الذكرى الرّابعة لمجزرة خان شيخون… الشاهد الأول على تخاذل النظام الدّولي في سوريا
17 مايو، 2016
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
صادف يوم أمسٍ الأحد (15 أيار/مايو) ذكرى مجزرة الساحة العامة أو (مجزرة شهداء الزّور) كما يسمّيها أهالي مدينة خان شيخون، في الريف الجنوبي لإدلب، والتي راح ضحيتها 42 مدنياً أمام أعين بعثة المراقبين الدولييّن
الحكاية بدأت عندما كان أهالي مدينة خان شيخون، يشيّعون أحد الضحايا المدنيين، والذي تم قتله حرقاً، في قرية تمانعة الغاب في ريف حماة الغربي، والذي كان بالأصل من المدينة عندما هاجمت عناصر من الشّبيحة الموالين لنظام بشار الأسد قريتهم، وتم قتل الرجل وحرق جثّته.
اقترب المشيّعون من حواجز نظام بشار الأسد، والتي كانت تتوسط مدينة خان شيخون، حيث أقام جنود النظام في دوائر حكومية، وكانت تشرف على كامل المدينة، في مبنى مديرية المنطقة ومبنى المركز الصحّي ودار القضاء في المدينة، وكانوا يعتلون أسطح هذه المباني.
جنود النظام أطلق النّار على المشيّعين، بعد تحوّل التشييع إلى تظاهرة جابت شوارع المدينة، وعند اقترابها من الحواجز، أطلق جنود النظام النار على المتظاهرون وقتل أكثر من أربعين مدنياً وجرح الأكثر من مئة آخرين، وكان ذلك أمام مرأى عناصر بعثة المراقبين الدّولييّن.
الإعلامي عثمان الخاني كان من بين الجموع المشاركة في المظاهرة في ذلك اليوم، وفي حديثه لـ “المصدر” قال: “كان يوماً فظيعاً ذلك اليوم الثلاثاء، في الخامس من شهر أيار قبل أربع سنوات، وبينما نحن في تشييع أحد المدنيين الذي قتل حرقاً في سهل الغاب، تحوّلت إلى مظاهرة، وبعد اقترابنا من حواجز نظام الأسد والتي كانت على بعد أمتار عنا، وكانت لجنة المراقبين الدوليين بين المتظاهرين وقسم آخر بين جنود النظام، تم فتح النار على المتظاهرين فجأة، وكانت المجزرة المروّعة
وأضاف الخاني، تم تسجيل سقوط 42 مدنياً، وأكثر من 150 جريحاً، ولم تستطع مشافي المنطقة استيعاب العدد الكبير من الإصابات والجرحى،
وأكد الخاني أن نيّة النظام حينها كانت قتل المراقبين واتهام المتظاهرين بذلك، حيث كان فريق المراقبين الدّوليّين، يختبأ بين المدنيين، وهرب قسم منهم مع من هرب من المدنيين باتجاه أحياء المدينة البعيدة عن حواجز النظام.
ظنّ المدنيون في ذلك اليوم بأنّ فريق المراقبين الدوليّين سيمنع قوات بشار الأسد من ارتكاب حماقة وإطلاق النار على المدنيين، وهذا ما جعلهم يتقدّمون في مناطق قريبة من حواجز النظام، كانت محرّمة عليهم من قبل، وكان المتظاهرون في مرمى قناصة نظام بشار الأسد، الذين كانوا يعتلون أسطحة المباني الحكومية، ولكن تبين فيما بعد بأن لجنة المراقبين الدوليّين بحاجة إلى من يحميها.
عبد الحميد قطيني أحد المنشدين في مظاهرة الساحة العامة في خان شيخون، والذي كان يهتف في مظاهرة التشييع قرب حواجز النظام في يوم المجزرة، وفي حديثه لـ “المصدر” قال: “ونحن نهتف في المظاهرة ونقترب من حواجز نظام الأسد والتي كانت قد أقامت سواتر أمام المباني الحكومية وسط مدينة خان شيخون، وكنّا على بعد أمتار عن عناصر نظام الأسد، عندما فتحوا نيران بنادقهم وأسلحتهم الرشاشة علينا، واستلقينا على الأرض، وكان يستلقي معنا خوفاً أعضاء فريق المراقبين الدوليّين.
كانت أكبر مجزرة شهدها الريف الجنوبي لإدلب، وكانت بحضور لجنة المراقبين الدوليّين، والذين كانوا بالفعل بحاجة إلى من يحميهم في تلك المجزرة، وعندما هرب قسم منهم مع المدنيين، بعد اتصالات مكّثفة مع المسؤولين عنهم تمكّنوا من مغادرة المدينة.
كانت تلك المجزرة أكبر دليل على تخاذل النظام الدولي، بحسب أهالي المدينة، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم يصمت العالم ويتجاهل الجرائم التي ترتكب بحقّ السوريين، منذ ذلك اليوم فقد السّوريون الثقة، في النّظام الدّولي، وأدركوا بأنّ عملية نشر المراقبين الدّوليين ماهي إلّا لعبة أرادتها الأسرة الدّولية، لإعطاء نظام الأسد مزيداً من الوقت للقضاء على ثورة الشّعب كما يقول آلاف السّوريون.