بيان شباب البعث القومي :إلى متى تستمر مذبحة الشعبين السوري والعراقي

إلى متى تستمر مذبحة الشعبين السوري و العراقي

تحت غطاء محاربة الإرهاب !!!

إلى جماهير الأمة العربية

إلى أحرار و شرفاء هذا العالم

   إن شعبنا الصابر على الضيم و القتل و التهجير و الباحث عن مكان في أصقاع العالم و الموزعين على المخيمات و مراكز الإيواء و الشتات و الذين يمتطون قوارب الموت في البحار…. يستصرخون ضمائركم الحيَّة للضغط على هذا النظام المجرم و الفاجر في دمشق ، و على شاكلتهِ نظام الاحتلال في بغداد ، أداة النظام الفارسي في طهران لوقف مجزرة الشعبين في سورية و العراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب ؟!

إنها لجريمة القرن الحادي و العشرين ، و المشاركين و الساكتين عن هذه الجريمة أصبحوا على قدم المساواة مع الفاعلين الحقيقيين الذين يقودون هذا العمل الإجرامي . لكن شعبنا الذي حُرِمَ من حقه بالدفاع عن نفسه انطلق من سواره و سوف يجد السبيل لإيقاف هذه الحرب العبثية المعلنة عليه عبر انتفاضات شعبية لا تهدأ و البشائر انطلقت من بغداد و ستعم المنطقة بعون الله و إرادة الشعب .

أيها الشعب العظيم في سورية و العراق لقد أسقطت ثورة شعبنا في سورية مقولتين (المقاومة) و ( الممانعة ) و تعرَّت هذه التجارة ؟ التي دامت لسنوات و أنفضح أمر ( المقاولين ) الذين استغلوا دماء الشهداء في مشروع الهيمنة الفارسية الإيرانية  لكنهم اليوم لجئوا إلى ذريعة الإرهاب التي برعوا في استغلالها لا بل تصنيعها . هذه المسألة تعود إلى أعوام الثمانينات ، ومن عاصر تلك المرحلة يعرف جيداً دور النظام الإيراني الخبيث بمساعدة الأمريكان من جهة و تسهيل مرور ( المجاهدين ) من جهة ثانية . و عبر هذه العلاقة بدأ التأسيس و التنسيق لغزو العراق و تدمير النظام الوطني القومي التقدمي … و كان حلف المصلحة ما بين إيران و أمريكا كلٌّ حسب أجندته كما هو التنسيق الاستراتيجي مع نظام الأسد في دمشق من قبل طهران .

إن خريجي السجون ( باكو و أبو غريب ) في العراق سيئا الصيت كما هو في ما بعد سجن صيدنايا في سورية و تهريب الأعداد الكبيرة منهم بعد العفو الذي أصدره الأسد عنهم ؟ من اجل تعزيز الإرهاب و امتداده و توسعه و الهدف الأساس هو تعويم المقاومة العراقية ووصمها كما في سورية مع الثورة الشعبية في سورية لإيصال الأمر إلى ما نحن عليه اليوم بهدف واحد أن يطمسوا معالم الثورة الشعبية و حرف المعركة بمحاربة الإرهاب .

فالدعوة الصريحة للمفاتحة و وضع النقاط على الحروف باتت مسألة ملحة و ضرورية بدون معالجة الأسباب و المبررات للإرهاب لا يمكن أن نصل إلى أية نتيجة و ستبقى المذبحة مفتوحة على مصراعيها لقتل شعبنا في سورية و العراق أما المعادلة الثنائية القاتلة التي فرضها نظام الهيمنة الفارسية و عميليهما في بغداد و دمشق” إما النظام هنا و هناك أو الإرهاب” و حكم المتطرفين الذي هو الوجه الأخر للعملة ما بين ميليشيات الإرهاب الطائفي و المليشيات التكفيرية المتطرفة ، شعبنا بين فكي كماشة الإرهاب و الإجرام ؟! بدون معالجة جذور المشكلة من الناحية السياسية لن نصل إلى نتيجة و بالتالي لا حل يرجى لوقف المجزرة بحق الشعبين .

يا أبناء شعبنا الصابر و الكابر في سورية و العراق إن الطوائف و الأديان و الأعراق موجودة عبر التاريخ و في كافة أنحاء العالم … و التاريخ كفيل بالتعاطي مع هذا المعطى الديني و الطائفي و ألاثني إذا ما بقي محصوراً في مجاله الديني و الطائفي و إذا ما توقفت إيران الملالي عن تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية التي هي في حقيقتها ثورة مذهبية بامتياز تحت غطاء طائفي لفرض مشروع الهيمنة الفارسية الصفوية على المنطقة . لكن التحريض الطائفي و المذهبي الذي تقوده إيران في المنطقة خاصةً بؤرة التوتر العالي في سورية و العراق قد أعطى ( الأوكسجين ) للتطرف و الإرهاب من جديد و زرعوا الفتن و الانقسام و القتل في كلا البلدين من اجل أن تعمْ على المنطقة العربية . لكن المقاومة العراقية البطلة و شعب العراق قد واجهوا الغزاة و الحلف الأمريكي الصهيوني الفارسي و العملية  السياسية الملغومة التي نتجت عن الاحتلال خاصة المحاصصة الطائفية و العرقية التي تشرف عليها مليشيات الحشد الطائفي الإيراني في عراق اليوم لكن بشائر الثورة بدأت تنتشر في كل مكان في العراق الشهيد ، أما في الحالة السورية فهنا ثورة شعب بكامله ضد نظام ديكتاتوري عسكري فئوي عائلي وراثي جاثم على صدر الشعب السوري منذ أربعين عاماً و نيِّف . و مع ميليشيات الهيمنة و النفوذ الإيراني بقيادة الحرس الثوري الفارسي فقد ألغوا الدولة و الجيش في العراق كما هو دور الشعب ! تماماً كما يجري على قدم المساواة في سورية و تحويل النظام و مؤيديه إلى ميليشيات تابعة لهم كأمر واقع  كما يطبقها حزب الله الإيراني في لبنان و هذا وجه آخر لمشروع الهيمنة و التفتيت .

