الطب الشرعي بدمشق يؤكد وجود حالات انتحار لمراهقين بعد إدمانهم على لعبتي "الحوت الأزرق" و"مريم"



السورية نت - ياسر العيسى

أكد رئيس مركز الطب الشرعي بدمشق الدكتور أيمن ناصر، أن بعض المراهقين والجامعيين في دمشق قاموا بشنق أنفسهم، متأثرين بلعبتي "الحوت الأزرق"، و"مريم".

وبحسب تصريحات ناصر لصحيفة "تشرين" الناطقة باسم نظام الأسد نشرتها اليوم الجمعة، فإن العديد من الحالات وردت إلى هيئة الطب الشرعي في الآونة الأخيرة، بعض الحالات اللافتة للنظر كانت لمراهقين قاموا بالشنق الذاتي لأنفسهم، من دون دافع مرضي أو دوائي (مرض نفسي، تعاطي).

 وأضاف: "من خلال  الاستفسار، تكشف أن قسماً من هذه الحالات قد تمت السيطرة على عقولهم عبر تطبيق لعبتين على الجوال تدعيان الحوت الأزرق ومريم، اللتين تظهران التحديات على مراحل واستخدام أساليب الترغيب والترهيب لدفعه إلى حادثة الشنق، التي تؤدي في النهاية إلى وفاته.

وأشار ناصر، إلى أن "التحقيقات لم تنته بشكل نهائي فلا يزال  التقصي جارياً في بعض الحالات، ويتم إفراغ محتوى الجوال للتأكد من وجود هذا التطبيق، وكيف استطاع إقناعهم بالشنق الذاتي".

وأوردت الصحيفة في هذا الإطار، شهادات عدد من أفراد أسر الضحايا، ومن بينها عائلة المراهق علاء القاطنة في منطقة المزة وسط العاصمة، والذي قالت والدته: "أكثر من مرة رأيته متسلقاً على الخزانة وبأعلى صوتي كنت أزجره: يا مجنون كيف طلعت كل الغرفة لك، لِمَ هذا التصرف، ودوماً كان ينهرني ويصر على إقفال غرفته كي لا أراه، لكن أن أجده مضرجاً بدمائه والحبل ملفوف على رقبته أمام الخزانة نفسها هذا ما لم أكن أتوقعه في حياتي".

وعن حادثة انتحار المراهق علاء، أكد الدكتور ناصر، أن الحادثة كانت واضحة أنها ليست جريمة قتل، بل حادثة انتحار، واللافت للنظر وجود بعد التشطيبات والجروح على جسد علاء عند معاينة الجثة.

وتسببت لعبة "الحوت الأزرق" منذ ظهورها بانتحار عشرات الأطفال والمراهقين حول العالم، حيث شهدت الجزائر أكبر عدد من الضحايا.

وتتضمن اللعبة 50 مرحلة مدروسة تهدف إلى السيطرة على شخصية اللاعب والتحكم به بعد الحصول على معلوماته الشخصية كافة وحتى الخاصة، حيث تبدأ بطلب الانضمام والذي يتطلب حفر رمز اللعبة على اليد، وبعد قبول طلب الانضمام يتم تكليف اللاعب بمهام متتالية ومتلاحقة، ويتطلب الانتقال من مرحلة إلى أخرى تنفيذ المهمة وتصويرها، منها الاستيقاظ فجراً، أو الجري لمسافات طويلة، أو حتى الاستماع إلى الموسيقى، لتنتهي اللعبة بأمر للاعب برمي نفسه من سطح مبنى مرتفع أو شنق نفسه.

وفي مقال نشره موقع "الدايلي ميل" البريطاني، فإن مخترع هذه اللعبة روسي يُدعى فيليب بوديكين (21 عاماً). وقد تم اتهامه بتحريض نحو 16 طالبة بعد مشاركتهن في اللعبة.

وقد اعترف بوديكين بالجرائم التي تسبب بحدوثها، وقد اعتبرها محاولة تنظيف للمجتمع من " النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقاً". وأضاف أن "جميع من خاض هذه اللعبة هم سعداء بالموت".

وبدأ "بوديكين" محاولاته عام 2013 من طريق دعوة مجموعة من الأطفال إلى موقع vk.com، وأولاهم مهمة جذب أكبر قدر ممكن من الأطفال وأوكل إليهم مهمات بسيطة، يبدأ على إثرها العديد منهم بالانسحاب.

يُكلف من تبقى منهم مهمات أصعب وأقسى كالوقوف على حافة سطح المنزل أو التسبب بجروح في الجسد. والقلة القليلة التي تتبع كل ما أملي عليها بشكل أعمى هي التي تستمر.

تكون هذه المجموعة الصغيرة على استعداد لفعل المستحيل للبقاء ضمن السرب، ويعمل الإداريون على التأكد من جعل الأطفال يمضون قدماً في اللعبة. وكان "بوديكين" يستهدف من لديهم مشاكل عائلية أو اجتماعية .

ويقبع حالياً "بوديكين" في السجن، كما ان المجموعات الخاصة بهذه اللعبة في صفحات التواصل الإجتماعي والتي تميز نفسها برمز F57 قد تم إغلاقها من قبل إدارة الموقع، وفقاً لـ "الدايلي ميل".

اقرأ أيضا: في المخيم.. سوريون كبار تؤلمهم الذكريات وأطفال صغار لا يعرفون شيئاً عن الوطن




المصدر