تهجير أهالي منبج لرفضهم تجنيد بناتهم في صفوف مجلس منبج العسكري
31 مايو، 2017
زياد عدوان: المصدر
تعيش مدينة منبج منذ سيطرة الميليشيات الكردية عليها، أسوأ المراحل التي مرت بها خلال سنوات الثورة السورية، فبعد خروج مقاتلي تنظيم “داعش”، ودخول الميليشيات الكردية وعلى رأسها ميليشيا مجلس منبج العسكري، تم تهجير العشرات من السكان، وتغيير ديمغرافية المدينة بما يتلاءم مع سياسة ميليشيات سوريا الديمقراطية (قسد).
وتم طرد العديد من العائلات وسجن عشرات الرجال ممن أرادوا أن يتزوجوا مرة ثانية وضمن قانون تعداد الزوجات، ومن بين العائلات التي طردت من المدينة عائلات رفضت تجنيد بناتها ضمن صفوف ميليشيا مجلس منبج العسكري أو ميليشيا الآسايش.
وتفاءل سكان مدينة منبج بطرد عناصر تنظيم “داعش” من المدينة، ودخول ميليشيات سوريا الديمقراطية، والتي استطاعت خداع مدنيي منبج بشعاراتها ومن ضمنها إرساء دعائم الديمقراطية والتعددية والمساواة بين كافة مكونات الشعب السوري، لتثبت عكس ذلك من خلال الانتهاكات الممنهجة والمستمرة بحق سكان المدينة.
وجاء طرد العديد من العائلات بعد رفضها الدعوة التي وجهت لهم من أجل انضمام بناتها لميليشيا مجلس منبج العسكري والآسايش، واستهدفت الحملة بشكل خاص الفتيات على وجه التحديد، ولأن طابع العشائرية يغلب على مدينة منبج فقد قابل العديد من الأهالي هذه الدعوة بالرفض.
وتم طرد تلك العائلات وتهجيرها لخارج مدينة منبج، بتهمة التعامل مع تنظيم “داعش” وإعطاء التنظيم معلومات عن مدينة منبج والنقاط العسكرية التابعة للميليشيات فيها، كما أن من بين التهم التي وجهت للعائلات كانت انتساب أقارب لهم لصفوف كتائب الثوار خلال عملية (درع الفرات).
شهادة عنصرٍ سابق
وتحدث “نايف الحسين”، وهو من سكان مدينة منبج الذين انضموا لصفوف ميليشيا (جيش الثوار) سابقا، عن عمليات التهجير والطرد التي تعرضت لها العائلات في مدينة منبج، قائلاً “خرجنا ضمن عدة دوريات لمطالبة السكان بضرورة التحاق بناتهم في الدورة العسكرية التي تهدف لتدريبهن على السلاح وعلى أن يتكسبن مهارات عسكرية، من أجل بقاءهن في مدينة منبج وتأمين المدينة من أي هجمات محتملة لتنظيم (داعش) ولكتائب الثوار”.
وأكد “الحسين” في حديث لـ (المصدر) أن الحملة “قوبلت باستنكار وغضب من قبل الأهالي، لأن هذا الأمر مخالف للعادات والتقاليد السائدة في المدينة”.
وأضاف “أبلغنا العديد من العائلات بضرورة إخلاء منازلهم خلال 48 ساعة ومغادرة مدينة منبج، وإلا فسيتم اعتقالهم بتهم تعاملهم مع تنظيم (داعش) وغيرها”، وقد تعرضت العائلات التي طردت من المدينة لمضايقات وإهانات لدى خروجها من المدينة من قبل ميليشيات مجلس منبج العسكري.
سرقة ممنهجة
وعقب خروج تلك العائلات من مدينة منبج قسريا، قام المجلس المحلي التابع لميليشيا مجلس منبج العسكري بإبرام عقود وسندات ملكية جديدة مصدقة من قبل المؤسسات الحكومية التابعة لنظام بشار الأسد، تثبت ملكيتها لتلك المنازل والمحلات التجارية، ومنح عناصر من ميليشيات (قسد) العديد من تلك المنازل التي اعتبرت أملاكاً تابعة للمجلس العسكري والمحلي لمدينة منبج، وقد استطاع المجلس المحلي لمدينة منبج تغيير عقود وسندات 70 منزلاً خلال شهري آذار ونيسان الماضيين.
منع تعدد الزوجات
كما يستاء مدنيو مدينة منبج من القرارات التي يصدرها المجلس المحلي والتي هي منسوخة عن قرارات الإدارة الذاتية، ومن بين تلك القرارات منع تعدد الزوجات، ويعتبر سكان وأهالي مدينة منبج هذا القرار تعدي على الحرية الشخصية، وبذلك تكون جميع شعارات ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية زائفة، وقد لاقى هذا القرار غضباً واستياءً شديدين، كما يبدي سكان المدينة تخوفهم من أن يسجن الرجال بحجة أنه تزوج من امرأة ثانية أو ثالثة.
ويرى شريحة واسعة من سكان المدينة أن منع تعدد الزوجات هو من القرارات الجائرة، والتي يتم تطبيقها في مدينة منبج ومناطق سيطرة ميليشيات الإدارة الذاتية.
وقال “مالك عثمان”، وهو أحد سكان مدينة منبج الذين خرجوا من المدينة، لـ (المصدر): “إن هذه القرارات التي يتم تطبيقها في مدينة منبج هي كردة فعل انتقامية من السكان العرب نتيجة سياسة النظام تجاه الأكراد الذين لم يستطيعوا الانتقام من النظام، فقاموا بالانتقام من المدنيين العرب في مدينة منبج”.
وتصدر المجالس المحلية التابعة لميليشيا الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) العديد من القرارات الجائرة والتي تعتبر كتضييق للخناق على المدنيين في المناطق ذات الغالبية العربية، إذ أن قرار منع تعدد الزوجات من شأنه زيادة نسبة العنوسة وخاصة في المناطق العربية، ويعتبر الكثيرون أن ميليشيا الإدارة الذاتية تفرض هكذا قرارات كعقوبة.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]