on
الأسد ينوي تأميم ممتلكات اللاجئين
الأسد وجد طريقة قاسية لإعادة اللاجئين إلى وطنهم
يبدو أن موسكو تنوي إنهاء عملياتها العسكرية في سورية، ووضع مبادىء جديدة لحل النزاع في البلاد؛ فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد لقائه الرئيس السوري، إنه يؤيد قرار بشار الأسد في إنشاء وفد حكومي لتشكيل اللجنة الدستورية التي يجب أن تضع القوانين الأساسية لسورية. ويرى بوتين في الوقت ذاته أن مسألة تفعيل العملية السياسية في سورية مرتبطة بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
في غضون ذلك، هناك العديد من المشاركين في الصراع الدائر في سورية يرفضون نظام الأسد، ويطالبون بإجراء تغييرات دستورية في البلاد دون مشاركته، ويساند هذا الموقف التحالفُ الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى تركيا وإسرائيل. علمًا أن هؤلاء جميعًا لديهم مناطق احتلال في سورية، ويعملون باستقلالية تامة وغير خاضعين للسلطة السورية، باستثناء الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وكما هو معروف فإن تل أبيب تحتل مرتفعات الجولان وتراقبها منذ عدة عقود، وتعدّها جزءًا من أراضيها. وهناك احتمال أن تلقى الأراضي التي تحتلها أميركا وحلفاؤها شرق الفرات وبالقرب من الحدود الأردنية، وتركيا في الشمال وحلب وإدلب، المصيرَ نفسه.
قال الممثل الخاص للرئيس الروسي بالمسألة السورية ألكسندر لافرينتيف الذي كان حاضرًا للمحادثات مع الأسد: إن التقدّم في العملية السياسية في سورية يجب أن يحفز القوات الأجنبية في البلاد على الانسحاب “باستثناء روسيا”، ولكن عملية الانسحاب للقوات العسكرية ستستغرق وقتًا طويلًا. وأوضح لافرينتيف أن الانسحاب من الأراضي السورية يشمل كلًا من أميركا وتركيا وحزب الله والإيرانيين.
تعتبر موسكو كلًا من تركيا وإيران، حليفين مؤقتين لحل النزاع السوري، والمسألة الرئيسية لروسيا اليوم هي التركيز على عملية الحل السياسي، وهذا ما طرحه بوتين خلال محادثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الجمعة؛ إذ قال في أعقاب المحادثات الروسية الألمانية: “ركزنا على ضرورة المساهمة المشتركة في عملية التسوية السياسية، ومن ضمن ذلك في ساحتي جنيف وأستانا، وتثبيت الوضع على الأرض وتقديم المساعدات الإنسانية لسكان سورية”.
ترى موسكو تقدمًا في حل النزاع؛ “ففي الأسابيع الأخيرة عاد مئات الآلاف من السوريين إلى منازلهم، والملايين على طريق العودة”. خلال المؤتمر الصحفي لبوتين وميركل، قررت دمشق تسريع عملية اللاجئين حصرًا بالطرق الإدارية؛ فقد أصدر الرئيس الأسد المرسوم 10 الذي ينصّ على أنه في حالة عدم ظهور مالك العقار خلال 30 يومًا وتقديم طلب بإثبات الملكية؛ فسوف يفقده ويتضمن القرار قطع الأراضي والشقق والعقارات.
وفقًا لتقديرات الخبراء يوجد الآن أكثر من 10 ملايين لاجئ. يُعتقد أن 3،9 مليون سوري غادروا البلاد، و6،7 مليون آخرين من المشردين داخل البلاد. ومن الواضح أن الكثيرين لن يتمكنوا من العودة سريعًا، وعلى ذلك؛ فإن ملكية من لم يستطع العودة ستعود إلى الحكومة السورية، ومن ثم سيتم منحها إلى شخص آخر. وقد طلبت ميركل من بوتين “الضغط على الأسد بعدم فعل ذلك”، لأن مثل هذا المرسوم سيخلق حواجز جدية أمام عودة اللاجئين إلى وطنهم.
يعتقد رئيس تحرير (صدى موسكو) أليكسي فينديكتوف أنه بعد مصادرة ملكيات اللاجئين سيتم توزيعها على العلويين من الدائرة المحيطة بالأسد. وقال إن هذا سيؤدي إلى انفجار اجتماعي كبير في البلاد. غير أن عضو أكاديمية العلوم العسكرية العقيد إدوارد روديوكوف أكّد في مقابلة معه أن “روسيا ستتمكن من إقناع الأسد بإلغاء المرسوم الخاص بإعادة تسجيل الملكية للاجئين السوريين”. أضف إلى ذلك أن نظام بشار الأسد لا يسيطر على العديد من المناطق في البلاد، “ولذلك قد يصبح المرسوم رقم 10 سببًا إضافيًا في انتقاد الأسد كرئيس للبلاد”. وهذا ليس في مصلحة روسيا أو سورية.
لا شك أن هناك صعوبات من أجل الاستقرار لاحقًا في سورية، بالرغم من أن العديد منها يمكن التغلب عليه. ومن الواضح فعلًا أن موسكو لن تدعم نظام الأسد في كفاحه المسلح ضد المعارضة المعتدلة؛ ذلك أن الصيغة الجديدة لموسكو هي مفاوضات تهدف إلى توحيد مختلف المجموعات السياسية السورية. ولكن في الوقت الحالي من المستبعد استبدال الحكومة وانتخاب سلطات جديدة.
من الواضح أن المستشارة الألمانية ميركل تدعم المبادرة الروسية، ومع ذلك، فمن غير المعروف كيف ستكون ردة الفعل في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية تجاهها؛ فأميركا، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، تقوم بتعزيز قواعدها العسكرية في سورية، وتدعم المعارضةَ المعتدلة من العشائر الكردية والعربية، وعلى هذا الطريق تسير فرنسا التي أقامت -حسب المصادر التركية- خمس قواعد عسكرية في سورية، وعززت وحداتها العسكرية في المحافظات الشرقية.
العنوان Асад намерен национализировать собственность беженце الكاتب فلاديمير موخينالمصدر : نيزافيسيمايا غازيتا 21/5/2018 الرابط http://www.ng.ru/world/2018-05-21/1_7228_asad.htmlالرابط
المترجم
هادي الدمشقي
هادي الدمشقي
المصدر
جيرون