موسيقار سوري يلفت الأنظار في بلجيكا

1 أبريل، 2018

السورية نت – رغداء زيدان

غادر الموسيقار السوري باسل خليل بلده في 2012 رافضاً “مدح النظام” في أحد أغانيه عندما طلب منه ذلك. ورغم كل الصعوبات، فضل حياة اللجوء في أوروبا، وبداية حياة جديدة في بلجيكا تحديداً، على البقاء في سوريا.

“عندما شعرت بأن الضغط يتزايد علي، قررت مغادرة سوريا”، يشرح الموسيقار باسل خليل أسباب مغادرته لبلده. فرفضه أن يكون أداة في يد نظام الأسد دعاه للرحيل بعيداً عنه. “لقد طلب مني أن أحضر أغنية أمدح فيها النظام، وهو ما لم يكن ممكناً بالنسبة لي القيام به”.

باسل خليل، الذي درس الموسيقى لمدة 23 عاماً بالمركز الثقافي الروسي في دمشق، يملك أكثر من موهبة فنية، فهو “كاتب كلمات، موزع موسيقي، وعازف قيثارة”. لم يقبل أن تستغل مواهبه الفنية في الدعاية لسلطات النظام، وقرر الهجرة إلى الخارج. كانت أول محطة في هجرته مصر في 2012.

وبعد أن قضى ثلاثة أشهر في مصر، انتقل إلى إسطنبول التي مارس فيها موسيقى الشارع. ظل يعزف في شوارع هذه المدينة التركية لاستدرار كرم المارة. “كنت أعيش بصحبة أسرتي مما كنت أجمعه من مال في الشارع”.

لا يخفي أنها كانت تجربة صعبة، كان خلالها بحاجة ماسة للمال لتدبير حياته وحياة أسرته اليومية. ويقول: “لم أكن أجني كثيراً من المال، وكان ما أجمعه بشكل يومي بالكاد يكفيني أنا وأسرتي”. واستمر على هذا الوضع لعام ونصف، لكن عينه كانت على أوروبا، حيث حاول مرتين خوض مغامرة عبور المتوسط.

في البحر

كانت محاولته الثالثة في عبور المتوسط هي التي قادته إلى اليونان. “لم تكن أسرتي تصدق أنه بإمكاني عبور البحر، لأنه في كل مرة كانت تفشل محاولتي وأعود إلى البيت”، يقول خليل متحدثاً عن أجواء الفرح والدهشة التي كانت تسود عائلته عندما أخبرها من اليونان بوصوله إليها عبر قوارب الموت.

“لم أرد أن أعرض أسرتي للخطر، وفضلت أن أخوض المغامرة لوحدي”. ولايزال يذكر رحلته البحرية الشاقة على قارب سري للمهاجرين. “كان من الممكن أن ينقلب في أي لحظة. كنا 60 شخصاً في حين أن طاقته الاستيعابية لا تتجاوز 30”.

في بلجيكا

وصل خليل إلى بلجيكا في 2015 قبل أن يقوم بإلحاق أسرته به في حزيران/يونيو 2016. “كان علي ضغط كبير”، يقول خليل وهو يعود بذاكرته إلى بداية وصوله إلى هذا البلد الأوروبي. “كان علي أن أتعلم اللغة وأن أجد عملاً بعيداً عن مهنتي”.

أرغمته ظروفه العائلية كرب أسرة في الاستقرار بعيداً عن بروكسل، وتحديداً في مدينة لينبورغ في الإقليم الفلمنكي. “اخترت الاستقرار هنا لأنه أفضل بالنسبة للأبناء”، يقول هذا الأب لطفلين.

“أعمل في المجال السياحي، وفي الوقت نفسه أعزف القيثارة وأقوم بالتوزيع الموسيقي في فرقتين: بلجيكية وسورية”. ويؤكد أن حبه للموسيقى كمهنة يظل قائماً، وهو يحضر اليوم لتسجيل ألبوم موسيقي، يجمع فيه مقطوعات من إبداعاته، ويقول: “لدي الكثير من المقطوعات الموسيقية، ومشروعي هو أن أسجلها خلالها العامين المقبلين”.

من أجل الموسيقى

بدأ هذا العازف البارع على القيثارة يرسم اسمه بهدوء على الساحة الموسيقية البلجيكية. وينتزع يوماً يعد يوم تقدير واحترام الموسيقيين المحليين. ويتحدث خليل بنوع من الاعتزاز عن تجربته الموسيقية الجديدة: “أعجب عدد من الموسيقيين باطلاعي الواسع على العديد من الأساليب الموسيقية”.

وإن كان في الوقت الحالي لا يجني الكثير من المال الذي يسمح له بالتفرغ للعمل الموسيقي، إلا أنه يضع كل الترتيبات التي تسمح له بذلك بعد عامين. “الآن أصبحت مستقلاً مادياً، ولم أعد أعتمد على مساعدات الدولة، وهي مسألة مهمة بالنسبة لي لأن لها أثر نفسي كبير علي. فهذا نجاح في حد ذاته”، وينوي التفرغ للموسيقى “التي ترك كل شيء لأجلها” بعد عامين من الآن.

اقرأ أيضا: انفجار مجهول السبب يستهدف اللواء 47 جنوب حماة

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]