دار ميسلون.. رزان زيتونة وعبد العزيز الخيِّر في كتابين

25 شباط (فبراير - فيفري)، 2018
5 minutes

بعد أن نشرت كتابين مخصصيْن للشخصيات السورية المعاصرة، والمناضلة في مختلف مجالات الحياة الفكرية والسياسية: أحدهما حول حسين العودات والثاني حول عبد القادر عبداللي، تتابع دار (ميسلون) للطباعة والنشر المنبثقة عن (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) نشاطها في هذا المجال، وتعمل حاليًا على إعداد كتاب عن المناضلة الحقوقية رزان زيتونة، وكتاب آخر عن المناضل السياسي عبد العزيز الخيّر.

يتضمن كل كتاب سيرة ذاتية مُفصّلة عن المناضلة والمناضل؛ ومجموعة من المقالات التي نشرها كل واحد منهما، وبعض الحوارات المهمة المكتوبة أو المسجلة معهما، وكذلك لمقالات مختارة سبق أن نشرها عدد من الكتاب حولهما، إضافة إلى تكليف عدد من الكتاب والناشطين بكتابة مقالات جديدة، تُنشر للمرة الأولى بمناسبة هذا الكتاب، كما يضم الكتاب شهادات شخصية يكتبها من عرفوا المناضلة والمناضل عن كثب، أو شاركوهما العمل والنضال على صعد مختلفة. كما سيتضمن كل كتاب ملفًا للصور تُقدِّم الشخصية موضوع الكتاب في مختلف ظروف نشاطها ونضالها.

رزان زيتونة (40 عامًا) الناشطة الحقوقية، قبل الثورة وخلالها، وموثّقة انتهاكات حقوق الإنسان التي ضيّق عليها النظام السوري الخناق، فابتعدت إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وهناك تعرّضت للاختطاف.

مارست المحاماة، وتصدت لقضايا معتقلي الرأي، ودافعت عنهم تطوّعًا، وأسّست مع حقوقيين آخرين (جمعية حقوق الإنسان) في سورية، كأوّل جمعية حقوقية تعمل احترافيًا، وتفرّغت تفرّغًا شبه تام لأعمال الجمعية وتوثيق الانتهاكات والاعتقالات، وكتبت كثيرًا من التقارير في هذا المجال.

واكبت معظم فاعليّات ربيع دمشق، و(منتدى الأتاسي للحوار الديمقراطي) وباقي المنتديات، وجالت سورية، واستمعت لهموم الناس ومشكلاتها، ودافعت عن حقوقهم في المحاكم، وكانت قريبة من كل الجهات السياسية، لكنها لم تنتسب إلى أي حزب أو جماعة، وأعلنت عملها المستقلّ وتفرّغها لحقوق الإنسان.

مع اندلاع الثورة، شاركت في أولى التظاهرات التي انطلقت من مدينة حرستا، تُنادي بالحرية التي نشدتها، وشاركت مشاركة بنّاءة في معظم فاعليات الثورة، ونسّقت خططًا للتظاهرات، وساهمت في تأسيس عدد من التنسيقيات، وجمعتها بمسمّى (لجان التنسيق المحلية)، ونقلت أخبار الثورة السورية إلى الرأي العام العالمي، وإلى المؤسسات الحقوقية والدولية ووكالات الأنباء، وأسست في الغوطة (مكتب توثيق الانتهاكات)، وساعدت عددًا كبيرًا من التنسيقيات في العمل والدعم، إلى أن اختُطفت في 9 كانون الأول/ يناير 2013، وهي على رأس عملها مع زوجها وائل حمادة، وزملائها ناظم حمادي وسميرة الخليل.

أما عبد العزيز الخيّر (65 عامًا)، أو ما يطيب لأصدقائه ورفاق دربه السياسي بأن يدعوه (أبو المجد)، سجين يساري سابق، طبيب السجون، مثقف هادئ، ماسك شعرة معاوية بين أطياف المعارضة السورية، ابن مدينة القرداحة المُتمرد، وابن العائلة العلوية صاحبة الوجاهة والسلطة المعنوية داخل الطائفة، المختفي الذي اختطفته الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد في أيلول/ سبتمبر 2012.

نشط نهاية السبعينيات في حزب العــــمل الشيوعي المحظور، وأصبح عضو مكتب سياسي، وتعرض للملاحقة منذ ذلك الوقت، وأصبح الرجل الأول في الحزب المحظور في سورية، في عهدي الأسد الأب والابن، وبقي متواريًا عن الأنظار عشر سنوات داخل سورية، حتى ألقي القبض عليه عام 1992، وأصدرت محكمة أمن الدولة عام 1995 حكمًا عليه بالسجن 22 عامًا بتهمة “وهن نفسية الأمة”، وهي التهمة التي يُحاكم النظام السوري بها معارضيه دائمًا، وتعرض لتعذيب قاس، وسُجن بزنازين انفرادية، وعمل كطبيب متطوع لمعالجة السجناء دون تمييز، وخرج عام 2005 بعد أن شمله “العفو”.

اختفى في أيلول/ سبتمبر 2012 على يد أجهزة الأمن السورية، بُعيد خروجه من مطار دمشق الدولي قادمًا من الصين بزيارة رسمية للمعارضة السورية، ونفت السلطات وجوده لديها، وما زالت تنفي حتى الآن.

للخيّر الكثير من الكتابات السياسية والفكرية، عن قضايا القمع، وإرهاب السلطة والديكتاتوريات، وعن العدالة والحرية وإرساء الديمقراطية، وإرساء مؤسسات الدولة واحترام المواطن وتوزيع الثروة، وأصبح مرجعًا للعديد من المنظمات الدولية، كما أسس أو شارك في تأسيس العديد من التجمعات السياسية.

جيرون
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون