ما حاول الأسد إظهاره في زيارته لمنازل مقاتليه يُكذبه موالون له.. فكيف يواجهونه بالحقيقة؟

28 يونيو، 2017

زار رأس النظام في سوريا بشار الأسد مع عائلته عدداً من جنوده المصابين، مكرساً وسائل إعلامه لتسليط الضوء على تلك الزيارات التي يهدف منها إلى إظهار تعاطفه معهم، في وقت تتزايد فيه انتقادات الموالين للنظام بسبب إهماله المقاتلين في قواته.

ويحاول الأسد في الفيديوهات التي توثق زيارته لمقاتلين خلال فترة العيد المنصرم إظهاره بشكل عفوي، من خلال تصويره خلال الذهاب إلى منازلهم دون ترتيب مسبق كما تدعي وسائل إعلامه، مركزة على تأكيد الجنود الذي زارهم الأسد على مواصلة القتال من أجله.

لكن صفحات الموالين للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي، تكشف صورة مغايرة لما يبدو عليه الأسد، إذ تنتشر بين الحين والآخر قصص لجنود أصيبوا بإعاقات دائمة وتركهم النظام دون مساعدة، في حين أنه يولي اهتماماً متزايداً لمقاتلي الميليشيات الأجنبية لا سيما المدعومة من إيران.

وفي الوقت الذي كان فيه الأسد موجوداً في حمص لزيارة عدد من جنوده، نشرت صفحات موالية للنظام مقطع فيديو يظهر إهانة مصابين من قوات النظام في المشافي التابعة للحكومة خلال محاولتهم الحصول على العلاج.

ونشرت صفحة “شبكة أخبار حمص المؤيدة” على “فيسبوك”، يوم الإثنين 26 يونيو/ حزيران 2017، مقطع فيديو لأحد جنود النظام كان يقاتل في مدينة الرقة، وأصبح يعاني من الأمراض فضلاً عن قدمه قد بُترت، وتحدث الجندي من مشفى حي الزهراء في حمص، أنه تُرك لوحده وأنه يضطر إلى شراء الدواء على نفقة عائلته الخاصة، وقال إنه ينزل إلى الشارع للتسول من أجل الحصول على الأموال.

وأشار جندي آخر كان يرتدي بدلة عسكرية أنه عندما اتصل بمدير المستشفى للحصول على دواء لقريبته، شتمه ونعته بـ”الحيوان”.

ويشكو الجنود في جيش النظام مما يسمونه إهمال الحكومة لهم، فاهتمام النظام بالمقاتل ينتهي مع اللحظة الأولى لإصابته في المعارك، ويقتصر ما يقدمه للمصابين في نقلهم إلى المشافي فحسب في أحسن الأحوال، فضلاً عن أن الإهمال لا يقتصر على المقاتل بل يشمل حتى عائلته.

في مارس/ آذار 2017 نشرت صفحات موالية للنظام على “فيسبوك” مقطع فيديو لعضو مجلس محافظة حمص الإعلامي، وحيد يزبك، وكان يندد بالمعاملة السيئة التي تتلقاها نساء قتلى قوات نظام الأسد في الدوائر الحكومية، وإهمال النظام لهن ما يضطرهن إلى القبول بأعمال متعبة ومردودها قليل.

وظهر يزبك وهو أيضاً من أبرز الصحفيين الموالين للنظام في فيديو وقد بدا منفعلاً في كلامه، وأشار موجهاً كلامه لأعضاء في مجلس محافظة حمص، أن الجندي بصفوف قوات النظام الذي يُقتل على الجبهات لو يعلم أن زوجته ستعمل في أعمال “الشطف والمسح” لم يكن يريد لـ”يستشهد”.

وأعرب عن غضبه من إهمال نساء القتلى متحدثاً عن أن المقاتل بصفوف النظام يتعرض للخديعة عندما يعتقد أن هنالك من سيهتم بذويه بعد موته. وقال متحدثاً عن إحدى الحالات: “زوجة شهيد وهو شهيد معروف، عم تشطف وتمسح بأحد الأماكن”.

على طريق الموت

وليس حال الجنود الموجودين حالياً مع النظام بأفضل من أولئك الذين يعانون بصمت، فمقاتلي النظام يواجهون مشكلات أبرزها سوء المعاملة التي يتعرضون لها رغم بعضهم كرهاً في صفوف النظام، فضلاً عن فرق المعاملة بينهم وبين الميليشيات الأجنبية المساندة للنظام.

فإلى جانب الاهتمام البالغ بمداواة المقاتلين الأجانب وتأمين مساكن جيدة لهم للاستراحة، وتوفير وجبات كبيرة من الطعام، يقضي معظم جنود النظام أيامهم على حبة من البطاطا ورغيف من الخبز، بحسب ما تحدث عنه موالون للنظام مراراً.

ويضاف إلى ذلك أن عناصر الميليشيات المحلية أو الذين تطوعوا في الميليشيات الإيرانية يمتلكون من الميزات ما لا يمتلكه المقاتلون في جيش النظام، خصوصاً فيما يتعلق بالراتب الشهري لكل منهما، حتى أن صفحات موالية للنظام اعترفت مراراً بتسرب المقاتلين من جيش النظام إلى ما يطلقون عليه “القوات الرديفة” ويقصد فيها ميليشيات بينها أجنبية مقابل الحصول راتب شهري يتراوح بين الـ 30 والـ 50 ألف ليرة.

ويشير الاحتقان الآخذ بالاتساع ضمن عائلات جنود النظام إلى مشكلة كبيرة يعجز الأسد عن حلها، لا سيما وأنه يعاني من انهيار مستمر في اقتصاده، وفي ذات الوقت ارتفاع كبير في أعداد جنوده ما يجعله غير قادر على الاهتمام بهم، وهو ما دفع عائلات مؤيدة في أرياف اللاذقية وطرطوس إلى الامتناع عن إرسال أبنائهم إلى جيش النظام خوفاً من مصير مشؤوم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]