تناقلت بعض المواقع الالكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، ‹إشاعة› تفيد بقرب قدوم عاصفة ‹غير مسبوقة›، تضرب سوريا قريباً، تتسبب بانخفاض الحرارة إلى عشرات الدرجات تحت الصفر، وأنه ‹لم تشهد المنطقة حدثاً كهذا منذ 3.000 عام›.

ذكرت هذه الصفحات والمواقع، أنه « قال خبراء الأرصاد الجوية الروس، إن عاصفة قوية ستضرب منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد منطقة بلاد الشام وستؤثر بشكل كبير على سوريا، هي أقوى عاصفة يشهد لها تاريخ سوريا وبلاد الشام منذ أكثر من 3.000 سنة»، ومضت بالقول «ذكر الخبراء أن روسيا وبالتعاون مع حكومة النظام بدأت باتخاذ إجراءات لازمة لتجنب هذه العاصفة التي من شأنها أن تتسبب في كوارث كبيرة، حيث أن مصدر العاصفة هو القطب الشمالي، حيث من الممكن أن تؤدي لأضرار لم يشهد لها التاريخ».

تابعت هذه المواقع والصفحات «أكد الخبراء أن درجة الحرارة قد تصل إلى 27 درجة مئوية تحت الصفر، وقد تدوم لنحو شهر وستبدأ بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر الجاري»، ليختموا ‹الخبر المزعوم› بالقول: «ودعا ناشطون المنظمات الإغاثية والمعنية لاتخاذ إجراءات علها تخفف من معاناة الأهالي النازحين تحت وطأة الحرب في الداخل السوري».

خبير الأرصاد الجوية السوري، الدكتور ياسر عاجوقة، قال في منشور أمس الأحد، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ‹الفيسبوك› المخصصة للأحوال الجوية في سوريا، «أعزائي تناقلت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الفيسبوك خلال اليومين الماضيين خبراً مفاده أن عاصفة شديدة البرودة وقطبية المنشأ سوف تضرب سوريا ابتداء من تاريخ 12 / 12 هذا الشهر وستدوم قرابة الشهر وستصل درجات الحرارة فيها لمستوى ناقص 27 درجة تحت الصفر ونسبوا هذا الكلام للارصاد الجوية الروسية ولبعض الصحف والمواقع الإيطالية .
وأنا الحقيقة علمت بهذه الإشاعات منذ البارحة لكنني لم أشأ البوح بها جهاراً كي لا نشوش على الناس أفكارهم ونهول عليهم فوق الصعاب التي يعانونها، وقد أتتني العشرات من الرسائل على الخاص تسأل عن مدى صحتها، ولذلك وكما تابعتم بوست مساء البارحة فقد نشرت لحضراتكم صورة كاملة لتوزع المنخفضات في أوروبا والمتوسط وروسيا كي نطمئن الجميع لخلو الساحة القريبة والبعيدة من أي منخفضات أو عواصف قادمة، لكن مع هذا كله فقد ازدادت وتيرة الرسائل التي اتت الصفحة مستفسرة عن هذا الموضوع لذلك كان لابد من طرحه على الملأ وتبيان حقيقته (علمياً)، وذلك بالصور والخرائط ومن مصادرها المنسوبة» .

مضى بالقول « أحبائي لقد قمت بالرجوع لمعظم المواقع الروسية والإيطالية المتخصصة بالطقس وعلوم الأرصاد الجوية منذ ليل البارحة وحتى صباح اليوم، فلم أجد شيئا يشير لصحة هذه الشائعات من قريب أو بعيد حتى ، سوى (سيناريو محتمل (واحد تحدث عن امكانية حدوث نزول قطبي قوي باتجاه إيطاليا في الفترة الممتدة مابين 13 و14 وحتى 24 هذا الشهر ، لكنه في ذات الوقت لم يرسم أي شيء غير طبيعي أو كارثي لا سمح الله من حيث شدة برودة الكتل الهوائية المصاحبة، وهو لايعدو كونه (سيناريو) قد يتحقق وقد لايتحقق، وحتى إذا تحقق فليس من الضروري أن نتأثر به، لأن النزول القطبي المرسوم هو باتجاه أواسط البحر المتوسط وليس باتجاه منطقتنا، وفي أفضل الحالات قد نتأثر به على شكل منخفض ماطر ومثلج على المرتفعات» .

تحدث الدكتور عاجوقة عن احتمال «وقوع منطقة الشرق الاوسط وسوريا تحت تأثير حالة من عدم الاستقرار الجوي في الفترة القادمة»، وشدد أنه «لا يوجد أي مؤشرات قوية لمنخفضات عميقة أو ماطرة حولنا سوى بعض الأمطار على الواجهة الشرقية للمتوسط ترافق منخفض جوي ضعيف حالته غير مستقرة إلى الآن».

أرفق خبير الأرصاد الجوية السوري منشوره بمخططات الطقس الأخيرة التي نشرتها مراكز الأرصاد الجوية الروسية والإيطالية التي ادعى مروجو ‹الإشاعة› أنهم نقلوا عنها.