عصابات خطفٍ (تسرح وتمرح) في حماة والسلطات تنفي
18 ديسمبر، 2016
خالد عبد الرحمن: المصدر
ضجّت صفحات “فيسبوك” الحموية في الأسابيع الماضية بأخبار عن حوادث خطف في مناطق مختلفة من مدينة حماة، وتحدثت وسائل الإعلام ومواقع التواصل عن عمليات اختطاف ينفذها مسلحون تحت تهديد السلاح، وبدأت تنتشر الإشاعات والأقاويل بين الناس حول تلك الحوادث، إذ أثارت رعباً غير مسبوق في ظل فوضى السلاح والمجاميع المسلحة في المدينة.
ونفت صحيفة الوطن المقربة من النظام وجود حالات الخطف المنتشرة في حماة، ونقلت قول اللواء “أشرف طه” قائد شرطة محافظة حماة إن “كل ما يتردد في الشارع وينشر على الفيس بوك، حول عمليات اختطاف في فان أسود مفيم، هو شائعات مغرضة الهدف منها تخويف الشارع الحموي وبث الذعر بين الناس، ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، ما يؤثر سلبياً في نفوسهم وأعمالهم وشؤونهم”.
وتابعت الصحيفة نقلاً عن “طه” قوله إنه “لم يُسجَّلْ أي ضبط في أي وحدة شرطية على مستوى المحافظة بهذا الخصوص، ولم يراجعنا أحد ليشكو هذا الأمر”.
ومن جهته، نفى “أبو يامن الحموي” مراسل شبكة (حماة الآن) في حديث لـ “المصدر” ادعاءات الصحيفة، مؤكداً أن السلطات في حماة تسعى جاهدةً لمحاولة إقناع الرأي العام بأن ما يتم تداوله بين الأهالي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي من عمليات خطف ما هو إلا مجرد شائعاتٍ الغرض منها تشويه صورة النظام، لعدم مقدرته على ضبط الأمن في مناطق سيطرته.
وأضاف “الحموي” أنه يوجد في حماة الآلاف من المتطوعين وعناصر الدفاع الوطني من مختلف المحافظات، بالإضافة لميليشيات “علي شلة” وغيره، وبالتالي لا يمكن تحديد ظاهرة الخطف في جهة واحدة، وإنما المؤكد أن الخاطفين على علاقة وثيقة بأجهزة وأفرع الأمن سواءً بشكلٍ علنيّ أو غير ذلك.
وأردف أن حالات الخطف لا تتركز في أحياء معينة، وإنما شملت معظم مناطق حماة، حيث قامت سلطات النظام مؤخراً بتسيير عدة دوريات أمن وشرطة في بعض الأحياء مع تفتيش للسيارات العسكرية، في محاولة للتغطية والتمويه على الظاهرة، منوهاً إلى ان الخاطفين يستغلون أوقات انقطاع الكهرباء وخاصة أن ساعات وصل الكهرباء تصل لـ 3 ساعات على الأكثر، وبشكلٍ متقطع كل يوم، وبالتالي معظم الأوقات هي بلا كهرباء، وباقي الأوقات يسعى فيها الخاطفون لبقائهم بعيدين عن الأنظار قدر الإمكان.
وختم مراسل شبكة (حماة الآن) أنه في معظم الحالات يتم طلب مبالغ فلكية من قبل الخاطفين كفديةٍ مقابل الإفراج عن المخطوفين، وأحياناً يتم قتل المخطوفين حتى بعد دفع الفدية، وبعض الأحيان يتم الإفراج عنهم وإعادتهم لذويهم سالمين، أي أن الأمر يتبع للجهة الخاطفة.
وفي اتصال لـ “المصدر”، أحد أبناء ريف حماة الذي نزحوا إلى مدينة حماة عقب المعارك التي حدثت في الريف، (رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية)، تحدث عن حالتي خطف لفتاتين في الحي الذي يستأجر فيه، كما تحدث عن تحذير أهالي الحي للنازحين من خاطفين يتجولون أثناء انقطاع التيار الكهربائي، طالبين منهم تعليق أنوار من نوع (ليد) على أبواب المنازل لإنارة الحي والحد من ظاهرة الخطف.
وأشار المصدر إلى الوضع النفسي السيء الذي يعانيه النازحون إلى المدينة، بسبب الخوف على بناتهم وأبنائهم أثناء ذهابهم للمدارس والتجول في الشوارع، في ظل انتشار الميليشيات والعصابات، مؤكداً أنهم يجدون صعوبة بالغة في العيش في المدينة.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]