دول أوروبا تسعى لتغيير وجهة اللاجئين إليها

اسطنبول ـ ميكروسيريا

تسعى الدول الأوروبية إلى القيام بإجراءات حثيثة للحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بعد تزايد عدد طالبي اللجوء إليها في الفترة الأخيرة.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن باريس تستضيف في منتصف تشرين الأول / أكتوبر اجتماعا لوزراء الداخلية والخارجية الأوروبيين للتباحث في أزمة المهاجرين غير الشرعيين، وتكثيف الجهود للحد من الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط الى السواحل الاوروبية.

وقال كازنوف عقب لقائه نظيره الالماني توماس دو ميزيير أن اجتماع باريس سيليه اجتماع آخر في برلين بهدف التحضير للقمة الاوروبية التي تعقد في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل في العاصمة المالطية لافاليتا لبحث التعاون مع الدول المصدرة لطالبي اللجوء.

وفي نفس السياق وقّع وزير الداخلية الفرنسي كازنوف ونظيرته البريطانية تيريزا ماي، اتفاقاً لتشكيل مركز أزمات لمعالجة مشكلة مهرّبي البشر، ونصّ الاتفاق على بناء منشأة قرب مدخل نفق قناة «المانش» لتقليص عدد محاولات المهاجرين الليلية للتسلل عبره إلى بريطانيا، وتشكيل قيادة موحدة لمكافحة شبكات المهربين وفريقاً مشتركاً لمضاعفة إبعاد المهاجرين غير الشرعيين، وتشجيع عودة المهاجرين طوعاً إلى بلد المصدر من خلال الحملات الإعلامية.

كما أطلقت أجهزة مراقبة الحدود البريطانية حملة دعاية تهدف لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين الموجودين حاليا في ميناء كاليه الفرنسي من القدوم إلى المملكة المتحدة وتهدف الحملة إلى إقناع المهاجرين بأن بريطانيا ليست مكانا جيدا للإقامة فيه، وأن الحياة هناك صعبة ومليئة بالتحديات والعقبات.

وقال وزير الهجرة البريطانية، جيمس بروكينشير، إن “الرسالة التي تهدف الحكومة إلى توصيلها هي أن بريطانيا ليست بلد اللبن والعسل وبالتالي فالقدوم إليها بشكل غير قانوني لن يعود بالفائدة على المهاجرين”.

واشترطت سلوفاكيا أن يكون اللاجئين من الديانة المسيحية لاستقبالهم، في حين أعلنت مقدونيا حالة الطوارئ لمواجهة الهجرة غير الشرعية وأفاد بيان لحكومتها أنه “بسبب الضغط المتزايد على الحدود وتسجيل عبور غير شرعي كثيف مصدره اليونان، رأينا أنه من الضروري فرض مراقبة أكثر أهمية وفعالية”.

وعلى الرغم من كل الاجراءات والشروط التي تقدمها الدول الأوروبية يواصل آلاف السوريين تدفقهم إلى أوروبا طلبا للجوء وهربا من الحرب الدائرة في سوريا.

وسجلت أعداد السوريين ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة حسب إحصائيات أعدتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث بلغ عدد طالبي اللجوء السوريين في أوروبا 311 ألفا و349 شخصا بين نيسان/ أبريل من عام 2011 وحزيران/ يونيو من العام 2015، وكان لألمانيا نصيب الأسد بعدد المهاجرين السوريين ، فيما جاءت السويد ثانية، والنمسا ثالثة.