تسجيل أول حالة انتحار لمراهق في سوريا بسبب لعبة "الحوت الأزرق"



السورية نت - ياسر العيسى

أقدم مراهق سوري على شنق نفسه في منزله في دمشق، بعد تأثره بلعبة "الحوت الأزرق"، في حالة هي الأولى من نوعها في سوريا، وذلك وفق ما نقله موقع قناة "الجديد" اللبنانية عن مصادر متطابقة.

وفي التفاصيل التي أوردها الموقع، فوجئت الكسندرا فواخيري مساء الجمعة الماضي، بابنها علاء الدين معلقاً بحبل مشدود على عنقه ومربوط  في سقف غرفته بعد عودتها من زيارة إحدى صديقاتها، حيث حاولت بالتعاون مع والده إنقاذ ابنيهما واستدعت الإسعاف إلا أنه كان قد فارق الحياة.

التحقيق الأولي في الحادثة أكد أن المراهق قام بشنق نفسه بنفسه، حيث تم نقله إلى الطبابة الشرعية ومن ثم تقرر دفنه.

والدة علاء أوضحت، أن ابنها لم يكن يعاني أي مرض نفسي أو اكتئاب، مشيرة إلى أنه كان مقبلاً على الدنيا يفكر في السفر وقضاء العطلة، كما أنه طلب منها في صباح اليوم نفسه الذي فارق فيه الحياة بزيادة سرعة الانترنت في المنزل.

وشرحت "الكساندرا"، أن ابنها كان في الفترة الأخيرة شديد التعلق بالكومبيوتر والموبايل والألعاب، وقالت "كان يجلس في غرفته ويغلق الباب ويبدي انزعاجاً في حال حاولت أن أكتشف اللعبة التي يلعبها أو إن امسكت هاتفه".

وتسببت لعبة "الحوت الأزرق" منذ ظهورها بانتحار عشرات الأطفال والمراهقين حول العالم، حيث شهدت الجزائر أكبر عدد من الضحايا.

وتتضمن اللعبة 50 مرحلة مدروسة تهدف إلى السيطرة على شخصية اللاعب والتحكم به بعد الحصول على معلوماته الشخصية كافة وحتى الخاصة، حيث تبدأ بطلب الانضمام والذي يتطلب حفر رمز اللعبة على اليد، وبعد قبول طلب الانضمام يتم تكليف اللاعب بمهام متتالية ومتلاحقة، ويتطلب الانتقال من مرحلة إلى أخرى تنفيذ المهمة وتصويرها، منها الاستيقاظ فجراً، أو الجري لمسافات طويلة، أو حتى الاستماع إلى الموسيقى، لتنتهي اللعبة بأمر للاعب برمي نفسه من سطح مبنى مرتفع أو شنق نفسه.

وذكر موقع صحيفة "النهار" في تقرير نشره في الـ12 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأن لعبة "الحوت الأزرق تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم المراهق بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز التالي "F57" أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.

بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً مثلاً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.

وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى "حوت أزرق"، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.

ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة. ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم .

وفي مقال نشره موقع "الدايلي ميل" البريطاني، فإن مخترع هذه اللعبة روسي يُدعى فيليب بوديكين (21 عاماً). وقد تم اتهامه بتحريض نحو 16 طالبة بعد مشاركتهن في اللعبة.

وقد اعترف بوديكين بالجرائم التي تسبب بحدوثها، وقد اعتبرها محاولة تنظيف للمجتمع من " النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقاً". وأضاف أن "جميع من خاض هذه اللعبة هم سعداء بالموت".

وبدأ "بوديكين" محاولاته عام 2013 من طريق دعوة مجموعة من الأطفال إلى موقع vk.com، وأولاهم مهمة جذب أكبر قدر ممكن من الأطفال وأوكل إليهم مهمات بسيطة، يبدأ على إثرها العديد منهم بالانسحاب.

يُكلف من تبقى منهم مهمات أصعب وأقسى كالوقوف على حافة سطح المنزل أو التسبب بجروح في الجسد. والقلة القليلة التي تتبع كل ما أملي عليها بشكل أعمى هي التي تستمر.

تكون هذه المجموعة الصغيرة على استعداد لفعل المستحيل للبقاء ضمن السرب، ويعمل الإداريون على التأكد من جعل الأطفال يمضون قدماً في اللعبة. وكان "بوديكين" يستهدف من لديهم مشاكل عائلية أو اجتماعية .

ويقبع حالياً بوديكين في السجن، كما ان المجموعات الخاصة بهذه اللعبة في صفحات التواصل الإجتماعي والتي تميز نفسها برمز F57 قد تم إغلاقها من قبل إدارة الموقع، وفقاً لـ "الدايلي ميل".

اقرأ أيضا: منها عدم منح طلابها وثيقة تأجيل "الخدمة الإلزامية".. التعليم العالي تضع مقترحات صادمة للتعليم المفتوح في سوريا




المصدر