يا أبناء شعبنا العظيم في سورية و العراق في هذا المقام يجب أن لا نغفل حقيقة أساسية و هي الموقف الأمريكي الغامض و الملتبس و المتردد و المائع أحيانا و المتواطئ و الساكت عن التمدد الإيراني خاصة بعد تسليمهم العراق و الممارسات الإجرامية عبر ميليشياتها بحق شعبنا في سورية و العراق كما موقف أمريكا تجاه الثورة في سورية و الجيش الحر تحديداً و منع التسليح عنه بحيث أفرغت الساحة للمنظمات الإرهابية و المتطرفة .

ملهاة الحل السياسي …. و عبثية البديل !

إن تهديد الوجود العربي برمته و غياب وحدة النضال ما بين الثورات يهدد أيضا المصير العربي حيث أصبحت المنطقة على حافة الهاوية ، و ملهاة الطروحات و المبادرات الدولية و الإقليمية و غيرها تقوى و تخفت و المذبحة مستمرة . صحيح بأن أي أزمة أو صراع حاد كما هو حاصل اليوم في سورية و العراق لا يمكن حله في النهائية إلا عبر الحل السياسي لكن ما يتوجب إدراكه بالنسبة لنظام عائلة الأسد انه نقيض أية حلول إصلاحية أو تشاركية فطبيعة هذا النظام و تركيبته و جيناته نقيض أي حل سياسي أو غير سياسي و ما شعاره ” الأسد أو نحرق البلد ” فهو دليل قاطع على عدم إيمانه بأي حل سياسي . اليوم نحن أمام وضع جديد سواء في سورية أو في العراق الميليشيات أصبحت هي الحاكمة و إيران أصبحت دولة محتلة عبر ميليشياتها فبعد أن تم حل الجيش في العراق حوَّلوا الجيش في سورية إلى ميليشيات تتبعه و ألغوا الدولة و المؤسسات و يقترحوا اليوم لسورية دستوراً للمحاصصة كما هو في العراق أي مشروع تفتيت المجتمع على أساس مذهبي و عرقي ؟! أي مشروع تقاتل أهلي و يصبح الشعب في سورية و العراق بغض النظر عن المعارضة و الموالاة هم وقود لمشروع الهيمنة الإيرانية الفارسية . و كما هو المشروع الأمريكي لمحاربة الإرهاب ، مشروع تقسيمي عبر التدخل الجوي من اجل خلق ( الدويلات ) العرقية أولاً و من ثم المذهبية . و مع تنفيذ هذه المشاريع التي يحاولون فرضها على الأرض يطرحون مبادرات للحلول السياسية الغير ناضجة أصلاً و أصبح التدخل الخارجي هو الآمر الناهي كما يبدو على السطح . إن ثورة الشعب اليوم هي نتيجة لانسداد الأفق السياسي و هذه العبثية المدمرة و اللامبالاة تجاه ما يحصل لشعبنا في العراق و سورية و للتدخلات الخارجية أي كانت هويتها و أجندتها و إن الأمل يبقى ما دام هناك شعب يقاوم …. هذه أسطورة الشعبين التي سيسجلها التاريخ و يشهد العالم بها .

لندعو من جديد إلى الحراك الثوري الشعبي موَحدين بإرادة وطنية خالصة بعيدة عن أي أيديولوجية أو تحزُّب أو فئوية أو طائفية أو مذهبية ! إرادة وطنية صادقة ترجمتها على الأرض إرادة سياسية فاعلة و مؤثرة و التأسيس لدولة ديمقراطية حقيقية مدنية ، دولة تحترم أولاً و آخراً سيادة القانون الحرية و الكرامة و العدالة للجميع و للخروج من عنق الزجاجة يجب أن نطرح أولاً حق تقرير المصير للشعب بإشراف الجامعة العربية و الأمم المتحدة حتى يختار الشعب حكامه و نظام حكمه ، أي مستقبله ، ثانياً هنا نجيب عن السؤال – المعضلة حول البديل ، فالبديل هو الشعب و الشرعية مصدرها الشعب لان الشعب مصدر السلطات ، ثالثاً سحب المحتل الإيراني ميليشياته الطائفية و المرتزقة التابعين له و خروج كافة العناصر الأجنبية عن أراضينا .

لنسقط مؤامرة الإرهاب المفصَّلة لذبح الشعبين و تدمير البلدين و تهجيرهما ، و تعميم اللصوصية و الفساد .

أعان الله سورية و العراق على هذا الحمل الثقيل و إن المخططات و القوى الإقليمية و الدولية ليست قدراً!! و إرادة الشعوب من إرادة الله ، و الغلبة للشعب و إنها لثورة حتى النصر.

شباب البعث القومي في سورية

دمشق في آب 2015