في ظل التقارب الروسي التركي..مستقبل “حزب الاتحاد الديمقراطي” بعد سوتشي

27 ديسمبر، 2017

أعلن ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي للتسوية السورية ورئيس الوفد الروسي لمباحثات أستانا، الأسبوع الماضي، عدم مشاركة ممثلين عن (حزب الاتحاد الديمقراطي) أو (حزب العمال الكردستاني)، في مؤتمر الحوار الوطني، بطلب من تركيا.

قال لافرينتيف، في تصريحات لوسائل إعلام روسية: “إن المسألة الكردية لا تعرقل تحديد موعد مؤتمر (الحوار الوطني السوري) في سوتشي، لكن الأمر وما فيه يكمن في الرفض التركي القاطع، لحضور أي جهةٍ ترتبط من قريب أو بعيد بحزبي (العمال الكردستاني) و(الاتحاد الديمقراطي)”.

تتزامن التصريحات الروسية، مع التصعيد الإعلامي بين النظام السوري، وقيادات ميليشيا (قسد) التي تسيطر عليها الوحدات الكردية التابعة لـ (حزب الاتحاد الديمقراطي)، بعد اتهام بشار الأسد للمقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على مساحات واسعة، في شمال وشمال شرق سورية، بـ “الخيانة”، بسبب تعاونهم مع واشنطن التي تقود تحالفًا دوليًا ضد تنظيم (داعش).

يرى مراقبون أن التصعيد الأخير، بين النظام و(قسد)، إضافة إلى التصريحات الروسية باستبعاد ممثلي “حزب الاتحاد الديمقراطي” عن مؤتمر سوتشي، يعكس تغيرًا كبيرًا في المواقف التي كانت، حتى وقت قريب، أشبه بتحالف غير معلن، بين النظام السوري والميليشيات الكردية التابعة لـ (ب ي د)، إضافة إلى العلاقة الوطيدة بين الروس والميليشيات الكردية.

في هذا الموضوع، رأى أزاد عثمان، عضو رابطة المستقلين الكرد، أنّ ما يحدث هو مقدمة لتغييرات كبيرة في المواقف، في ظل رغبة روسية في حصد ثمار تدخلهم في سورية، قبل الانتخابات الروسية.

وقال في حديث لـ (جيرون): “يتصدر الروس مشهد الحل السوري حاليًا، بعد تراخي الموقف الأميركي، والإنجازات المهمة التي تحققت في الحرب على تنظيم (داعش)؛ فالروس يسعون بكل جهد ليحصدوا ثمار تدخلهم في سورية، بعد كل التكاليف التي دفعوها، وقبل أن تبدأ الانتخابات الروسية، خلال الأشهر القليلة القادمة، ومن البديهي أن تسعى روسيا لكسب الدول الفاعلة في الملف السوري؛ لكيلا تكون عقبة في طريقها، وتركيا من اللاعبين المهمين في الملف السوري، والأتراك يشترطون استبعاد (حزب الاتحاد الديمقراطي) وجناحه العسكري، من أي تسوية في سورية، كونه أحد أجنحة (حزب العمال الكردستاني) المصنف كمنظمة إرهابية”.

أضاف عثمان: “من الواضح أن التشكيلات العسكرية غير الوطنية، ستكون عبئًا على سورية القادمة، ومن الضروري حلها أو إدماجها في الجيش الوطني الذي يحكى عنه، أما ميليشيات (وحدات حماية الشعب)، فيتفق الجميع على ولائها لقنديل، ولذلك من الصعوبة دمجها في مشروع وطني إلا بعد القيام بإجراءات معقدة جدًا”.

الكاتب والمحلل السياسي عمر كوش كان له وجهة نظر مختلفة عمّا ذهب إليه عثمان، وقال في حديثه لـ (جيرون): “إن التصعيد الإعلامي لم يأخذ درجة المواجهة، وما يجري بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية هو محاولة لتثبيت نفوذ كل دولة منها في سورية، فالتواجد الأميركي هو لمحاربة تنظيم (داعش)، وهي حرب مشروعة دوليًا، وكذلك التواجد العسكري الروسي والإيراني، بذريعة الدعوة الرسمية من النظام السوري”.

وأضاف: “لا يمكن لروسيا أن تذهب بعيدًا مع تركيا، لأن هذا يعني صدامًا مباشرًا مع واشنطن، لكن التصريحات الروسية الأخيرة هي محاولة لإرضاء تركيا، وتوفير مظلة إقليمية لمؤتمر سوتشي، وستقوم موسكو بالالتفاف على هذه التصريحات، من خلال دعوة شخصيات مستقلة ومنظمات مدنية مرتبطة بـ (حزب الاتحاد الديمقراطي)، لذلك لن يكون حضور الحزب رسميًا، لكنه سيكون موجودًا”.

أما بخصوص تهديدات النظام لـ (الوحدات الكردية)، فيرى كوش أن “هذه التهديدات هي مسرحية، بعد التنسيق الطويل بين الطرفين، فمنذ بداية الثورة السورية، لعب (الاتحاد الديمقراطي) دورًا في قمع الثوريين الأكراد، إضافة إلى قتال فصائل الجيش الحر”.

لكن هل ستتخلى واشنطن عن حلفائها: (حزب الاتحاد الديمقراطي)، وذراعه العسكرية ميليشيا (وحدات حماية الشعب)، لصالح الاتفاق مع روسيا، والدول الإقليمية المشاركة في مؤتمر سوتشي؟

يعتقد أزاد عثمان أن “واشنطن حاليًا على استعداد للتخلي عنهم، بالمعنى العسكري، كما يلاحظ، ولذلك سنرى في المرحلة المقبلة مبادرة من (المجلس الوطني الكردي)، للتقارب مع مجلس غرب كردستان، لتشكيل وفد كردي موحد لخوض أي مفاوضات، وهي الطريقة الوحيدة لإعادة (حزب الاتحاد الديمقراطي) إلى الصف الوطني، شرط إبعاد قيادات قنديل، والتخلي عن السلاح، وإن لم تنجح هذه المبادرة؛ فسيكون هناك حل عسكري من قبل قوات النظام، وربما من تركيا وحلفائها على الأرض، وستكون تكاليفه باهظة”. وأضاف “الولايات المتحدة حاليًا أمام مشروع تشكيل ميليشيات مسلحة بديلة، من العشائر الموجودة بتلك المناطق”.

يذكر أن ميليشيا “الوحدات” تسيطر، عبر ميليشيا (قوات سورية الديمقراطية)، على مساحات واسعة من شمال وشمال شرق سورية، وتتهمها فصائل المعارضة السورية بأنها امتداد لـ (حزب العمال الكردستاني) حليف النظام السوري السابق، فقد سبق للطرفين أن نسّقا فيما بينهما، في تسليم المناطق ذات الغالبية السورية في الشمال السوري لهذه الميليشيات.

فراس محمد
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون