قال خبراء، إن تحرك الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من أجل إقامة مناطق آمنة في سوريا، قد يدفعه لاتخاذ قرارات محفوفة بالأخطار في شأن المدى الذي يمكن أن يبلغه في حماية اللاجئين، بما في ذلك إسقاط طائرات تابعة لنظام الأسد أو روسية، أو الالتزام بنشر آلاف الجنود الأمريكيين.

وقال “جيم فيليبس” خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة هيريتدج البحثية في واشنطن: “هذا في جوهره يعني الاستعداد لخوض حرب من أجل اللاجئين”، مشيراً إلى دفاعات روسيا الجوية المتقدمة.

وبين “فيليبس” وخبراء آخرون بينهم مسؤولون أميركيون سابقون، إن الكثير من اللاجئين لن يكتفوا بتأكيدات من موسكو، بينما قد لا يلقى أي اتفاق مع رأس النظام بشار الأسد – المدعوم أيضاً من إيران – ترحيباً من حلفاء واشنطن العرب.

وحذر “أنطوني كوردسمان” الخبير العسكري في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية البحثي، من أن تصبح المناطق الآمنة داخل سوريا لعنة ديبلوماسية، تجبر إدارة “ترامب” على التعامل مع مجموعة من التوترات العرقية والسياسية في سوريا إلى أجل غير مسمى.

وأشار خبراء آخرون، إلى أنه “من الممكن أن تجتذب المنطقة الآمنة متشددين إما لتنفيذ هجمات – وهو ما قد يحرج الولايات المتحدة – أو لاستخدام المنطقة مأوى يمكن للمتشددين إعادة تنظيم صفوفهم فيه”.

كما أن إقامة مثل هذه المناطق سيكون مكلفاً، نظراً لضرورة توفير أماكن إيواء وطعام وتعليم ورعاية طبية للاجئين. وقال كوردسمان: “أعتقد أن هؤلاء الناس ليست لديهم أي فكرة عما يتطلبه توفير الدعم لخمسة وعشرين ألف شخص، وهو رقم صغير في حقيقة الأمر في ما يتعلق (بالنازحين) واللاجئين” في سوريا.

وكان “ترامب” قال الأربعاء، إنه “سيقيم قطعاً مناطق آمنة في سوريا” للاجئين الهاربين من الحرب.

ومن المتوقع وفقاً لوثيقة اطلعت عليها “رويترز” أن يأمر خلال الأيام المقبلة وزارتي الدفاع والخارجية بصياغة خطة لإقامة مناطق آمنة في سوريا ودول مجاورة. ولم تحدد الوثيقة ما الذي يجعل مناطق من هذا النوع “آمنة”، وما إن كانت ستحمي اللاجئين من الأخطار على الأرض فقط، أو إن كان “ترامب” يتوقع إقامة منطقة حظر طيران تشرف الولايات المتحدة وحلفاؤها على مراقبتها.

ولم تقدم مسودة الوثيقة أي تفاصيل في شأن ما الذي سيجعل هذه المناطق آمنة ولا مكان إقامتها ولا الجهة التي ستدافع عنها.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]