‘فورين بوليسي: أوباما خان ثوار سوريا’

8 فبراير، 2016

أكدت جريدة فورين بوليسي الأمريكية أن تطويق حلب يفجر كارثة إنسانية ضخمة، قد تطغى على الحصار المروع على مضايا والمناطق المنكوبة الأخرى التي لم يلتفت إليها العالم إلا لفترة قصيرة، فعشرات الآلاف من سكان حلب يفرون بالفعل نحو كلس، المدينة التركية التي تقع مقابل أعزاز على الحدود.
وأضافت أن أزمة النزوح هذه أمر متعمد من النظام السوري وإستراتيجية روسية لتطهير مناطق مهمة من السكان، كما يشل بها حركة الثوار والبلدان المجاورة والدول الغربية والأمم المتحدة.
وتابعت : كان الأسد يستخدم دائماً إستراتيجية التصعيد التدريجي ذاتها، وقد عملت هذه الخطة بشكل جيد، فالسوريون الآن يقارنون بسخرية الانتقادات الدولية وردود الفعل الضخمة التي لاقتها حصار مدينة عين العرب أو “كوباني “من قبل التنظيم وما بين إهمال العالم وعدم اهتمامه بأزمة السوريين التي امتدت لخمسة أعوام.
وخصوصا الأزمة الحالية في حلب وما يعقد الوضع أكثر، أن تقدم النظام قد يعني السماح بالهيمنة الكردية، فقد تستولي القوات السورية الديمقراطية المدعومة من أمريكا على المنطقة التي يسيطر عليها حالياً #الجيش السوري الحر وبعض الجماعات الإسلامية، بين الحدود التركية والخطوط الأمامية الجديدة شمال بلدتي “نبل والزهراء”، وهذا من شأنه تأليب وحدات الدفاع الكردية ضد تنظيم الدولة على جبهتين:
من الغرب، حال تمكن أكراد عفرين من الاستيلاء على تل رفعت، عزاز والمناطق المحيطة بها، ومن الشرق، حيث تفكر وحدات حماية الشعب الكردية بعبور نهر الفرات، وهزيمة التنظيم هناك، الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق الحدود مع تركيا، ويلبي ذلك هدفاً مهماً للأمريكان.
وتضيف الجريدة : تواجه تركيا حاليا معضلة كارثية: مشاهدة وعدم فعل شيء حيال العاصفة التي تحدث على حدودها، أو خيار التدخل المباشر في سورية، والذي من شأنه حتماً تأجيج المشكلة الكردية الخاصة بها وتهييج قوات تحالف الأسد، بما في ذلك روسيا، وكذا تنظيم الدولة ضدها ويبدو أن تركيا والسعودية، وهما من المؤيدين الرئيسيين للمعارضة السورية، مجرَدان الآن من أية خيارات. فليس من المرجح أن تغير أي كمية من الأسلحة موازين القوى على الأرض.
كان إدخال صواريخ مضادة للطائرات ردا فعَالا ضد سلاح الجو التابع لنظام الأسد، ولكنَ أيا من الدولتين على استعداد للتصعيد ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون غطاء أمريكي.
ورأت الصحيفة أن إفلاس سياسة الولايات المتحدة صار أعمق، وقد تخلت واشنطن فعليا عن نقاط رئيسة حول مستقبل الأسد، واستغلت روسيا والنظام السوري بسرعة هذه التنازلات، في حين لم يقدموا شيئا بالمقابل، وفي الفترة التي سبقت الأيام الأولى من محادثات جنيف، أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة تمارس الكثير من الضغط على المعارضة، الأمر الذي لم تفعله مع روسيا، ناهيك عن الأسد.
وأردفت : كلما صعَدت روسيا سياسيا وعسكريا، قابلت إدارة أوباما هذا باستهانة وتبعها في هذا حلفاؤها بطلب منها، وهذا أضعف القوات الثورية التي تعتمد على شبكات الإمداد التي تشرف عليها الولايات المتحدة، وفي جنوب سورية طالبت الولايات المتحدة بتخفيض شحنات الأسلحة إلى الجبهة الجنوبية، بينما في الشمال، تقول التقارير إن غرفة العمليات ومقرها في تركيا آثرت النوم.

المركز الصحفي السوري