استعدادات خجولة لاستقبال الشتاء في جنوبي سورية

8 نوفمبر، 2016

طارق أمين

وسط الأحداث العسكرية التي تمر بها البلاد، تأتي قسوة الشتاء في هذا العام؛ لتزيد معاناة الأهالي الذين لم يجدوا من يلتفت إلى معاناتهم، في ظل غلاء الأسعار، وغياب خطط التنمية، وانشغال المجتمع المدني بأموره التنظيمية، وتردي الحالة الاقتصادية للبلاد، وغلاء المعيشة الذي يطحن الطبقات الفقيرة، وغلاء أسعار المحروقات والحطب في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في محافظتي درعا والقنيطرة، في جنوبي سورية، ووسط كل هذا، بدأ السكان يستعدون لاستقبال الشتاء بإمكانات متواضعة، آملين أن يكون الشتاء عطوفًا عليهم.

وحول هذه الاستعدادات، قال زياد الحريري، أحد سكان ريف درعا، لـ (جيرون): “جاء شتاء هذا العام مُحمّلًا بكثير من الأعباء، فالغلاء وأسعار وسائل التدفئة، وخاصة المحروقات تزيد أوضاع الأهالي في المنطقة سوءًا، وهذا ناتج عن الحصار الذي تفرضه قوات النظام على هذه المناطق، وتمنع دخول المحروقات إليها منذ ما يقارب أربع سنوات، وما فاقم الوضع سوءًا انخفاض درجات الحرارة، وتقلبات المناخ، وضعف تأمين مستلزمات التدفئة التي أصبح تأمينها أشبه بالحلم عند الغالبية.

وأوضح الناشط، نادر المسالمة، أن أهالي المنطقة “كانوا يعتمدون على الأشجار المزروعة في محيط السدود والحقول الكبيرة، لكنهم استهلكوها استهلاكًا كاملًا، ولم يعد أمامهم سوى اللجوء إلى شراء الحطب من التجار الذين يتحكمون بأسعار الحطب، دون رقيب، ووصل سعر الطن إلى 60 ألف ليرة، ما يُشكّل عبئًا على الأسرة التي تحتاج إلى أكثر من 3 طن في الشتاء، وأشار إلى أن معظم العائلات لجأت إلى قطع أشجار منازلهم من الزيتون والليمون وغيرها لتأمين الحطب لهذا العام.

وعن الوضع في القنيطرة، قال الناشط، عمر الجولاني: “يستقبل أهالي القنيطرة القاطنون في مناطق سيطرة المعارضة فصل الشتاء وسط أوضاع صعبة، من النواحي الاقتصادية والأمنية والخدمية؛ فقد اعتادوا -خلال الأعوام السابقة- على استقبال شتاء قارس، في ظل انعدام وسائل التدفئة، إما بسبب الغلاء الفاحش لمادة المازوت، أو بسبب انقطاع الكهرباء المستمر”، لافتًا إلى أن شتاء العام المنصرم “شهد حالات وفيات عديدة، لأشخاص طاعنين في السن وأطفال صغار؛ بسبب البرد الشديد، ولجأت بعض العوائل الفقيرة إلى استخدام بعض الملابس القديمة، أو استخدام أخشاب أثاثها المنزلي.

وأضاف مشعل مراد، أحد سكان أحياء مدينة درعا، أن معظم العائلات في المناطق المحررة تُعاني الفقر، حيث لا يتوافر لديها الحد الأدنى من مستلزمات استقبال الشتاء؛ ما يتطلب نشاطًا ومبادراتٍ من المنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في منطقة حوران؛ للحد من مشكلات البرد، ومساعدة أكبر عدد من الأهالي غير القادرين على توفير وسائل التدفئة”.

إلى ذلك، يُحذّر ناشطو الإغاثة من الخطر الذي يتربص بالسكان، خلال فصل المطر والبرد، مؤكدين ضرورة اتخاذ تدابير؛ للتعامل مع الاحوال الجوية السيئة، وتقديم وسائل للتدفئة، وتزويد المستشفيات الميدانية بالأدوية الخاصة بالأمراض الناجمة عن البرد.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]