كارثة محققة تحيق بقمح درعا والنظام يسحب أطنانا منه إلى صوامعه

درعا: ميكروسيريا

يشهد الموسم الزراعي في حوران وضعا كارثيا، تسبب بموت أكثر من مليون شجرة مثمرة، نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، ومنع النظام دخول الأسمدة والمبيدات الحشرية إلى المناطق المحررة مع غياب الاهتمام من قبل الجهات المسؤولة، مما أسفر عن ضعف إنتاج الخضروات لهذا الموسم، وتأثر محصول القمح بشكل كبير، كونه المحصول الاستراتيجي الأهم في حوران، ويشكل ضمانا هاما لأبناء المناطق المحررة، بحسب ما أفدنا به مسؤول ملف القمح في مجلس محافظة درعا المهندس “رياض الربداوي”.

وقال “الربداوي” في حديث خاص لـ”ميكروسيريا” “استلمنا ألفي طن من المحصول، بينما كان محمول الزرع يقدر باثنين وثمانين ألف طن لموسم 2015، على مرأى ومسمع الحكومة المؤقتة والائتلاف دون أن يمد أحدهم يد العون لنا”.

وتابع: نجح النظام في تسويق كميات كبيرة من محصول القمح، واستجراراه إلى صوامعه، وذلك بمساعدة تجار الحرب من أبناء حوران، وبعض فصائل الجيش الحر ممن مهدوا له الطريق.

وتساءل المتحدث عن دور رجال الأعمال وخصوصا أبناء حوران من الكارثة المحققة، ووصفهم بأنهم “غائبون طالما هي تجارة لا تدر لهم الأرباح، بعكس الوعود التي تلقوها من بعضهم كالمهندس “وليد الزعبي” والذي عرض على مجلس محافظة درعا قرضا بمقدار خمسمئة ألف دولار، بعد أن قدمنا له جميع ضمانات سداد القرض، وانتظارنا موافقة السلطات الأردنية من أجل إدخال المبلغ إلى الأردن، إلا أن المهندس “وليد” لم يستمر في عرضه برغم وصول الموافقة الأردنية، واطلاعه على حركة الشراء اليومية”.

وتابع “نحن لا نلقي اللوم على الفلاحين، لأن الفلاح بحاجة للمال من أجل توفير خدماته الأساسية، يضاف إلى ذلك معاقبة النظام للفلاحين عن طريق إحراق مساحات شاسعة من المحصول”.

استغل نظام بشار الأسد الظروف المحيطة في حوران لصالحه، بطريقة مدروسة، وفتح الطرق المباشرة من مناطق الإنتاج إلى صوامع “ازرع” من “داعل والفقيع” بمساندة عدد من التجار وبعض الفصائل التي كان لها دور معروف بنقل القمح إلى مناطق النظام.