الاتحاد برس توثق مقتل مجموعة من المستشارين الإيرانيين في معركة ريف حلب الجنوبي
24 أكتوبر، 2015
جنازة أحد قتلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا
ميكروسيريا | عبد الوهاب عاصي
يرجع أول توثيق للوجود الإيراني في الريف الجنوبي لحلب، إلى شهر أيلول من عام 2013، حينما استطاع لواء داوود – الذي انشق لاحقاً عن المعارضة وانضم لتنظيم داعش – من استهداف مجموعة ايرانية مقاتلة في أحد مداجن جبل عزان، حيث استولى على كاميرات للفريق الإعلامي الحربي الإيراني، تحتوي على مقاطع فيديو تبرهن على وجود القوات الإيرانية في ريف حلب الجنوبي.
لم يعد بعد هذا التاريخ أي ذكر للقوات الإيرانية من ناحية الوجود بالريف الجنوبي للمدينة، لحين بدء النظام السوري حملته العسكرية في المنطقة بإسناد عسكري من المستشارين الإيرانيين وتغطية نارية روسية في شهر تشرين الأول من العام الحالي. وقد يبدو أمر استيلاء النظام على العديد من القرى الجنوبية مخيباً لآمال العديد من فصائل المعارضة، بيد أن النظر إلى نسبة الخسارة التي تلقتها القوات الإيرانية في هذه المعركة ربما توضع مدى الأهمية الاستراتيجية وما كرس لها من أجل السيطرة عليها.
وتعتبر معركة الريف الجنوبي لحلب، أكبر خسارة تعرضت لها القوات الإيرانية منذ بدء دخولها في سوريا، وذلك على صعيد القيمة العسكرية لضحاياها. حيث قتل بتاريخ 18-10-2015 العقيد في الحرس الثوري الإيراني “مسلم خيزاب” وهو قائد العمليات العسكرية لطهران في ريف حلب الجنوبي.
بتاريخ 20-10-2015، أعلنت وكالات إيرانية مقتل 5 من الحرس الثوري بينهم 3 ضباط أحدهم برتبة مستشار، وقالت إنهم قتلوا خلال اليومين الماضيين. ووفقاً لوكالة “أهل البيت” الإيرانية، فقد قتل الضابط “مهدي علي دوست”، وهو بدرجة مستشار، وقيادي في الحرس الثوري. بينما ذكر موقع “نجف أباد نيوز” أن ضابطين من الفيلق الثامن في الحرس الثوري وهما الملازم أول “كميل قرباني” والملازم “حسن أحمدي”، قتلا خلال الاشتباكات. وبالرغم من أن الوكالات لم تذكر مكان مصرعهم فإنه من المرجح أن يكونوا قد قتلوا في معارك ريف حلب الجنوبي.
مهدي علي دوست
كمييل قرباني
حسن أحمدي
بتاريخ 21-10-2015، نقلت وكالة فارس الايرانية خبر مقتل قائد قوات الباسيج الإيرانية “نادر حميد” في سوريا، وقالت إنه قضى متأثرا باصابته قبل أيام في اشتباكات بسوريا مع فصائل المعارضة، ومع أن الوكالة لم تتحدث عن مكان مقتله، فعلى الأغلب أنه قتل في معارك ريف حلب الجنوبي.
قائد قوات الباسيج الإيرانية “نادر حميد”
في 23-10-2015، أعلنت مصادر إيرانية رسمية مقتل 8 عناصر من الحرس الثوري بينهم مستشاران، بالإضافة إلى المظلي “محمد استحكامي جهرمي”. خلال المعارك في ريف حلب الجنوبي، كما أضافت المصادر بمقتل “رضا خاوري” قائد لواء “فاطميون” الأفغاني في ذات المعارك.
محمد استحكامي جهرمي
بتاريخ 23-10-2015، قالت وكالة “تسنيم” المقربة من الحرس الثوري الإيراني إن “عبد الله باقري” المرافق الشخصي للرئيس الإيراني الأسبق “محمود أحمدي نجاد” قُتل خلال مواجهات عنيفة في ريف حلب الجنوبي، وباقري هو من القيادات التي أسهمت في تشكيل ميليشيات مسلحة للدفاع عن مزار السيدة زينب في دمشق، حسبا أفاد موقع “دولت بهار” الإيراني.
مرافق أحمدي نجاد “عبد الله باقري”
وتحاول شبكة “ميكروسيريا” توثيق أكبر عدد من قتلى القوات الإيرانية في سوريا، حيث تعتقد أن يكون كلاً من “مجبتي كرمي” و”مجيد صانعي”، وهما من الحرس الثوري، قد قتلا خلال معارك ريف حلب الجنوبي، بالرغم من عدم تصري وكالة أنباء فارس عن مقتلهما، لكن تاريخ إعلان مصرعهما كان خلال الأيام الماضية.
ويفسر العدد الكبير لقتلى القوات الإيرانية في ريف حلب الجنوبي، وفقاً لمراقبين إلى الأهمية التي تضعها إيران على المنطقة التي تخولها توسيع طريق الإمداد الذي تسيطر عليه، بالإضافة إلى الضغط على قوات المعارضة في مدينة حلب.