تحضيرات العيد في حماة… للأغنياء والشبيحة فقط
25 يونيو، 2017
خالد عبد الرحمن: المصدر
عادت أسواق مدينة حماة لتفتح أبوابها ليلاً بعد سنوات من منع النظام لتجار المدينة من فتح الأسواق لاعتبارات عديدة منها الأمنية -على حد زعمهم- وشرّعت تلك الأسواق أبوابها أمام الزبائن الذين لم يختلف عليهم رمضان هذا العام عن أعوام سابقة في مدينة حماة وربما لن يختلف العيد عما سبقه من أعياد إلاّ في غلاء الأسعار وتضاعفها.
واعتاد أهالي مدينة حماة كباقي المدن السورية على طقوس وعادات خاصة خلال استقبالهم للأعياد والتي تعتبر مناسبة تجتمع فيها العائلات لإظهار التضامن الاجتماعي، لكن العيد في حماة هذا العام يفتقد الكثير من العادات بسبب الغلاء الكبير واستغلال التجار للكثافة السكانية فيها ناهيك عن المضايقات اليومية من قبل الشبيحة وانتشار حواجز النظام وميليشياته التي تقطع أوصال المدينة.
السيدة أم رياض إحدى سكان المدينة قالت في اتصال مع “المصدر” وملامح الحزن ظاهرة على صوتها “أي عيد نتحدث عنه، أبنائي الأول معتقل ولا أعلم عن مصيره شيئاً والثاني فر من سطوة الشبيحة وهاجر إلى ألمانيا والثالث في الشمال لا أستطيع رؤيته إلا بعد شهور فالشبيحة تفرض الأتاوات الكبيرة علينا وليس بالإمكان العبور إلى المناطق المحررة متى أردنا”.
وتابعت أم رياض التي بدت منهمكة في الحديث عبر برنامج السكايب مع ابنها الذي من المفترض أن تزوره خلال فترات العيد وتحضر له بعض الحلويات والمأكولات “يا ابني أهل البلد (مدينة حماة) جميعهم من الطبقتين المتوسطة والفقيرة، واليوم بات هم التجار هو أكل هاتين الطبقتين فالأغنياء لديهم أعمالهم وتجارتهم أما الفقراء فأغلبهم إما موظفين ورواتبهم قليلة أو عاطلين عن العمل”.
وأشارت أم رياض إلى عدم قدرتها على شراء اللحم لهذا العام لتحضير أكلة “الشاكرية” التي تشتهر بها المدينة كإحدى طقوس حماة في الأعياد فتضاعف أسعار اللحوم والمواد الغذائية بشكل مفاجئ بعد انخفاضها لفترة بداية رمضان إلا أنه ومع اقتراب العيد وبدأت معه الأسعار بالارتفاع الأمر الذي جعل حركة الشراء والبيع ضعيفة جداً مقارنة مع أيام سابقة.
“يا ابني العيد ما عاد إلنا …ما عاد في شي رخيص” قالتها لابنها المهجّر قسراً من بين أهله، منوهة إلى أن الأسعار لا تناسب الفقراء وذوي الدخل المحدود، وباتت الأعياد والمناسبات حكراً على الأغنياء والشبيحة من أهالي المدينة، فالغلاء أصبح لا يطاق وهم التجار الأول هو الربح “ولولا بعض المساعدات الخيرية التي تصلني بين الفترة والأخرى وبعض الأموال التي يرسلها أبني لكنت حالياً أبيع أثاث منزلي لنأكل”.
وحرم غلاء الأسعار واحتكار التجار للكثير من المواد الغذائية سعياً في تحصيل ربح أكبر؛ مئات العائلات في حماة من طقوس العيد الجميلة التي اعتادها السوريون بهذه المناسبة، كتحضير حلوى العيد وشراء الملابس الجديدة والفواكه والسكاكر والشوكولا والضيافة، لكنها اليوم باتت أمراً ثانوياً ليس بمقدورهم ممارستها للغلاء الفاحش الذي اجتاح المدينة ولتدني مستوى المعيشة ودخل الفرد وانعدام فرص العمل للكثير من الشباب المعيل لعوائلهم.
[/sociallocker]