الإنذار المبكر… وسيلةٌ مبتكرةٌ لحماية المدنيين من القصف
25 مارس، 2017
حسين أبو محمد: المصدر
مع تصعيد النظام في قصف المناطق الخارجة عن سيطرته، وبكافة أنواع الأسلحة من مدفعية وطائرات، واستهدافه المباشر للتجمعات السكنية، كان لابد من طريقة تحذيرية للمواطنين من التجمع بأعداد كبيرة قبل القصف أو خلاله، والاحتماء في أماكن أكثر أمناً، عبر المراصد المنتشرة في المناطق المحررة.
كانت البداية عن طريق عدد من أجهزة اللاسلكي ينتشر بها أشخاص محددون داخل الأحياء السكنية، ويقومون بدورهم بإبلاغ أهالي الأحياء، لكنها وسيلة تتطلب وقتاً لإبلاغ المواطنين، ويصعب إيصال التحذيرات للجميع، مما يشكل خطراً على المدنيين وخاصة الأطفال المنتشرين خارج منازلهم أو الأشخاص المتواجدين في أعمالهم.
فكانت فكرة إنشاء منظومة للإنذار المبكر، وهي عبارة عن مكبرات صوت توضع في أماكن يحددها المرصد، وترتبط معه عبر جهاز لاسلكي يعمل تلقائياً عند التحذير، ومن خلال هذه المنظومة يتم إيصال التحذير لكافة المدنيين معاً وبوقت قصير جدا، بحسب مدير “المرصد 44” في الحولة بريف حمص الشمالي.
وأضاف مدير “المرصد ٤٤”، عامر أبو محمد، في حديث لـ “المصدر”: “منذ بداية تأسيس المرصد كانت غايتنا الأساسية التي نرجوها هي خدمة المواطنين في المنطقة والتحذير والإبلاغ عن أي تحركات تحدث على الحواجز المحيطة بمنطقة الحولة، وحركة الطيران فوق المنطقة، فكان التحذير بداية يتم عبر أشخاص منتشرين في حارات المنطقة يتم إبلاغهم بأي تحرك أو تحليق للطيران، وبدورهم يوصلون هذا التحذير للمدنيين”.
وأردف “لكن ذلك لا يلبي متطلباتنا كمرصد، ويصعب إيصال التحذير لكافة المدنيين، فعملنا على تجهيز منظومة الإنذار المبكر وبدعم من الدفاع المدني في قطاع الحولة، وهي عبارة عن مكبرات صوت منتشرة في مدن وبلدات الحولة، مرتبطة مع المرصد بشكل مباشر، ويتم إيصال التحذير من خلالها لكافة المدنيين في المنطقة قبل دقائق من القصف أو غارات الطيران، بحيث يمكن من خلال التحذير احتماء المواطنين في أماكن آمنة، أو النزول للملاجئ إن وجدت.
ولاقت منظومة الإنذار المبكر استحسان المواطنين، وخاصة أثناء غارات الطيران وحملات التصعيد التي تستهدف بها قوات النظام المدنيين العزل، بحسب “سعد أبو معاذ” أحد أبناء الحولة.
وأضاف “أبو معاذ” في حديث لـ “المصدر”: “إن هدف الإنذار المبكر المنتشر في المنطقة هو تفادي وقوع أعداد كبيرة من المصابين بين المدنيين، وخاصة المدنيين المنتشرين لقضاء أعمالهم، وأطفال المدارس والأطفال الذين يلعبون خارج المنازل، فالإنذار المبكر يتيح لهم فرصة العودة إلى المنزل أو الاحتماء في أماكن آمنة، وهناك حالات كثيرة تدل على فائدة الإنذار المبكر، وبخاصة أن النظام يعتمد القصف المفاجئ واستهداف الأحياء السكنية مدفعياً وجويا. كما تكمن فائدة الإنذار المبكر في أن نسبة كبيرة من المواطنين لا يملكون أجهزة لاسلكي لتلقي التحذير، فيكون اعتمادهم المباشر عبر مكبرات الصوت”.
ومن جهته، قال “محمد أبو شمس”، أحد أبناء منطقة الحولة، في حديث لـ “المصدر”: “الإنذار المبكر ينبه المدنيين لتوخي الحذر وخاصة أثناء قصف الطيران الحربي، فيكون الإنذار قبل دقائق من غارات الطيران، وأيضاً خلال القصف المدفعي يتم إنذار المواطنين بتحركات الحواجز، ومن أي جهة سيتم القصف ووجهة القصف، من خلال مراقبة المرصد الدائمة للحواجز وتحركاتها، ويتم أيضاً الإعلان عن انتهاء الطيران الحربي بعد غاراته على المنطقة”.
وأوضح أن “عناصر المرصد وبالتعاون مع الفريق التقني في قطاع الدفاع المدني في الحولة، يقومون بالعمل بكل طاقاتهم من أجل سلامة المواطنين المحاصرين في منطقة الحولة، كما تتم صيانة دورية لأدوات الإنذار المبكر المنتشرة في المنطقة، لتبقى بجاهزية مستمرة.
ومنطقة الحولة محاصرة بشكل كامل، يفرض هذا الحصار القرى الموالية للنظام والحواجز المحيطة بها، وتتعرض لقصف يومي من قبل هذه الحواجز، مع تصعيد جوي بين الحين والآخر تتعرض له المنطقة المحاصرة.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]