‘“داعش” يحارب “اللجوء إلى ديار الكفار”: تعالوا إلينا’

19 سبتمبر، 2015

المدن-

بدأ تنظيم “داعش”، حملة بروباغندا واسعة عبر السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية التابعة له، ضد اللجوء السوري إلى أوروبا، بعد تزايد أعداد المهاجرين الهاربين من الحرب السورية التي يتزعم فظائعها التنظيم المتشدد والنظام السوري على حد سواء.

خمسة مقاطع فيديو كاملة في ثلاثة أيام فقط، أصدرتها المؤسسات الإعلامية الداعشية، يدعون فيها “أهل السنة” إلى البقاء في ديارهم وعدم الهروب إلى “مخيمات الخذلان” في “ديار الكفر”، أو على الأقل الالتحاق بالدولة الإسلامية المزعومة كي تكون هجرتهم شرعية على غرار الهجرات الإسلامية القديمة، خصوصاً أن الغاية هي التي تحدد طبيعة العمل، وغاية السوريين من الهجرة في نظر “داعش” هي “غاية نكراء” طالما أنها ليست نحو الرقة أو الموصل.

يحاول “داعش” ركوب الموجة الإعلامية العالمية، مستغلاً طوفان الصور المروعة في الإعلام العالمي والعربي بخصوص المصاعب التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في طريقهم إلى أوروبا الغربية، ويتشدق بالإنسانية والرحمة في وجه الصور الآتية من هنغاريا التي تقمع اللاجئين السوريين على سبيل المثال، وبالتالي تكون: “أرض الخلافة أولى بكم”.

“تعالوا إلينا”، هي العبارة التي تتردد في كل مقاطع الفيديو وتغريدات “تويتر”، وبها تتلخص الحملة الداعشية الجديدة، حيث يلعب “داعش” دور المدافع عن “الكرامة الإسلامية” في وجه “عباد الصليب”، علماً أنه يسوق معظم تلك العبارات عبر شيوخ دين محليين ومدنيين في الأماكن التي يسيطر عليها، مع شهادات من مقاتلين داعشيين عاشوا في أوروبا لفترات معينة من حياتهم: “أتستبدلون الذي هو ذل بالذي هو خير؟”، كما دعت المقاطع اللاجئين إلى العودة لبلادهم فوراً.

يحارب “داعش” اللجوء وفق مبادئ الهجوم المضاد، فالأوروبيون هم حلفاء الأنظمة السياسية العربية القمعية وهم يريدون “الحصول على اللاجئين لتنصيرهم وتحويل الذرية المسلمة إلى ذرية فاسقة”، وهي محاولة “شريرة” منهم للقضاء على الإسلام بأوامر من “الشيطان”. ويتشابه ذلك إلى حد كبير مع إعلام النظام السوري الرسمي الذي يحارب اللجوء السوري بنفس الطريقة عبر قنواته الرسمية تماماً، من منطلق “الوطنية” لا الإسلام.

أخبار سوريا ميكرو سيريا