التعتيم والمنع يُعيق حصول الصحفيات السوريات على المعلومة
10 مايو، 2017
مع أن الرقابة على العمل الصحافي، ونظرة المجتمع السلبية هما المشكلتان الأساسيتان اللتان تعاني منهما الصحفيات السوريات في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، فإن الحصول على المعلومة يمثل، ولا شك، “صداعاً” مستمراً يؤرق العاملات في هذا المجال.
في القوانين العالمية، وتلك المعمول بها في بعض الدول العربية التي تترك هامشاً لحرية الإعلام، يُعرّف “الحصول على المعلومة” بأنه “حق” للصحافيين، وقد سَنّت له معظم الدول الأوروبية، وثلاث دول عربية وهي “السودان والأردن وتونس” قوانين خاصة، واعتبرت أن هذا الحق مُصان ولا يُمكن المساس به، بحيث يستطيع الصحفي الحصول على أي معلومة يطلبها من أي جهة كانت.
غير أن الصحفيات السوريات اللاتي يعملنَ داخل البلاد لا يتمتّعنَ بهذا الحق نظراً لمجموعة أسباب يأتي على رأسها، التعتيم الإعلامي الذي يحيط بمعظم القضايا ولا سيما “الحساسة” منها.
تورد “صدى الشام” في هذا التقرير، جوانب من معاناة الصحفيات السوريات للحصول على المعلومة من مصادرها المختلفة.
زينة “اسم مستعار”، بدأت العمل الإعلامي منذ عام 2014 في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، تقول: “إن والدَيها شجّعاها على العمل منذ البداية، لكن ذلك بالنسبة لها لم يكن ذلك أمراً سهلاً”.
وأضافت أن النقطة الأصعب خلال عملها كانت تواجهها عندما يُطلب منها الحصول على أية معلومة من جهةٍ ما، فهي لا تستطيع الخروج من المنزل في أي وقت، إضافةً إلى أن بعض الجهات ترفض التعامل معها.
وكان من بين المواقف التي واجهتها زينة، حين ذهبت إلى إحدى المحاكم الشرعية للحصول على تفاصيل عن الموقوفين وأعدادهم، لكن المسؤول الإعلامي طلب منها أن تعود أدراجها وترسل صحفياً بدلاً عنها!
بالمقابل لا تُنكر زينة، تقدير بعضهم لها كفتاة تقوم بمهامّها الصحفية، ومنهم من يقومون بمساعدتها على إنجاز الموضوعات التي تعمل عليها.
أما صفاء، وهي صحفية ميدانية في ريف محافظة حلب، فكونها فتاة فإن ذلك يسهّل عليها، في أحيانٍ كثيرة، إقناع المصدر الذي يبدي تعاطفاً معها ويقوم بإمدادها بالمعلومات، لكنها تستدرك بأن الحصول على المعلومة داخل سوريا بشكلٍ عام “ليس بالأمر السهل”.
وتشير صفاء إلى أنها خلال عملها الصحفي مُنعت أكثر من مرّة من حضور اجتماعات كانت قد أُوكلت إليها مهمّة تغطيتها، فيما استطاع عدد من الصحافيين الذكور أن يحضُروا.
وباستثناء اللقاءات والفعاليات التي تكون النساء جزءاً منها، كتلك المتعلقة بالمرأة والطفل، فإن الصحفيات في الداخل يواجهنَ مشكلة منعهن من حضور الأنشطة والمؤتمرات الصحفية، التي تحتاج تغطيتها إلى مشاركة وطرح أسئلة ونقاشات وغيرها.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]