‘“داعش” يحاصر “الريجة” ولجنة محلية لمخيم اليرموك’
26 يناير، 2017
جيرون
يواصل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” حصاره لمربع ساحة الريجة، شمال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والخاضع لسيطرة (جبهة فتح الشام) للأسبوع الثالث على التوالي، مانعًا دخول وخروج المدنيين، ما فاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة أصلًا لعشرات العوائل داخل المنطقة.
وذكر ناشطون من داخل المخيم أن أكثر من 400 شخص، أغلبهم نساء وأطفال وكبار سن، يعانون ظروفًا شديدة القسوة بعد أن منع التنظيم إدخال المواد الغذائية إلى المنطقة منذ نحو ثلاثة أسابيع، موضحين أن هناك ندرة في تلك المواد، إلى جانب فقدان حليب الأطفال، مشيرين إلى أن الوضع الطبي ليس بأفضل حال حيث لا توجد سوى نقطة طبية وحيدة في الريجة، تفتقر لأبسط الأدوات والأدوية العلاجية، ما نتج عنه ظهور العديد من الأمراض، لا سيما بين الأطفال، لافتين إلى أن أدوية الأمراض المزمنة (سكري، قلب) وغيرها مفقودة تمامًا ما يهدد حياة عشرات الحالات في المنطقة.
وكان التنظيم فرض حصارًا مطبقًا، على منطقة سيطرة “فتح الشام” في الريجة، في إثر تفجير أحد مقاتلي الأخيرة لنفسه على أحد حواجز الأول، ما أدى إلى مقتل العديد من عناصره قبل أسابيع، ليرد التنظيم بقصف المنطقة بقذائف الهاون، ويغلق الحاجز بشكل نهائي، ويمهل المدنيين داخل ساحة الريجة ساعات للخروج إلى مناطق سيطرته، مهددًا بشن عملية عسكرية لإنهاء وجود الجبهة جنوب دمشق، إلا أنه لم ينفذ تهديداته حتى اللحظة.
في المقابل تعد بعض المصادر داخل المخيم، أن الصراع الدائر بين الجبهة والتنظيم، هو انعكاس للمفاوضات الجارية حول مصير المنطقة من جهة، وتضارب مصالح فصائلية فلسطينية من جهةٍ ثانية، ولا سيما أن الفصائل المقاتلة إلى جانب النظام ترفض أي تسوية لملف المخيم لا يضمن لها السيطرة الأمنية والإدارية المدنية عليه.
من جهةٍ أخرى أُعلن قبل أيام عن تشكيل “اللجنة المحلية لمخيم اليرموك” بعد اجتماع لعدد من الشخصيات والوجهاء بإشراف “الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين” التابعة للحكومة السورية الموقتة، ومقرها مدينة غازي عينتاب التركية، وستتولى اللجنة إدارة شؤون المخيم في المرحلة المقبلة، دون إيضاحات، ويرى ناشطون من المخيم أن هذه الخطوة جاءت نتيجة استمرار المفاوضات، بين عديد الجهات الفلسطينية والنظام “لتحييد اليرموك عن الصراع” وإعادة المهجرين من أهله، مشيرين إلى أن هناك معلومات تؤكد أن المفاوضات قطعت شوطًا كبيرًا.
في حين عدّ عدد من ناشطي اليرموك المهجرين إلى بلدات يلدا ببيلا بيت سحم المجاورة، أن تشكيل اللجنة المحلية، لا تعدو كونها محاولة من بعض الأطراف لاستثمار الأوضاع التي تمر بها المنطقة، ومحاولة ملء الفراغ الذي شكّله خروج المؤسسات المدنية والأهلية إبان سيطرة “داعش” في آب من العام 2015، موضحين أن اللجنة لا تحوز التوافق الذي يُخوّلها إدارة شؤون المخيم في حال جرى التوصل إلى اتفاق.
يذكر أن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق، تحاصره قوات النظام السوري منذ تموز/ يوليو 2013؛ ما أدى إلى وفاة أكثر من 190 شخصًا بفعل الجوع ونقص الرعاية الطبية، في حين فرض تنظيم الدولة حصاراً آخر على مناطق سيطرة “فتح الشام” في ساحة الريجة، وما يزال داخل المخيم نحو 6 آلاف شخص، ويسيطر التنظيم على أكثر من 80 بالمئة من مساحة المخيم، في حين انحسر وجود “فتح الشام” في ساحة الريجة شمال المخيم ونقطة المسبح جنوبه.
[sociallocker] [/sociallocker]