صور الضحايا هل نعرضها أم لا…؟

3 نوفمبر، 2015

دعا عدد من الناشطين الثوريين، الإعلاميين والموثقين في المشافي والطبابة الشرعية، إلى إلتقاط صورٍ مناسبة قدر الإمكان لضحايا الحرب في سوريا، وخصوصاً لمن تم انتشالهم من تحت الأنقاض والركام، إضافةً إلى ضرورة تنظيف الجثة من الأوساخ وتغطيتها ماعدا الوجه، حرصاً على مشاعر ذوي المتوفين واحتراماً للمتوفي.

وأوضح مدير مشفى مارع الميداني بريف حلب الدكتور، عبد الرحمن الحافظ، أن “من يلتقطون هذه الصور غالباً هم أناس غير مؤهلين لهذا العمل وغير احترافيين، وغير مستعدين لأن يمدوا أيديهم لتنظيف الشهيد أو على الأقل تغطيته”.

وتابع الحافظ إن “كثرة عدد الإصابات والشهداء التي تأتي متتالية بعد المعارك والقصف الجوي يخلق حالةً من الفوضى، ويصبح كل منهم يريد التوثيق والسبق الإعلامي”، مشيراً إلى أن القائمين على مشفى مارع الميداني بريف حلب، نبهوا بعض من يقومون بهذا العمل ولكن بشكلٍ فردي، غير أن الأمر بحاجة إلى جهود جماعية للحد من هذه الظاهرة.

وحول التأثيرات السلبية المباشرة أو ردات الفعل لهذا الأمر، قال “لم تحدث شكوى أو ردة فعل من هذا النوع في مشفانا، ولكني كمواطن تأثرت ببعض الصور بالرغم من أنني لاأعرف أصحابها  فكيف حال أهل صاحب الصورة”.

كما رأى رئيس المجلس الطبي في الغوطة الغربية، الدكتور أبو قتادة الحكيم، أن “الشهيد يجب أن لا يصور إلا في أفضل صورة وبعد موافقة ذويه”، وأضاف “يجب عدم تصوير الوجوه سواء كان جريحاً أو شهيداً مهما كانت الظروف، مع مراعاة عدم ظهور العورة”، مؤكداً أن مشافي الغوطة الغربية، تمنع تصوير جثث الشهداء منعاً باتاً، إلا من قبل شخصٍ مختص في المشفى مراعاةً لهذه الأمور.

وأضاف ” أن الكوادر الطبية تستطيع منع التصوير في المشفى فقط” بينما تبقى أماكن أخرى يجب ضبطها، مشيراً إلى أن ميثاق الشرف في هذا الموضوع فكرة ممتازة، يجب أن تجد تطبيقها العملي بالتعاون مع الإعلاميين والمجالس وكل الفعاليات على الأرض”.

و قال المعارض عدنان الصباح المقداد، الذي أنشأ على موقع فيس بوك صفحة بعنوان “حرمة الجسد وامتهان الكرامة الإنسانية”، “إذا كان للجسد الحي حرمة، فهذا يعني أن للجسد في حالة الموت حرمة أيضاً، وعندها نوقن أنه يليق بالإنسان أن يلقى الإحترام في مماته مثلما يلقاه في حياته، ولذلك لا يجوز تصوير ضحايا الحرب وهم أموات بهذا الشكل”.

وتثير قضية نقل صور القتلى والجرحى خلافات عديدة في أوساط الثورة السورية، حيث يرى البعض أنها تبين الوحيشية التي يتعامل بها نظام الأسد مع الشعب السوري، فيما يؤكد أخرون أنها تنفر العالم من متابعة أحداث الثورة، وتضر بها، كما أنها تنتهك كرامة الأشخاص وتؤذي ذويهم، فضلاً عن أنها تساهم في تأجيج العنف المستشري في سوريا.

أخبار سوريا ميكرو سيريا