بحثًا عن هيغو

أن تنتقل مهجّرًا من بلدٍ، أغلب جسوره وساحاته وشوارعه وحدائقه وغاباته وتماثيله وبحيرة سده الكبير على الفرات، باسم ديكتاتور غير أبدي: حافظ الأسد! من بلدٍ تجتاحه صور العائلة الأسدية، بحلقاتٍ من نورٍ حول رؤوسها كالقديسين! إلى مدينةٍ تعج بأسماء القديسين وبكنائسهم وبأيقوناتهم، والأهم.. باسم كاتبٍ كبيرٍ مثل: فيكتور هيغو، حيث ولد فيها عام 1802، وترعرع في المنزل رقم 140 في …

أطوي العواصم كما أطوي صفحة في كتاب

من بلد لم يكن لي.. إلى بلاد ليست لي. وليس هذا قدري وحدي، ثمة ملايين نزحت بالتهجير المتعمد سواي، ما أنا سوى رقم في سجلات اللجوء؛ وسوى اسم يثير التعاطف مرةً.. والريبة مرات؛ وقد عاينت هذا، وعانيت منه، في أربع عواصم لأربعة بلدان.. حتى الآن. استقبلني الأشقاء العرب من الباب، ثم رموني من نوافذ عروبتهم البائدة؛ كما لو أني سأنقل …

في عشق إسطنبول

ما الذي يُبقيك هنا؟! سألني صديقٌ؛ كانت إسطنبول محطّة توقُفه، قبل أن يُكمل رحلته إلى أستراليا.. حيث تمّ قُبُولُ لجوئه. فابتسمتُ له.. ولم أُجب. قال ونحن في الميترو: لماذا لا تطلب لجوءًا مثلي.. إلى أيّ دولةٍ غربية؟! لا أشعر بضرورة ذلك. لكنك على أبواب الستين؛ ولا راتب للسوريّ المُهجّر إلى تركيا؛ وتكاد تتدبّرُ عيشك من كتاباتك؛ ابحث عن طمأنينة شيخوختك …