استياء مسيحيي من موقف الكنيسة الروسية


164899_517075578329669_1126728835_n

وكالة (آكي) الايطالية للأنباء-

لم يصدر أي موقف رسمي من الكنائس الآشورية السريانية ولا حتى من الأحزاب السريانية الآشورية من مزاعم الكنيسة الروسية حول التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية ووضع هذا التدخل في خانة الدفاع عن مسيحيي سورية

وفي هذا السياق، استبعدت مصادر مسيحية سورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن يصدر عن الكنائس السورية موقفاً رسمياً من هذا التدخل أو ما تُسمّيه المعارضة السورية بـ(الغزو الروسي) لسورية، نظراً لحساسية الموقف السياسي والخشية من إزعاج النظام السوري إذا ما أدانت أو شجبت الكنائس هذا التدخل الروسي

وبعد إعلان الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عن دعمها قرار موسكو شن غارات جوية في سورية ضد “الإرهاب”، ووصفها ذلك بأنه “معركة مقدسة”، شهد الشارع المسيحي السوري عموماً، من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والآشورية القديمة، استهجاناً واستياءً من إعلان الكنيسة الروسية ومزاعمها حول حماية المسيحيين من التطرف الإسلامي وسعيها لإضفاء صفة الحروب المقدسة على الحرب الروسية في سورية، وراح الكثير من الناشطين والسياسيين السوريين المسيحيين يُعلنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الكنيسة الروسية “لا تمثلهم ولا تُمثّل المسيح”، حسب قولهم

ويُلاحظ أن الاستياء الآشوري المسيحي، على الصعيد الشعبي والكنسي، هو من تصريحات الكنيسة الروسية أكثر من التدخل الروسي العسكري بحد ذاته، وعلى الرغم من ذلك، فمن المستبعد أن يؤثر موقف الكنيسة الروسية من التدخل الروسي على العلاقة بين الكنيسة الآشورية والكنائس الشرقية، فالعلاقة بين الكنيسة الروسية والكنائس الآشورية السريانية تتسم أساساً بالفتور منذ عقود طويلة، فتاريخياً لم يكن هناك أي علاقة أو تعاون بينهما على صعيد قضايا ومشكلات مسيحيي المشرق رغم اشتراك الكنيسة الروسية بالعقيدة الأرثوذكسية مع العديد من الكنائس السورية

وفي هذا السياق، أعرب الباحث والسياسي الآشوري السوري سليمان يوسف عن خشيته من أن تنخدع الكنائس السريانية بتصريحات الكنيسة الروسية، وقال في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، إن “ما أتمناه من رؤساء الكنائس الآشورية السريانية والمسيحية في سورية والمنطقة والأحزاب الآشورية السريانية أن يتعظوا من تجارب التاريخ وأن لا يكرروا الأخطاء التي ارتكبها أسلافهم، ولا ينجروا بالعواطف الدينية ولا ينخدعوا بتصريحات الكنيسة الروسية، فالتجارب التاريخية للآشوريين مع الروس لم تكن مشجّعة بل كانت مريرة تاريخياً”،

وتابع “كما هو معلوم، فقد وقف الآشوريون إلى جانب روسيا (التي زعمت حينها بأنها ستدافع عن الأقليات المسيحية الأرثوذكسية الواقعة تحت حكم السلطنة العثمانية ووعدت الآشوريين بإقامة كيان قومي لهم في موطنهم التاريخي، في المثلث الآشوري بين تركيا والعراق وإيران) في الحرب العالمية الأولى ضد السلطنة العثمانية وحلفائها في الحرب، وقدم الآشوريون آلاف الضحايا آنذاك، لكن الروس أخلوا بوعدهم وتخلوا عن الآشوريين وانسحبوا من الحرب وتركوهم وحدهم يواجهون أعداءهم من الأتراك والأكراد والفرس، الأمر الذي كلّف الآشوريين مئات الآلاف من القتلى وتشريدهم وتهجيرهم من مناطقهم التاريخية”، وفق قوله

ويعتقد كثير من مسيحيي سورية أن مجرد زعم روسيا بأنها جاءت لحمايتهم سيضعهم بخانة التواطؤ مع الغزو الروسي بنظر المتشددين الإسلاميين، ما سيشكّل خطراً كبيراً عليهم. فيما يعتقد غالبية السوريين أن الهدف الروسي من التدخل هو حماية مصالحها في سورية والدفاع عن النظام السوري الحليف لها والذي دخل مرحلة حرجة تهدد وجوده، فضلاً عن أن هذا التدخل يندرج في إطار التنافس الروسي الأمريكي على مناطق النفوذ في هذه المنطقة الحيوية من العالم

ونفى الباحث الآشوري المعارض أن يكون هدف روسيا حماية المسيحيين وقال إن “المزاعم الروسية بأنها تدخلت في الحرب السورية لحماية المسيحيين، كاذبة وقبيحة من الكنيسة الروسية، بل هي قمة القباحة والوقاحة، فمن يسمع هذه المزاعم يظن بأن المسيحيين هم الحاكمين لسورية وقد جاءت روسيا للدفاع عن حكمهم، ويبدو أن مسيحيي المنطقة سيبقون ضحايا لحروب الآخرين”، حسب رأيه

وأضاف “أخشى أن يقع مسيحيو سورية من جديدة ضحية الغزو الروسي، مثلما وقعوا في السابق ضحية الغزوات والحروب الغربية للمنطقة تلك التي سميت (بالحروب الصليبية)، ومثلما وقع آشوريو ومسيحيو العراق ضحية الغزو الأمريكي الغربي للعراق عام2003، حيث أخذت المجموعات والتنظيمات الإسلامية الإرهابية ذريعة إضافية للقيام بعمليات تطهير عرقي وديني بحق المسيحيين العراقيين (فقط لأنهم مسيحيين) بحجة تواطؤهم مع المحتل الأمريكي”، وفق ذكره

ويتحدث مسيحيو سورية في مجالسهم عن صمت الكنيسة الروسية والحكومة الروسية عموماً عن اختطاف مطارنة سوريين منذ أكثر من سنتين، وعن صمتهم عن اختطاف مئات الآشوريين منذ ثمانية أشهر من قبل تنظيم (الدولة الإسلامية)، وغيرها من المخاطر التي واجهها مسيحيو سورية دون أن تلق اهتماماً من قبل هؤلاء

أخبار سوريا ميكرو سيريا