف عمليات القصف التي تنفذها قوات نظام بشار الأسد، والتي تفرض حصاراً عليهم منذ سنوات، حتى بات السكان يقولون إنهم “ينتظرون دورهم في طابور الموت”، فيما يتوقع أن تعقد اليوم جلسة خاصة بمجلس الأمن لمناقشة التصعيد في الغوطة.

ويأتي ذلك وسط استمرار التصعيد العسكري الكبير الذي بدأ يوم 4 فبراير/ شباط الجاري، وخلف مئات الشهداء والجرحى.

وقال بلال أبو صلاح (22 عاماً) أحد سكان مدينة دوما كبرى مناطق الغوطة الشرقية: “ننتظر دورنا لنموت. هذه العبارة الوحيدة التي أستطيع قولها”، وأشار إلى أن معظم الناس يعيشون في الملاجئ، وأن المنزل الواحد بات يأوي 5 إلى 6 عائلات، في وقت تخلو فيه البيوت من الطعام، وتُغلق الأسواق أبوابها.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات مروعة لنتائج القصف على المدنيين في الغوطة الشرقية، وتكثُر المشاهد التي يظهر فيها رجال يبحثون وسط الأنقاض والمباني المدمرة، ويحملون أشخاصاً ثيابهم ملطخة بالدماء إلى مستشفى ويتحركون بحذر في شوارع تغطيها الأنقاض.

مئات الشهداء واكتفاء بالتنديد

ومساء أمس الأربعاء، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، إن 346 مدنياً قتلوا وأصيب 878 آخرون بجروح، خلال الهجمات المتواصلة على الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل نظام الأسد، وشدد على احتمالية تشكيل أغلبية الانتهاكات الإنسانية في الغوطة الشرقية “جرائم حرب”.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن 92 مدنياً قُتلوا في ظرف 13 ساعة، الإثنين الماضي، وأن مجلس حقوق الإنسان الأممي تأكد من مقتل 346 مدنياً وإصابة 878 آخرين بجروح منذ 4 فبراير الجاري، معرباً عن قلقه من أن تكون أرقام الوفيات والجرحى أكثر بكثير من المذكورة.

في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، إلى “وقف فوري لكل الأنشطة الحربية في الغوطة الشرقية”. وفي كلمة بمجلس الأمن الدولي قال إن سكان الغوطة يعيشون في “جحيم على الأرض”.

ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصاب فيها القصف مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى ووصفته بأنه غير مقبول.

من جانبها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى الغوطة خاصة المصابين بجروح خطيرة. وقالت ماريان جاسر رئيسة وفد اللجنة في سوريا “يبدو أن القتال سيتسبب في المزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة. هذا جنون وينبغي وقفه”.

وكان اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الصحية، وهو مجموعة من المنظمات الأجنبية التي تمول مستشفيات في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا، قالت إن ثماني منشآت طبية في الغوطة الشرقية تعرضت للهجوم يوم الثلاثاء الفائت.

جلسة في مجلس الأمن

ويعقد مجلس الأمن الدولي، ظهر اليوم الخميس، بتوقيت نيويورك، جلسة مفتوحة بناء على طلب روسيا لمناقشة “الوضع في الغوطة الشرقية”.

وتوقعت مصادر أن يتم خلالها التصويت على مشروع قرار تقدمت به الكويت (رئيس أعمال المجلس للشهر الجاري) والسويد (إحدى أعضاء المجلس) ويقضي بفرض هدنة إنسانية مدتها شهر واحد لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في كافة أرجاء سوريا.

إلا أن فاسيلي نيبنزيا، السفير الروسي في الأمم المتحدة، قال في تصريح لرويترز بشأن مسودة مشروع قرار لوقف إطلاق النار: “لا يمكن ببساطة أن نقرر وقفاً لإطلاق النار. هذه عملية طويلة ومعقدة. لكننا نعكف عليها”.

وفي وقت لاحق قال الجيش الروسي إن “المحادثات لحل الأزمة في الغوطة سلمياً انهارت، وإن المسلحين هناك تجاهلوا الدعوات لوقف المقاومة وإلقاء السلاح” على حد زعمه.

من جانبه، قال محمد علوش رئيس المكتب السياسي لـ”جيش الإسلام”، إن هناك “مساعٍ من بعض الجهات الدولية والمحلية لعمليات هدنة في الغوطة ولم تنجح حتى الآن”، موضحاً أن الوساطة جارية بين المعارضة وموسكو الحليف الرئيسي للأسد، لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى. واستبعد علوش التوصل لأي اتفاق يقضي بإجلاء السكان من الغوطة الشرقية.

يُشار إلى أن الغوطة تقع ضمن اتفاق “خفض التوتر” التي تم التوصل إليه في مباحثات أستانا عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012.

وتتعرّض الغوطة الشرقية لقصف متواصل جوي وبري من قبل قوات النظام، منذ أشهر، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين.

اقرأ أيضا: لافروف يدعو نظام الأسد للحوار مع الميليشيات الكردية بسوريا

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]