النظام يواصل تقدمه بريف حلب الشرقي.. ولهذا السبب يسيطر على مزيد من المناطق

8 مارس، 2017

تواصل قوات نظام بشار الأسد تقدمها في ريف حلب الشرقي، بعد سيطرتها على مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأهمها بلدة الخفسة والمضخات فيها، التي تغذي مدينة حلب بالمياه.

ويأتي هذا التقدم في وقت ترتسم فيه ملامح التحالفات في الشمال السوري، سيما بعد سيطرة قوات المعارضة المنضوية في “درع الفرات” على مدينة الباب، وعزمها على التقدم نحو مدينة منبج التي تسيطر عليها ميليشيا قوات “سوريا الديمقراطية” وتمثل الميليشيات الكردية النسبة الأغلب فيها. حيث باتت الميليشيات الكردية وقوات النظام في تحالف واضح لعرقلة تقدم “درع الفرات”.

وكان “مجلس منبج العسكري” المنضوي في قوات “سوريا الديمقراطية” قد سلم مناطق لنظام الأسد على خطوط التماس مع “درع الفرات”، كما أعلن أول أمس أن المدينة أصبحت بحماية التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.

ووصلت قوات النظام خلال الساعات القليلة  الماضية إلى الضفاف الغربية لنهر الفرات، بعد سيطرتها على بلدة الخفسة ومحطة ضخ المياه الأولى القريبة منها، وطرح تقدمه السريع في ريف حلب الشرقي تساؤلات عن جدية “تنظيم الدولة” في مواجهة النظام.

الناشط من ريف حلب، أحمد محمد، أشار في تصريحات لـ”السورية نت” عن انسحاب “تنظيم الدولة” من القرى التي شهدت مواجهات مع النظام بريف حلب الشرقي، وقال إن النظام “سيطر عليها بالقصف فقط، وسط غياب لمفخخات التنظيم (التي اعتاد على استخدامها بالمواجهات) أو ألغام”، ولفت محمد إلى أن التنظيم لا يزال يقاتل بشراسة عندما تكون المعارك ضد المعارضة السورية.

ومع تقدمه الأخير، يشير محمد إلى أن النظام بوصوله إلى بلدة الخفسة بات موجوداً في عمق الريف الشرقي لحلب بعد 3 سنوات من غيابه الكامل عنه، معتقداً أن النظام لم يتوقف عند الخفسة “فهدفه القادم دير حافر ومسكنة”، حسب قول الناشط.

وفي السياق ذاته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن التنظيم لا يزال يسيطر على نحو 25 قرية وبلدة في ريف حلب الشرقي تتضمن بلدتين رئيسيتين هما دير حافر ومسكنة وقرى أخرى بريفيهما.

ومن شأن انسحاب التنظيم المتكرر من مناطقه لصالح النظام أن يصعب من عمل “درع الفرات” في الشمال السوري. وفي هذا السياق، يقول محمد إن المخطط لدى “درع الفرات” كان التقدم من مدينة الباب باتجاه الرقة، لا سيما وأن المناطق التي تسيطر عليها “درع الفرات” أصبحت خطوط تماس مباشرة مع النظام، خصوصاً بعد تسليم التنظيم لمدينة تادف.

وفيما يتعقد المشهد العسكري بالشمال السوري، تبقى المعاناة الكبرى للمدنيين، إذ يوجد حالياً قرابة 70 ألف نازح في العراء بريف منبج الجنوبي، ويعيشون في المناطق التي تسيطر عليها قوات “سوريا الديمقراطية”.

ووفقاً لما قاله محمد: “لا يتوفر لهم أفران ولا مشافي، ولا حتى منظمات إغاثية محلية أو دولية”، مشيراً أن منبج لم تعد تحتمل مزيداً من النازحين هرباً من المعارك.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]