السوريون ينظمون حملات واسعة تضامنًا مع الغوطة

21 فبراير، 2018

لليوم الثالث على التوالي، ما زالت غوطة دمشق الشرقية تتعرض لأعنف هجومٍ تشنه قوات النظام والميليشيات المساندة لها، منذ بداية الثورة، حيث وثقت المنظمات الحقوقية مقتل أكثر من 200 مدني، وإصابة نحو 1000 آخرين، كما تم توثيق سقوط مئات الصواريخ والقذائف المدفعية على مدن وبلدات الغوطة، إضافة إلى عشرات الغارات الجوية.

جاءت ردّات فعل السوريين المتضامنة، من داخل وخارج سورية، حيث خرجت تظاهرات حاشدة، في مدينة إدلب، وإعزاز في ريف حلب، ونوى في ريف درعا أمس الثلاثاء؛ للتنديد بما تشهده الغوطة من حملات إبادة، وتداعى ناشطون لتنظيم المزيد من التظاهرات، في مختلف المدن السورية، خلال اليومين القادمين.

في تركيا التي تضم العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، خرج يوم أمس الثلاثاء مئات الناشطين في مدينة غازي عينتاب، في تظاهرة أمام مكتب الأمم المتحدة وسط المدينة؛ لمطالبة المنظمة الدولية بالتحرك الفوري لوقف المجزرة بحق المدنيين في الغوطة، كما وزّع ناشطون مئات النسخ من بيانات باللغة التركية على المواطنين الأتراك.

وفي مدينة إسطنبول، حصلت منظمات المجتمع المدني السوري على ترخيص لتنظيم تظاهرة حاشدة، مساء غد الخميس، أمام القنصلية الروسية في شارع (استقلال) وسط المدينة، للاحتجاج على مشاركة الروس حليفهم الأسد في حملته على الغوطة، ومشاركتهم في قتل السوريين، كما نظم ناشطون وسط العاصمة الفرنسية باريس تظاهرة مماثلة، أمام قصر (الإليزيه) لمطالبة الحكومة الفرنسية بالتدخل لوضع حد لإجرام نظام الأسد، وشارك في التظاهرة عدد من الفنانين السوريين والناشطين الفرنسيين.

لبنى قنواتي المديرة الإقليمية لمنظمة (النساء الآن من أجل التنمية)، وإحدى المشاركات في تظاهرات غازي عينتاب، أكدت لـ (جيرون) أن هذه التحركات خارج سورية “تؤثر بشكل كبير، وكذلك كل حركات التضامن بالعالم مؤثرة بالتأكيد، ونحن -السوريين- عندما ننظر إلى ما يجري مع أهلنا في الداخل؛ نشعر بألم كبير، لذلك نخرج للتأكيد أننا لن نترك أهلنا، ونحن مهتمون بصمودهم، وأن موتهم لن يكون بلا ثمن”.

أضافت لبنى: “نحن نطالب السوريين، في كل مكان، بالتحرك والضغط على الحكومات؛ لوضع حد لإجرام النظام، يجب أن يتوقف القتل في سورية، يجب تنظيم مثل هذه الوقفات أكثر، لدعم صمود أهلنا”. بخصوص الخطوات القادمة، قالت لبنى: “نحن خرجنا في غازي عنتاب في وقفة مناصرة للغوطة، حاولنا تجنب الاصطدام مع الأمن، وذلك لعدم وجود رخصة للتظاهرة، ونحن حاليًا نحاول الحصول على تراخيص لهذه الوقفات في مختلف المدن التركية، ونحاول جمع أكبر عدد ممكن من السوريين في تركيا، والناشطين الأتراك المتعاطفين مع قضيتنا”.

لم تقتصر تحركات السوريين على التظاهرات، بل أصدرت عدة أحزاب ومنظمات بيانات تضامنية مع الغوطة، مطالبين المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوقف ما يجري، فقد أصدر (نادي الصحفيين السوريين في غازي عينتاب) الذي يضم ما يقارب 200 صحافي سوري بيانًا، دعا فيه “المؤسسات الدولية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه حماية المدنيين السوريين”، كما دعا “المؤسسات الدولية التي تعنى بحماية الصحافيين، وجميع الصحافيين في العالم، إلى التحرك لحماية الإعلاميين السوريين وخاصة في الغوطة”، وجاء بيان (نادي الصحفيين) بعد إصابة عدد من الإعلاميين في الغوطة، نتيجة قصف النظام أمس ومقتل الإعلامي عبد الرحمن ياسين في بلدة حمورية.

من جانب آخر، أطلق عدد من الصحافيين السوريين في تركيا، أمس الثلاثاء، حملة لجمع التبرعات لسكان الغوطة الشرقية، داعين العاملين في المؤسسات الإعلامية والمدنية السورية للمساهمة، ولو بمبالغ بسيطة؛ لدعم أهل الغوطة. وأوضح الصحافي صالح العبد الله، وهو أحد القائمين على الحملة، لـ (جيرون) أن “الحملة لديها ثلاثة أهداف رئيسية: الأول -وهو الأهم- هدف معنوي، يتمثل بالوقوف والتضامن مع أهلنا في الغوطة الشرقية عمليًا، وربما لا يمثل هذا الأمر شيئًا أمام حجم المأساة هناك، ولكنه يخفف من ألم الضمير تجاههم، وهو أضعف الإيمان، كما يقال. والهدف الثاني مادي، من خلال تأمين مبلغ، ربما يخفف عن أسرة أو اثنتين وربما أكثر، لفترة محدودة، وهذا أقصى ما نستطيع فعله للمنكوبين هناك”.

أضاف العبد الله: “أما ثالث هذه الأهداف، فهو توجيه رسالة إلى الهيئات السياسية والفصائل العسكرية ورجال الأعمال، وغيرهم ممن يستطيع المساعدة، بأن الصحافيين يملكون الكلمة، ويحاولون مساندة أهلهم في غوطة دمشق بشتى الوسائل الممكنة والمتاحة، بشقيها المعنوي والمادي، ليظهر تقصير الفئات الأخرى من سياسيين وتجار وعسكريين، حيال قضية أهلنا الذين يتعرّضون لإبادة جماعية على يد نظام الأسد المجرم وحلفائه”.

يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أصدرت أمس بيانًا خاليًا من الكتابة تحت عنوان: (لم يعد هناك كلمات تنصف الأطفال القتلى، ولا أمهاتهم، ولا أباءهم، ولا أحباءهم)، في إشارة منها إلى العجز الذي وصلت إليه، أمام ما يحصل لأطفال الغوطة الشرقية.

سامر الأحمد
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون