الغضب ينتشر بسبب ترؤس سورية للجنة نزع الأسلحة العالمية



الغوطة الشرقية، من ضواحي دمشق، العاصمة السورية، كانت موقعًا للعديد من الهجمات الكيمياوية المشتبه بها، وآخرها في نيسان/ أبريل. لؤي بشارة/ وكالة الصحافة الفرنسية- صور جيتي 

لا تزال حكومة بشار الأسد السورية تُتهم باستخدام الأسلحة الكيمياوية، والبراميل المتفجرة، والتعذيب ضد شعبها، خلال حرب أهلية دامت سبع سنوات.

يوم الإثنين 28 أيار/ مايو، تولت سورية الرئاسة الدورية للمؤتمر المدعوم من الأمم المتحدة المعني بنزع السلاح.

قوبلت هذه الخطوة بغضبٍ من الحكومات الغربية، ولكن لم يكن هناك ما يمكنهم فعله لمنع سورية من ترؤس الهيئة الدولية الدائمة الوحيدة في العالم للتفاوض على اتفاقيات الحد من الأسلحة لمدة أربعة أسابيع.

أُنشئت هيكلية القيادة لمنع القوى الكبرى من السيطرة على الملتقى، وحيث يأتي ترتيب سورية بعد سويسرا، من حيث الحروف الأبجدية للدول الأعضاء، فُتح الطريق لما أدانه روبرت وود، سفير الولايات المتحدة إلى المؤتمر، بعدّه “واحدًا من أحلك الأيام” في تاريخ الملتقى.

ماثيو رولاند، السفير البريطاني لدى المنظمة، قال إنه “يستنكر حقيقة أن سورية ستتولى رئاسة مؤتمر نزع السلاح، نظرًا إلى استخفاف النظام الفاضح والدائم بالقواعد والاتفاقيات الدولية لمنع انتشار السلاح، ونزعه”.

أُنشئ المؤتمر عام 1979، وكانت إحدى أهم المعاهدات التي تمّ التفاوض بشأنها اتفاقية الأسلحة الكيمياوية لعام 1993، التي تحظر إنتاج أو تخزين أو استخدام الأسلحة الكيمياوية.

أقرّت سورية رسميًا بالاتفاقية في أيلول/ سبتمبر 2013، بعد أقلّ من شهر من هجوم غاز السارين على الغوطة الذي قُتل فيه 1,400 شخص. وبموجب صفقةٍ توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا، سلّمت مخزونها من العوامل الكيمياوية المستخدمة في إنتاج غاز السارين، وأسلحة أخرى، لكن الهجمات اللاحقة التي قام بها الجيش السوري عزّزت الشكوك في أنها لم تُسلّم كامل ترسانتها.

محققو الأمم المتحدة قالوا: إنهم قاموا بتوثيق أكثر من 30 هجومًا بالأسلحة الكيمياوية نفذتها الحكومة السورية منذ بداية الحرب الأهلية، ومنها ذلك الهجوم بعوامل شبيهة بالسارين، في نيسان/ أبريل 2017، حيث قُتل فيه ما لا يقل عن 83 شخصًا.

دفع ذلك الهجوم الرئيسَ ترامب إلى إطلاق عشرات صواريخ توماهوك ضد القاعدة الجوية العسكرية السورية التي نُفذ منها الهجوم. وفي الشهر الماضي، نفذت الولايات المتحدة، بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين، جولة أخرى من الغارات الجوية، بعد ما قيل إنه هجوم بالأسلحة الكيمياوية على إحدى ضواحي دمشق التي كان يسيطر عليها المتمردون.

من غير المرجّح أن يكون للقيادة السورية لمجموعة نزع السلاح تأثير كبير؛ فاللجنة لم تكن قادرة على الاتفاق على برنامج عمل خلال العقد الماضي. إلا أن الرئاسة التي تشغلها حكومة تستخدم الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين تشكل ضربة لرأي الجمهور العام.

وكان أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي كشف عن جدول أعمال مؤتمر نزع السلاح في جنيف الأسبوع الماضي، قد اعترف بأنه لا يمكنه فعل أي شيء لتغيير رئاسة سورية للمؤتمر.

المجموعة ليست هيئة تابعة للأمم المتحدة، رغم أنها تجتمع في مقر الأمم المتحدة في جنيف، لكنه أعرب عن أمله في ألا يضرّ هذا بجهود الجماعة من أجل نزع الأسلحة. واعترفت بريطانيا بالمثل بأنها لا تستطيع أن تفعل شيئًا لوقف رئاسة سورية، لأن تغيير قواعد المؤتمر سيتطلب إجماعًا بين جميع الأعضاء الـ 65. وتعهدت بدلًا من ذلك بأنها “ستضمن عدم تمكن الرئاسة السورية من إلحاق الضرر بعمل مؤتمر نزع الأسلحة وهيئاته الفرعية”.

اسم المقال الأصلي Anger Spreads as Syria Leads Global Disarmament Body الكاتب نيك كامننغ بروس، Nick Cumming-Bruce مكان النشر وتاريخه نيو يورك تايمز، The New York Times، 28/5 رابط المقالة https://www.nytimes.com/2018/05/28/world/middleeast/syria-conference-on-disarmament.html?rref=collection%2Fsectioncollection%2Fmiddleeast عدد الكلمات 491 ترجمة أحمد عيشة
أحمد عيشة


المصدر
جيرون