عناصر أمن منعوا إدخال مواد طبية للغوطة رغم "موافقة النظام".. وسوء التغذية ينهش أجساد الأطفال



السورية نت - مراد الشامي

تحدث مسؤول أممي وعمال إغاثة عن كيفية منع نظام بشار الأسد لإدخال المساعدات إلى مئات آلاف المحاصرين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 12 بالمئة من الأطفال دون الخامسة من العمر في الغوطة الشرقية يعانون من سوء التغذية الحاد.

وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، علي الزعتري، أمس الأربعاء، إن قافلة المساعدات التي وصلت للغوطة يوم الإثنين الماضي لم تتمكن من تفريغ كامل حمولتها بسبب عدم توقف العمليات العسكرية هناك.

وذكر مسؤول في منظمة الصحة العالمية، أن بعض حقائب الإسعافات الأولية، والمستلزمات الجراحية التي وافقت سلطات نظام الأسد على إدخالها للغوطة، أزيلت بعد ذلك من القافلة من قبل قوات أمنية تابعة للنظام، ما حرم المدنيين الذين يحتاجون للعلاج منها.

من جانبهم، قال عمال إغاثة إن سلطات النظام كثيرا ما تقوم بإزالة المواد الطبية من القوافل، بسبب المخاوف من أنها قد تستخدم لعلاج مقاتلي فصائل المعارضة المصابين.

وقال دبلوماسي غربي في جنيف في تعليقه على انسحاب القافلة السريع: "لقد نجت بصعوبة. كان على متنها 83 عامل مساعدات"، وأضاف: "الأمم المتحدة تسعى لضمانات أمنية كي تعود".

ووصف عمال إغاثة الأوضاع في دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية، بأنها "بائسة"، في حين أن المدنيين يقضون أيامهم في أقبية مكتظة، خشية من أن تقتلهم صواريخ قوات النظام التي تواصل قصفها على مدار اليوم.

وأظهرت أرقام الأمم المتحدة أن نحو 12 بالمئة من الأطفال دون الخامسة من العمر في الغوطة الشرقية يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو أعلى معدل على الإطلاق في سوريا منذ 7 سنوات.

عامل إغاثة من دمشق قال في  تصريح لوكالة رويترز: إن "الكثير من الأطفال أبلغونا أنهم لم يروا ضوء النهار منذ 20 يوماً، لم يغادروا الأقبية لأن المجازفة بالخروج أمر خطير للغاية".

وأضاف: "أسرة واحدة أبلغتنا أنها تعتمد فقط على الغذاء من مؤسسة خيرية في الداخل تقدم وجبة واحدة يوميا. هم يتقاسمون تلك الوجبة، وهي صحن من الأرز العادي".

وقال باول كرزيسيك المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فيديو نشره على تويتر: "نسمع القصف من حولنا. اضطررنا للمغادرة في الواقع دون أن نفرغ كامل الحمولة التي أحضرتها (القافلة) بسبب أن الوضع كان متوترا للغاية".

وأضاف: "رأينا عمال إغاثة يحاولون سحب الجثث من تحت الأنقاض. وبالقرب كان يقف أطفال. لا ينبغي أن يشهد أي طفل تلك المشاهد".

مطالبة بإدخال المساعدات

وفي دعوة جديدة لنظام الأسد لإدخال المساعدات للغوطة الشرقية المحاصر، طلب الزعتري من حكومة الأسد الالتزام بوقف إطلاق النار اليوم الخميس، للسماح بدخول قافلة مساعدات تحوي إمدادات طبية.

وجاءت تصريحات السفير بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن، استعرض خلاله أحدث تطورات الوضع في سوريا بناء على طلب بريطانيا وفرنسا.

وكان المجلس قد أصدر قراراً بالإجماع يوم 24 فبراير/ شباط الماضي دعا فيه إلى هدنة في سوريا مدتها 30 يوماً، إلا أن نظام الأسد وحلفائه لم يلتزموا به واستمروا في العمليات العسكرية والقصف المتواصل، الذي أدى لاستشهاد أعداد كبيرة من المدنيين.




المصدر