مصادر من داخل مفاوضات أنقرة تكشف لشبكة الدرر الشامية تفاصيل المفاوضات

5 ديسمبر، 2016

وقت القراءة دقيقة

تدخل المباحثات الجارية بين عدد من فصائل المقاومة السورية وروسيا بوساطة تركية أسبوعها الثاني، حيث يعتزم الأطراف عقد جولة جديدة من النقاشات اليوم الاثنين لمحاولة التوصل إلى تفاهمات حول أحياء مدينة حلب المُحاصَرة، في ظل استمرار الحملة العنيفة عليها من ِقبل النظام السوري والميليشيات الإيرانية المسانِدة له.

نظام الأسد رفض في وقت سابق على لسان وزير خارجيته “وليد المعلم”  مقترحًا أمميًّا عن طريق المبعوث الخاص بسوريا “ستيفان دي ميستورا” يتضمن تشكيل إدارة ذاتية في أحياء حلب الشرقية تحت سيطرة من أسماها “المعارضة المعتدلة” ورحيل “المقاتلين المتطرفين” عنها في إشارة إلى فتح الشام، إلا أن الطرح ذاته تجدد خلال المفاوضات الجارية في أنقرة بين عدد من الفصائل والجانب الروسي.

وأفاد أحد أعضاء فريق التفاوض (طلب عدم ذكر اسمه؛ لأنه غير مخول بإعطاء تصريحات إعلامية)، لشبكة أن هناك قبولًا من الجانب الروسي بفكرة إبقاء أحياء حلب الشرقية المحاصرة تحت سيطرة الفصائل والمجلس المحلي مقابل خروج مقاتلي “جبهة فتح الشام” إلى إدلب، وسيتم السماح بإدخال المساعدات لتلك الأحياء لاحقًا. 

وأكد المصدر أن الاتفاق قابل لشمول حي الوعر بريف حمص وتطبيق نفس السيناريو عليه،  وكذلك أي منطقة أخرى لها تماس مع قوات الأسد بالإمكان إدراجها على طاولة التفاوض، مشيرًا إلى أن روسيا مهتمة بإبراز نفسها كراعية لاتفاقيات سلام، وتبحث في ذات الوقت عن مخرج لها يقلل من متاعبها في سوريا، وبالإمكان استغلال هذه الناحية لتحقيق مكاسب أهمها إدخال مساعدات لبعض المناطق وأهمها أحياء حلب الشرقية وإبقاء تلك المناطق تحت سيطرة الفصائل الثورية وتجنيب المدنيين القصف والموت.

ونفى المصدر ما تناقلته وسائل إعلامية عن مطلب روسي جديد من أجل التوصل إلى اتفاق ويتضمن هذا المطلب إخراج مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية من حلب أيضًا، مشددًا على أنه يتم تناقل معلومات مغلوطة عن الاتفاق، وأنه حتى اللحظة لم يتم التوصل إلى صيغة نهائية وما جرى يندرج في إطار النقاشات وجس النبض وأنها تمت بشكل مباشر بين فريق التفاوض وبين روسيا.

وبالطرف المقابل فقد أبدى  عدد من قيادات الفصائل المُشارِكة في العملية التفاوضية في حديث خاص لشبكة الدرر تخوُّفَهم من أن يكون تثبيت القتال في كل من حلب ومناطق أخرى خديعة روسية جديدة هدفها التفرغ لأهم معاقل الثورة السورية في كل من إدلب وريف حماة وشن حملة شرسة عليها تحت شعار محاربة “فتح الشام” باعتبار أن روسيا تسعى لاستثنائها من الاتفاق في حال تم عقده، معتبرين أن ما يمكن تحقيقه من مكاسب آنية من خلال إدخال مساعدات ووقف الحملات العسكرية على بعض المناطق وتثبيت جبهات القتال فيها قد يتم دفع ثمنه أضعاف مضاعفة من خلال السماح للنظام وروسيا بتركيز جهدهم على أكبر معاقل الثورة تحت شعار “مكافحة الإرهاب” وملاحقة “فتح الشام”، الأمر الذي يجعلهم غير متحمسين لإنجاز الاتفاق.

مصادر دبلوماسية سورية أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية لا دخل لها بما يجري في أنقرة، مشيرةً إلى أن المفاوضات الحالية تتم ضمن سلسلة محاولات روسية – تركية لتقريب وجهات النظر حول سوريا وتحديدًا ملف حلب بما يتضمنه التقدم باتجاه مدينة “الباب” وطرد تنظيم الدولة منها، وأحياء مدينة حلب.

ميدانيًّا تستمر قوات الأسد مدعومةً بالميليشيات الإيرانية في هجومها البري والجوي على ما تبقى من أحياء في حلب الشرقية، مما يعطي مؤشرًا على عدم إيلاء أهمية لما يجري في أنقرة وأن النظام السوري يبدو أنه حسم أمره بالحل العسكري في تلك المناطق باعتبار أن الفرصة باتت متاحة أمامه وغير مضطر للدخول في مسارات تفاوضية.