تشكيك بأرقام مكتب الإحصاء حول عدد سكان سوريا



السورية نت - رغداء زيدان

انتقد ناشطون وخبراء اجتماعيون الأرقام التي نشرها المكتب المركزي للإحصاء في سوريا قبل أيام حول عدد سكان البلاد الموجودين داخل سوريا واعتبروا أن الرقم خيالي ويفتقر للدقة وللمهنية ويحمل الكثير من المبالغة والتضليل، فيما اعتبره آخرون مؤشراً على عدد المجنسين من الميليشيات الطائفية الذين يقاتلون إلى جانب النظام.

وقدَّر المكتب السوري المركزي للإحصاء أن عدد السكان على الأراضي السورية حتى بداية العام 2017 بلغ 24422 مليون نسمة، متجاهلاً هجرة ما لا يقل عن ستة ملايين نسمة خارج سوريا خلال الأعوام الماضية بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

ويعلل مكتب الإحصاء أرقامه بأن نسبة الولادات داخل سوريا لم تتغير وهي نسبة عالية تصل لـ 2.45 بالمئة، مما يزيد من عدد السكان رغم الحرب.

وذكر المكتب أن عدد الذكور في سوريا لعام 2017 بلغ 12.481 مليون نسمة بينما بلغ عدد الإناث 11.941 مليون نسمة. وهو ما استبعده كثير من السوريين خاصة وأن إحصائيات غير رسمية تقول إن أكثر من مليون نسمة قُتلوا في سوريا خلال السنوات، وبينما تؤكد إحصائيات أخرى أن عدد القتلى الموثقين بالاسم قد تجاوز 550 ألف نسمة، معظمهم من الذكور.

وقد ذكر مركز الإحصاء نفسه أن عدد الوفيات المسجلة في محافظات القطر (عدا حلب وإدلب والرقة ودير الزور) بلغ عام 2016 نحو سبعة آلاف وفاة، منها نحو خمسة آلاف وفاة لذكور، وهو ما يعطي مؤشراً أن عدد الذكور المتوفين يعادل ضعفين ونصف من عدد الإناث.

ناشطون تحدثوا عن إمكانية أن تكون هذه الأعداد، خاصة المتعلقة بالذكور، تدل على أعداد المجنسين من الميليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد، حيث ذكر ناشطون أن نظام الأسد منح الجنسية السورية لآلاف المقاتلين الذين يقاتلون ضمن مليشيات طائفية إلى جانب النظام.

بينما عبر ناشطون آخرون عن استغرابهم من هذه الأرقام التي يقول مكتب الإحصاء إنه قدرها، أي إن هذا المكتب لم يدخل في تقديراته أعداد اللاجئين والمهاجرين والقتلى والمختفين قسرياً الذين لا يعرف مصيرهم.

الجدير بالذكر أن مسؤول في نظام بشار الأسد، كان قد قدر وصول عدد سكان سوريا إلى 28 مليون نسمة في أواخر عام 2017، مدعياً أن 21 مليوناً منهم داخل البلاد وأن 7 ملايين خارجها، لكن هذا المسؤول كان قد قدر  عدد سكان سوريا بـ19 مليون نسمة فقط عام 2015.

وقال رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة محمد أكرم القش في تصريح نقلته صحيفة "الوطن" المحلية الموالية للنظام إن "التقديرات اليوم (ديسمبر/ كانون الأول 2017) لعدد سكان سورية بلغ 28 مليوناً، مشيراً إلى أن عدد اللاجئين (أسماهم مهاجرين) بلغ نحو 4.5 ملايين سوري، منهم 1.5 مليون خرجوا بأوراق نظامية خلال السنوات الست الماضية، مشيراً إلى وجود نحو أكثر من 2.5 مليون لاجئ في دول الجوار.

وكان القش نفسه قد قال في يناير/ كانون الثاني 2015 إن "هناك دراسات تقوم بها الهيئة السورية لشؤون الأسرة تبين أن عدد السكان قبل عام 2011 كان 22.5 مليوناً وأصبح حالياً (عام 2015) نحو 19 مليوناً"، ولم يذكر القش حينها مصير 3.5 مليون سوري خلال أربع سنوات.

اقرأ أيضا: أسهل مهنة لجمع المال.. متسولون بسوريا يملكون بنايات وأرصدة مالية كبيرة




المصدر