ماذا يفعل أصدقاء الثورة السورية أمام “هولوكوست حلب”؟
1 مايو، 2016
محمد جمال –
تتعرّض مدينة حلب السورية منذ اسبوع لقصفٍ وحشي عشوائي عنيف تشنه قوات النظام السوري، بدعم روسي، أدى إلى سقوط أكثر من 200 قتيل، وطال معظم الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الجزء الشرقي من المدينة، وألغيت صلاة الجمعة لأول مرة أمس بسبب القصف العشوائي الذي طال مساجد ومستشفيات.
ودفع هذا الأمم المتحدة للتحذير من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي اعتبرتها واحدة من أكثر المناطق تضرراً في الصراع المندلع منذ 5 أعوام، في الوقت ذاته تحاول قوات النظام الاستعداد لـ “معركة حاسمة”، كما تقول، وسط صمت عربي.
حيث أكد مصدر تابع لنظام الأسد أن “الجيش يستعد لمعركة ضخمة خلال الأيام المقبلة لطرد المقاتلين من مدينة حلب عبر محاصرتها وإنشاء منطقة آمنة”، فما اظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على الشبكات الاجتماعية حجم المجازر والقصف العنيف الذي ضرب المدينة.
وتصدر هاشتاغ #حلب_تحترق قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في معظم الدول العربية امس الجمعة، وورد عليه قرابة 200 ألف تغريده على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية، وظهر بجانبه هاشتاغ اخر حمل عنوان #حلب_تباد.
وكانت أبرز تساؤلات النشطاء عن دور التحالف الاسلامي الذي انشأته السعودية لتحرير سوريا من بشار، ولماذا الصمت من جانب الجامعة العربية على القصف الروسي بل ومباركة التدخل الروسي في بلد عربي!!.
هل حان الوقت لتدخل عسكري تركي؟
وفي ظل الصمت العربي، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجامعة العربية، وحالة التشرذم والنزعات المذهبية والعنصرية التي يشهدها العالم الإسلامي، داعياً إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات.
وتساءل أردوغان مستنكراً في المؤتمر التركي – العربي للتعليم العالي الذي عقد في إسطنبول، مساء الخميس: “لماذا نقول الجامعة العربية ولا نقول الجامعة الإسلامية؟!”، مذكرا بالحديث الشريف: “لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، إلا بالتقوى”.
ويثير الموقف التركي تساؤلات حول احتمالات التدخل العسكري في ظل قيام داعش وتنظيمات كردية بهجمات مستمرة على الحدود التركية، ودعم أمريكا للأكراد، وقد تكون زيارة رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، لواشنطن، المزمعة في غضون الأسبوع المقبل، هي المحدد لهذا التدخل.
فأوغلوا سيبحث مسألة الاعتداءات المتكررة لتنظيم داعش على المدن الحدودية التركية، ومدينة كلس تحديداً، وقد يحذر من التدخل التركي من أجل ردع تنظيم داعش، والاكراد.
وتتردد أنباء عن بحث سيناريوهات هذا التدخل التركي وهل سيكون برياً أم جوياً داعماً للمقاومة السورية.
وقالوا لأردوغان: “نشعر الخذلان إلا من الله ثم من مقامكم الكريم، فلا تتركوا أهل الشام يقضى عليهم، استوصوا بأهل الشام خيرا، لبوا نداء الأرامل والأيتام الذين يستصرخونكم، نحن لا نريد الطعام ولا الشراب نحن نطالب بكف يد المجرمين عن قصفنا “.
القابضين على جمر الثورة: الهدنة مؤامرة
كذلك أصدرت مجموعة تسمي نفسها “القابضين على جمر الثورة”، بيانا تؤكد فيه أن “شهران مرّا على الهدنة المزعومة الرثة في وطننا سورية، وقوى الشر متكاثرة الرؤوس والأذرع تفتك في المستضعفين من (الرجال والنساء والولدان) على كل الأرض السورية، بكل ما تملكته تكنولوجيا الحرب الحديثة من أساليب وأدوات “.
وقالوا: “من غوطة دمشق إلى حمص ومن إدلب إلى دير الزور إلى مدن الساحل وبلداته تتكامل حلقة الأشرار وتتضح مخططاتهم، واحدهم يقيد الأيدي، وثانيهم يقصف فيدمر، وثالثهم يقتل ويذبح فيهجر ويشرد، ورابعهم وخامسهم وسادسهم، دون أن ينسى بعض فريق الشر هذا أن يجد دائما فرصة ليقلق أو يأسف أو يستنكر أو يندد !”.
وتباع البيان: “شهران مرا على الهدنة (المؤامرة)، والقتلة المجرمون بكل تلاوينهم وتلافيفهم يكشفون أوراقهم، في تحويل حلب المحافظة والمدينة إلى مكسر عصا، ليحاصروا الثورة السورية بين قوسي: (تستسلمون أو ندمر حلب ونبيد إنسانها وخضرائها)، وما بين القوسين ليس تحليلا، ولا استنتاجا من وقائع المشهد الناطقة، وإنما هو بعض رسالة صريحة واضحة أرسلها الأمريكي وأكدها الروسي، وقررها الإيراني وتصرف على أساسها ديمستورا، سمسار تطويع السوريين “.
وقالوا أن “المخطط الدولي، لتدمير حلب وإبادة إنسانها وخضرائها، بدأ تنفيذه قبل أن تنسحب المعارضة العتيدة من جنيف، حتى لا يتأول المتأولون، ولا يفذلك المتفذلكون، وأن هذا المخطط الدولي تشترك فيه كل قوى الشر المتحالفة، فوق الطاولة وتحتها، (داعش)، و(كادش) من (قوات حماية الشعب الكردية) و(حالش) من زعانف (حزب الله) وعصابات (الولي الفقيه)، ينضاف إلى كل هؤلاء الأسدي، والروسي والأمريكي بمخططيه ومدربيه، الذين قرر أوباما أن يزيدهم منذ أيام بضعة مئين”.
وقالوا “إن ما جرى ويجري في محافظة حلب خلال شهر نيسان / 2016، ووثقته وتوثقه كل عدسات المراسلين، هو جريمة حرب، وهولكست إنساني بأبشع صوره ومعانيه، وقصف المساجد والمدارس والمستشفيات وأشلاء الأطفال والنساء والرجال ستكون لعنة التاريخ ليس على مرتكبي الجريمة والضالعين فيها فقط، وإنما على جميع الصامتين والمتشاغلين عنه مهما تكن اصطفافات المصطفين”.
واعلنوا باسم القابضين على جمر الثورة على كل الأرض السورية: “استنكارنا وشجبنا للمؤامرة الدولية المفضوحة على الثورة السورية، والشعب السوري، ونعلن أن ما يجري في حلب بشكل خاص هو هولكست حقيقي تشترك فيه كل قوى الشر العالمي، دون أن نعفي المتواطئين على الجريمة بالصمت أينما كانوا، وتحت أي راية اصطفوا من مسئولية شرعية وإنسانية وتاريخية”.
وطالبوا بإعلان إسقاط الهدنة الخادعة الكاذبة، وإدانتها، وإدانة كل الخافقين في ركابها مهما كانت ذرائعهم ومسوغاتهم، وتحريك كافة الجبهات على الأرض السورية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لتخفيف العبء عن محاور الجهد التي يقررها العدو”.