انشقّ.. ينشقّ.. انشقاقًا

نجم الدين سمان قال آرام لصديقه: – كلّ الحقّ عليك.. يا اصطيف. ضحك اصطيف: – وإنت الصادق.. كلّ الحق ع الطليان!. قصدي.. ما استفدت مِن وَضعَك بنصّ فرنك!. متل شو.. يعني؟!. يعنّي.. لمّا انشقيت عن النظام؛ ما أعلنت انشقاقك؟!. ابتسم اصطيف: – اتصل فيني صديقين من فضائيتين، وحدة منهم ثورجيِّة كتير؛ قالوا: جاهزين نعمل معك لقاء؛ ما تنسى.. جِيب هويتَك …

دكّنجيّة.. والرزق على الله

نجم الدين سمان فلمّا التقى آرام بصديقه اصطيف بعد غياب أسبوع؛ سأله: شو كنت تعمل كلّ هذا الوقت؟! استأجرتُ دكّان في حيّ الفاتح بإستانبول. وشو المشروع؟ ما بعرف.. محتار. صارت دكاكين السوريين في الفاتح على قفا مين يشيل. شو رأيك أعمل سيخ شاورما، الأكل بضاعة ما بتكسَد ولا تبور. ضحك آرام: بين كل محلّين شاورما سوري بتركيا.. محلّ فلافل وفول، …

مَدحَلَة ورَاجِمَة صواريخ

نجم الدين سمان قال آرامُ السوريّ لصديقه: – تعرف يا اصطيف أحلى مثَلٍ شعبي عن السرقة؟! – ما يقولونه عن الحرامي الشاطر: يسرق الكُحل من العَين. – اسمَع إذًا.. ما رأيتُهُ بأُمِّ عينيّ في مرفأ اللاذقية؛ أواخرَ السبعينات من قرنٍ مضى وما انقضى؛ حين اشتغلتُ في العطلة الصيفيّة مُساعِدَ مُخلّصٍ جُمركي؛ ذهبتُ لأطمأنَّ على حَاوِياتٍ أتتنا بالبحر؛ مَركُونَةٍ في العَرَاء؛ …

ألفُ طريقة.. لِقَولِ الحقيقة

نجم الدين سمان سأل مصطفى صديقَهُ آرام: – كيف كُنتُم في عصرِ الاستبداد؛ تقولونَ الحقيقةَ؛ حين تكتبون؟ – نتذكَّرُ قبل الكتابةِ قَولَ برتولد بريخت: ثمّة ألفُ طريقةٍ لنقولَ بها الحقيقة. – لكن الرقابةً كانت شديدةً آنذاكَ. – بلى يا اسطيف.. فقد كانت كالحَيزَبُون؛ عُمرُهَا بعُمرِ المُعتقلات والسجون؛ تتزوَّجَ كلّ استبدادٍ حتى يزولَ؛ لتتزوّجَ مِن تَوِّهَا غَيرَه؛ فلا تُنجِبُ سوى العَسَسِ …