مفاوضات صعبة بانتظار المعارضة السورية بـأستانا.. أمور لابد من الانتباه لها

17 يناير، 2017

رغداء زيدان ـ خاص السورية نت

تشهد الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي وقفاً لإطلاق النار بموجب اتفاق روسي تركي يشمل جميع الفصائل المسلحة في سوريا، ويستثني التنظيمات المصنفة “إرهابية” وعلى رأسها تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وينص اتفاق الهدنة التي تعرضت لخروقات متكررة من قبل نظام الأسد، على محادثات سلام في “أستانا”، تعمل روسيا وإيران وتركيا على تنظيمها في 23 يناير/ كانون الثاني الجاري قبل أسبوعين من جولة مفاوضات مرتقبة في الثامن من فبراير/ شباط في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وأعلنت المعارضة السورية، أمس، أنها قررت حضور المحادثات المزمع عقدها في العاصمة الكازاخية “أستانا”، وسيرأس وفد المعارضة محمد علوش رئيس الهيئة السياسية في “جيش الإسلام” أحد أكبر فصائل المعارضة.

بالإضافة إلى أن علوش كان كبير المفاوضين في “الهيئة العليا للمفاوضات” خلال جولات محادثات السلام السابقة في جنيف والتي رعتها الأمم المتحدة.

وتواجه مفاوضات “أستانا” صعوبات كثيرة، ليس أقلها عملية تمثيل فصائل المعارضة، حيث لم يعلن حتى الآن عن أسماء الوفد الذي سيشارك في تلك المفاوضات.

فكيف ستذهب المعارضة السورية إلى مفاوضات “أستانا” وما هي الأمور التي عليها الانتباه لها؟

الواقعي والرغبوي في الثورة السورية

يرى الدكتور حسام الحافظ في تصريحات لـ”السورية نت” أنه يجب استيعاب مفاهيم علم العلاقات الدولية من جانب إمكانية الاستشراف والتحليل السياسي للوصول إلى تقدير لقادم الأحداث والإعداد لها.

وأضاف أن من الواجب إحداث التغييرات في السلوك السياسي تبعاً لذلك واستناداً إلى الواقع الحقيقي بعيداً عن التفكير التبسيطي والرغبوي.

وقال الحافظ أستاذ القانون في جامعة قطر، والذي كان المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية في الأعوام 1998 ـ 2012م إنه ساد نمط من التفكير في الجانبين السياسي والقانوني في مفاصل هامة في الثورة السورية ومنها مواضيع التدخل الخارجي والإفراط في التفاؤل لدى الاحتكام إلى مجلس الأمن لتفعيل المبادرات السياسية والقانونية والإنسانية.

وفي هذا السياق تحدث عن مبدأ مسؤولية الحماية وغيره من الطروحات القانونية الدولية، وخلص على أنه كان بالإمكان وبشكل واضح تغيير النتائج التي نراها اليوم في مآلات الثورة السورية لو كنا أكثر تواضعاً وسماعاً لبعضنا البعض وأكثر التصاقاً بالواقع وبالتالي ابتعاداً عن المزايدات وعن أنماط الرغائبية في التفكير السياسي.

واستدرك قائلاً: إن التعلم من دروس الشهور الماضية يقدم فرصة لا تعوض للتكامل والتكاتف والتخطيط للخطوات القادمة.

وكان الحافظ قد تحدث في ندوة نظمتها مؤسسة “مدنيون للعدالة والسلام” في اسطنبول يوم 8 يناير/ كانون الثاني الجاري حول مفاوضات “أستانا” وقد بيّن فيها أن جولات التفاوض التي حصلت بين النظام والمعارضة خلال العام الماضي كانت استعراضية.

ووجد أن من الأخطاء التي وقعت فيها المعارضة أنها كانت تعطي انطباعاً بأنها لا تريد التفاوض، وهذا خطأ كبير برأيه، ولفت إلى أن التواصل مع العدو يمكن أن يغير المعادلة.

وأكّد أن التفاوض لا يعني التنازل، وأن فرصة كبيرة كانت موجودة للمعارضة في تلك المفاوضات لكنها لم تستغلها كما يجب، حيث كان من الممكن كسر التحالف الروسي مع النظام ولو بشكل تدريجي.

الجانب القيمي بعد حلب

من جهته قال المهندس حسام غضبان لـ”السورية نت” إنه بعد سقوط المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب بيد النظام ساد جو من الإحباط لدى المعارضة، وهذا أمر خطر، لذلك من الواجب أن نحافظ على الروح المعنوية والأمل، وأن نعمل على استعادة روح الثورة السورية.

وأضاف غضبان الذي يشغل منصب نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا أن ما نحتاجه بعد حلب وقبل الدخول في المفاوضات الصبر والثبات والحفاظ على قيمنا.

ولفت إلى ان الذهاب للمفاوضات بروح منهزمة سيسبب خسارتنا، مشيراً إلى أنه لا بد من تنسيق مواقف المعارضة.

وقال غضبان: إذا كان الحديث عن اتحاد فصائل المعارضة أمراً بعيد المنال وصعب التحقق، فإن من الأهمية بمكان محاولة تنسيق الجهود، والدخول للمفاوضات بروح معنوية عالية بعيداً عن التشرذم والإحباط.

ولفت غضبان إلى ضرورة تبادل الآراء مع الناشطين والمعارضين السوريين لأننا بحاجة إلى التفاعل والتنسيق والالتقاء.

الجدير بالذكر أنه حتى الآن لم تصدر قائمة نهائية في أسماء وعدد الفصائل التي ستشارك في مفاوضات “أستانا”، إلا أنه وفقاً لمعلومات حصلت عليها “السورية نت” فإنه حتى الآن ترفض 5 فصائل المشاركة.

وكانت “الهيئة العليا للمفاوضات” قد أكدت السبت الفائت أنها تؤيد الجهود المتعلقة بالمحادثات في العاصمة الكازاخية “أستانا”، وقالت إنها تدعم الفصائل العسكرية المشاركة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]