الإدارة الذاتية أهملت مجازر كوباني لتجنب المساءلة

100

رصد: ميكروسيريا
 شهدت مدينة كوباني في الخامس والعشرين من شهر/ حزيران الماضي مجازر وحشية طالت المئات الأطفال والنساء والشيوخ واليافعين، ومع مرور وقت كبير على هذه المجازر ورغم فظاعتها إلا أنها لم تلقَ الاهتمام الكافي لا من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية ولا من المجلس الوطني الكردي.

ويتعرض هذان الفصيلان بحسب شبكة “ولايتي”، إلى انتقادات حادة من قبل أهالي المدينة حيث توجه اتهامات للإدارة الذاتية بإخفاء الحقائق وتقاعسها في محاسبة المتورطين، فيما توجه انتقادات لاذعة للمجلس الكُردي بتجاهل تلك المأساة وعدم الاهتمام بها أو الوقوف عليها.

وفي هذا الصدد يقول القيادي الكوردي إسماعيل حمه: “لا شك أن هناك تقصير كبير حصل بشأن مجزرة كوباني، التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية و الجينوسايد، لكنها للأسف لم تأخذ الحيز اللازم من الاهتمام لا من جانب الحركة السياسية الكردية لا من جانب المجتمع الدولي”، مضيفاً أن ” المسؤلية الأساسية هنا تتحملها بالدرجة الأساس الحركة الكردية وخصوصا ال ب.ي.د والإدارة الذاتية ومسؤولي الكانتون في كوباني”.

وعبّر عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكوردي عن اعتقاده بأن” التقصير والإهمال جاءا نتيجة اعتبارات سياسية لتجنب المساءلة عن المسؤولية التقصيرية التي ارتكبتها هذه الإدارة حول الجريمة، التي لازالت ملابساتها غامضة، والتقارير التي قدمتها هذه الإدارة عن التحقيقات في المجزرة لم تكن مقنعة. وبالتالي انعكس الأمر سلبا على الجهود التي كان يجب أن تبذل من أجل توثيق الجريمة ووضعها في عهدة الرأي العام الدولي”.

وشدد “حمه” على ضرورة إسناد مهمة توثيق هذه الجريمة التي ارتكبتها تنظيم داعش إلى لجنة متخصصة تقوم بمهمة توثيق الجريمة من كل جوانبها وتقديم كافة الإمكانات لها لتتمكن من القيام بعملها على نحو مهني ومخاطبة المنظمات الدولية والإنسانية والرأي العام الدولي واطلاعها على حجم هول الجريمة الوحشية المرتكبة على يد تنظيم داعش في كوباني والتي ستمتد آثارها لسنوات طويلة.

وحمّل حمه المجلس الوطني الكردي أيضاً جانبا من التقصير، مضيفاً” كان على المجلس أن يشكل لجنة مختصة لتوثيق الجريمة والتحقيق في ملابساتها على الفور رغم ادراكنا أن عمل هذه اللجنة كانت ستواجه صعوبات كثيرة وذلك لاستفراد الإدارة الذاتية التابعة لل ب.ي.د بالملف باعتبارها تفرض نفسها كسلطة أمر واقع على كوباني وبالتالي لم تكن لتسمح لهذه اللجنة القيام بعملها على النحو المطلوب، ولكن كان من الممكن متابعة حيثيات المجزرة وملابساتها عن قرب ولكنه- المجلس الوطني الكردي- للأسف الشديد ترك للإدارة الذاتية هذه المهمة وكانه لم يجد نفسه معنيا بها”.