عمر قدور يكشف بعض تاريخ مليشيات الأسد

23 أغسطس، 2015

اسطنبول – ميكروسيريا

تتردد عبارة الحفاظ على مؤسسة الجيش في سوريا ومنعها من الانهيار بكثرة، ليس فقط في أوساط داعمي النظام بل حتى ضمن صناع القرار في الدول الداعمة للمعارضة السورية، إلا أن الكاتب عمر قدور يرى أن نظام الأسد أجهز تماما على مفهوم المؤسسة، ومن الضروري تفنيد علاقة النظام بالدولة والمؤسسات لتفادي فشل أي تسوية سياسية مقبلة في سوريا.

ويروي الكاتب في مقال نشرته صحيفة “الحياة” اللندنية بعضا من تاريخ صناعة الميليشيات بدءا من عهد حافظ الأسد حين أسند حقيبة الدفاع لشخص لم يؤد الخدمة العسكرية، وكان قبل الانقلاب يرأس اتحاد الطلبة.

وكان لافتا في حقبة السبعينات صعود اسم رفعت الأسد، وتوليه قيادة الفرقة 569 وهو في سن الثلاثين، وإشرافه أيضاً على “سرايا الدفاع” التي ورثت مهام الحرس الثوري البعثي، وحصلت على امتيازات خاصة واستقلالية تامة عن وزارة الدفاع.

وفي فترة الثمانينيات برزت إلى الواجهة تشكيلات النخبة المحسوبة نظريا على الجيش، أما موازناتها و وتحركاتها وأوامرها فتُقرر بمعزل عن وزارة الدفاع أو مَن يتسلم منصب الوزير، و”أبطال” هذه المرحلة هم رفعت الأسد قائد “سرايا الدفاع”، عدنان الأســد قائد “سرايا الصراع”، علي حيدر قائد “الوحدات الخاصة”، شفيق فياض قائد “الفرقة الثالثة”، وإبراهيم الصافي قائد “الفرقة الأولى”.

على المقلب الأمني، لمعت أسماء موازية، كاللواء محمد الخولي رئيس “المخابرات الجوية”، والعميد آنذاك محمد ناصيف رئيس جهاز “الأمن الداخلي” في دمشق، والعقيد آنذاك علي دوبا رئيس فرع “المخابرات العسكرية”، والمقدم بهجت سليمان ضابط مخابرات “سرايا الدفاع” الذي سيتولى في ما بعد عدداً من المناصب الأمنية قبل تعيينه سفيراً للنظام.

وحرص حافظ الأسد على إبقاء هذه الميليشيات تحت سيطرته، وتحييدها عن مخطط توريث السلطة بعد تطوع نجله باسل في الجيش عام 1984، ولم يتوان الأسد الأب عن اتخاذ أي إجراء في سبيل تحقيق هدفه، وهذا ما بدا جليا عندما أمر بحل “سرايا الدفاع” بعد محاولة الانقلاب الفاشلة من العام نفسه، وعمد الأسد بعد ذلك إلى تشكيل ميليشيا جديدة أطلق عليها اسم “الحرس الجمهوري” وكلف قيادتها عدنان مخلوف نسيبه من جهة زوجته.

هذه السياسة لم تتغير في عهد بشار الأسد، فبهدف المحافظة على الحكم يمكن التضحية بأقرب الشخصيات وألمع الضباط، مثلما حصل مع اللواء غازي كنعان يد النظام الضاربة في لبنان بسبب ما أشيع عنه جهة عدم رضاه عن السلوك السوري في خروج الجيش السوري من لبنان عقب مقتل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري عام 2005، وما قيل عن علاقة كنعان بآل الحريري، كما يندرج أيضاً في هذا السياق مقتل آصف شوكت في العملية الشهيرة المعروفة باسم عملية خلية الازمة عام 2012 التي قتل فيها عدد من كبار الضباط الامنيين.

ولم تتوقف صناعة الميليشيات في عهد بشار الأسد، حيث برزت أسماء جديدة مثل سهيل الحسن وعصام زهر الدين، اللذان يتنقلان بين شمال البلاد وجنوبها، بسبب اقتصار قوات النظام المدربة وصاحبة الامتيازات على قوات النخبة، كما برز أيضاً دور ميليشيات جيش الدفاع الوطني التي أسسها هلال الأسد قبل أن يقتل العام الماضي.

ويختم الكاتب مقالته بالإشارة إلى أن الميليشيات العسكرية الأمنية هي القوة الفاعلة لنظام الأسد وهي جوهر فلسفته في الحكم، ولذلك فمن الصعب أن نتخيل كيف ستكون مساهمة النظام المنتظرة في التسوية السياسية.

“عمر قدور يكشف بعض تاريخ مليشيات الأسد”