‘دراسة: روسيا لن تدخل معركة برية في سوريا’
18 أكتوبر، 2015
ميكروسيريا – آدم ملحم
خلصت دراسة وصفية حديثة صادرة عن “مركز إسبار للدراسات والبحوث” إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا قد يحقق الغاية السياسية لروسيا، في دعم حليفها الاستراتيجي المتمثل بنظام الأسد، ويضمن لها تعزيز موقعها في ملف الأزمة السورية، لكنه بالتأكيد لن يفضي إلى أي تحرك عسكري روسي بري داخل الأراضي السورية.
وأضافت الدراسة التي حملت عنوان “أبعاد التدخل العسكري الروسي في سوريا”، أن التواجد العسكري الروسي يهدف أيضاً إلى الحفاظ على قواعد حماية لمصالح الروس الاستراتيجية في الشرق الأوسط من خلال تعزيز وجودها العسكري في البحر المتوسط.
و عرضت الدراسة إلى الغطاء السياسي الذي استخدمته روسيا في سبيل ذلك، من خلال مساتدة النظام في “حربه على الإرهاب”، وطرح مبادرة سياسية يكون هذا بندها الأول كأولوية لحل الأزمة السورية، وفي سبيل ذلك طرحوا إشراك النظام السوري في تحالف رباعي يضم إلى جانبه كل من تركيا والسعودية والأردن، ووفقاً لمعايير القانون الدولي التي تراها روسيا.
وأكدت الدراسة أن روسيا بذلك قد ألقت الكرة بملعب الفاعلين الدوليين بالأزمة السورية، كون دول التحالف الرباعي في دول أعضاء في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأن التقدم في ذلك بات مبيناً على تفاعل هذه الدول، الداعمة أصلاً للمعارضة السورية في سبيل إسقاط النظام.
واستعرضت الدراسة المساعدات العسكرية الروسية التي قدمت للنظام منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية مطلع العام 2011، من صورايخ وطائرات ودبابات وطرازها المختلف والمتطور، مشيرة إلى أن روسيا كثفت وجودها العسكري خلال الأشهر القليلة الماضية وأرسلت قوات برية تمركزت في مطار باسل الأسد مع العديد من آليات نقل الجنود.
وقالت الدراسة إن روسيا تعمد إلى تعزيز التواجد العسكري في البحر المتوسط من خلال ماتسميه “نقطة إمدادات ومساعدة تقنية”، التي تعتبر ذات بعد استراتيجي بالنسبة لموسكو، مشيرةً إلى المراحل التي مر بها التواجد العسكري الروسي في المتوسط منذ عام 1971، وحتى توقيع بشار الأسد لاتفاقية مع روسيا عام 2008 تنص على جعل ميناء طرطوس قاعدة عسكرية دائمة.
وأكدت الدراسة أن موسكو عمدت إلى تعزيز موقع النظام السوري عسكرياً وسياسياً، بعد الهزائم الكبيرة التي مني بها خلال الأشهر التي سبقت التدخل العسكري الروسي، سواء خسارته تدمر ومناطق واسعة من ادلب، أضافة إلى تراجع قواته في معارك الغوطة الشرقية، بعد سيطرة المعارضة على مواقع وبلدات عدة أهمها “تل كردي”، وذلك من خلال تعزيز التواجد العسكري الروسي في الساحل السوري مايثبت دعمها للنظام كحليف استراتيجي، ويعمد على تقويته سياسياً وعسكرياً مهما أصاب بنيته من ضعف، إضافة إلى استغلال موسكو لتعثر المبادرات الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، من خلال إقناع المجتمع الدولي بضرورة بقاء الأسد في السلطة.
يشار إلى أن “مركز إسبار للدراسات والبحوث”، هو مؤسسة بحثية، تهدف إلى توفير المعلومات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية، أمام الباحثين وصناع القرار، بهدف دعم آليات اتخاذ القرار، وتحقيق التكامل المعلوماتي الذي يرسم خارطة الأولويات للمراحل المقبلة.