الديلي بيست: روسيا جندت عشرات الجهاديين للقتال في سوريا

واشنطن – ميكروسيريا

كشفت صحيفة “الديلي بيست” الأمريكية النقاب عن رعاية جهاز الأمن الفدرالي الروسي لعملية تدفق الجهاديين إلى سوريا.

واعتمدت “الديلي بيست” على تحقيق ميداني نشرته صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية، خلص إلى أن المسؤولون الروس ساهموا في تعزيز صفوف تنظيم “داعش” والمجموعات الجهادية الأخرى، الذين تعتبرهم روسيا تهديدا وجوديا لحليفها في المتوسط بشار الأسد.

وقالت المشرفة على التحقيق الصحفية إيلينا ميلاشينا إن 1 بالمئة من سكان قرية “نوفاسيتيلي” في داغستان، قد غادروا إلى سوريا، عبر “ممرات خضراء” أنشأها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بالاستفادة من ميزة دخول المواطنين الروس إلى تركيا من دون الحصول على أية تأشيرة.

وأوضح زعيم القرية أخياد عبدلييف آلية التجنيد، حيث يتواصل المقاتلون مع وسيط داخل القرية، الذي يقوم بالتعاون مع جهاز الأمن الروسي لتسهيل عبورهم وسفرهم إلى سوريا، وأشار عبدلييف إلى نجاح الوسيط في تجنيد عدد مهم من القادة الميدانيين، مما أدى إلى إضعاف حركة المقاومة ضد القوات الروسية في المنطقة.

والتقت ميلاشينا مع الوسيط الموجود في القرية، حيث شرح دوره كصلة وصل بين المقاتلين وجهاز الأمن الروسي في ترتيب عمليات المغادرة إلى منطقة الشرق الأوسط، وذكر الوسيط أنه في عام 2012 ساعد رجلا “أمير القطاع الشمالي” في استصدار وثيقة سفر خاصة به عن طريق الأمن الروسي، بشرط التعامل حصريا معهم فور وصوله إلى سوريا.

ويرى الباحث في معهد موسكو للعلاقات الدولية أحمد يارليا أن استخدام هذا التكتيك من قبل الحكومة الروسية أدى إلى تهدئة الأوضاع في شمال القوقاز بعد عقود من الاضطرابات، فبحسب تقديرات المجموعات البحثية التابعة للخارجية الروسية فقد انضم ما بين 2000 إلى 3000 مقاتل إلى صفوف تنظيم “داعش”، مما أدى إلى انخفاض أعمال العنف في منطقة القوقاز إلى النصف منذ بداية الأزمة في سوريا.

من جهتها قالت الباحثة في منظمة “هيومان رايتس ووتش” تانيا لوكشينا للـ”ديلي بيست” إنها لا تستطيع أن تنفي أو تؤكد الادعاءات الواردة في الصحيفة الروسية، إلا أن أجهزة الأمن الروسية راضية تماما عن انخفاض ضحايا المواجهات المسلحة بين قوات الأمن الروسية والمتمردين إلى خمسين بالمية، ويمكن أن نفسر هذا الانخفاض بانتقال المقاتلين من داغستان إلى سوريا.