هل سلّم 700 مقاتل أنفسهم للنظام في درعا؟

درعا: ميكروسيريا

نفت مصادر ميدانية لـ “ميكروسيريا” ما تحدّث عنه إعلام النظام من مصالحةٍ شملت مئات المطلوبين في ريف درعا الشمالي، وأكدّت المصادر أن ما جرى هو عبارة تسليم مئات من الموظفين القاطنين في مناطق سيطرة الثوار أنفسهم للنظام بهدف العودة إلى وظائفهم المدنية في مناطق سيطرة النظام.

وذكرت وسائل إعلام النظام الرسمية يوم أمس الأول السبت، الثالث من تشرين الأول-أكتوبر، أن 450 مسلحاً من كتائب الثوار سلموا أنفسهم لأجهزة النظام الأمنية في مدينة إزرع بريف درعا الشمالي لإجراء تسويةٍ لأوضاعهم بعد أن سلموا الأسلحة الخاصة بهم.

وأضافت وكالة سانا الرسمية أن 250 مطلوباً آخرين من المدنيين سلموا أنفسهم أيضاً ليرتفع عدد المشاركين في تسوية الأوضاع على 700، وقالت الوكالة إن المطلوبين قدموا من كافة أنحاء درعا.

وفي لقاء لـ “ميكروسيريا” مع الناشط “علي المصري” أحد أبرز ناشطي المجتمع المدني في المحافظة، أوضح أن أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها مصالحة وأن العام الماضي وقع عدد من حالات المصالحات، كما أكد أن المصالحات كانت تتم بشكل افرادي وأنها اول “مصالحة ” جماعية بهذا الحجم.

وأكد أن هذه المصالحة شملت قسماً كبيراً من الموظفين الذين كانوا متغيبين عن العمل بسبب القصف المتكرر لمناطقهم وتردي الأوضاع الأمنية وخوفهم من الذهاب لمناطق النظام بسبب بعض الأنشطة الثورية، وأن هناك أسباب كثيرة تسببت بفصل هؤلاء الموظفين، انقطاع الرواتب عنهم منذ فترة وعدم تقديم مساعدات.

وقال المصري إن غياب المورد المالي جعل هؤلاء الموظفين يشعروا بالضيق مما دفعهم للتوجه نحو المصالحة من أجل تحسين ظروفهم المالية، مشيراً إلى أنها حركة إعلامية لا أكثر من قبل النظام.

كما أشار إلى أن فشل إدارة المناطق المحررة وتردي الأوضاع الأمنية وصعوبة العيش في ظل غلاء الأسعار، قد تكون شكلت دافعاً لهؤلاء للعودة إلى مناطق النظام. وبرأيه فإنهم لن يقدموا أي فائدة للنظام لأنهم عبارة عن موظفين ولن يقاتلوا على الجبهات إلى جانب قوات النظام وأن المسألة أبسط بكثير مما تداول على الإعلام لأنه لم يقم فصيل ثوري بالانشقاق بأسلحته وذهاب إلى النظام والقتال إلى جانبه، كما زعم إعلام النظام.

وبالنسبة للمجموعة في مدينة الحراك هم عبارة عن مجموعة من الموظفين ومعهم مدير مشفى ميداني سابق، ولا يوجد أي عنصر أو قائد فصيل ثوري ضمنهم الأسماء موجودة بالإضافة إلى أن المقاطع المصورة التي انتشرت تؤكد ذلك.

كما ذكرت أن بعض من الموظفين تخلوا عن وظائفهم وان الهيئات المحسوبة على الثورة لم تستفد من هؤلاء الموظفين لذلك وجدوا أنفسهم مضطرين للذهاب للنظام من جديد والنظام نجح باستغلال الموقف إعلامياً.

الناشط “عبد الحي الأحمد” أكد بدوره لـ “ميكروسيريا” أن النظام يعتمد بشكل كبير على أساليب الحرب النفسية بشتى أشكالها، ومنها هذه المصالحات التي استحدث وزارة خاصة بها، وأضاف أن ألاعيب النظام لم تعد تنطل على الشباب الثائر بشتى اختصاصاتهم العسكرية والطبية والإعلامية، بعد تسجيل مئات الحالات ممن تم اعتقالهم بعد تسوية أوضاعهم وهذا ما تعمل عليه دوائر صنع القرار في مركز مدينة درعا منذ أيام.

واعتبر “الأحمد” أن ما ذكره إعلام النظام لا يتهدى كونه مجرد تسويق إعلامي، الذي هو جزء رئيس من سياسة الحرب النفسية التي تمارسها دوائر صنع القرار لدى النظام في درعا، وأصبح جليا للجميع أن النظام يحاول صنع نصر وهمي لحاضنته الشعبية عبر الإعلان عن تسوية أوضاع المئات من المناطق الخارجة عن سيطرته كانتصار مزعوم بعد التدخل الروسي إلا أن الرد جاءه في نفس اليوم بتحرير أحد أهم النقاط العسكرية بريف القنيطرة و”هو ما لم نراه على وسائل إعلامه”، بحسب الأحمد.

وأشار الأحمد إلى أن الدعم الروسي الإيراني للنظام السوري شكل حالة من الإحباط لدى بعض الأهالي في الجنوب، إلا أن ألاعيب النظام مكشوفة لدى النسبة الأكبر من المدنيين، وأن هذه المصالحات الفردية لا يمكن أن تشكل تياراً معاكساً في درعا، وخاصة أن الأهالي يدركون بشكل جيد طريقة تعامل النظام مع المصالحين، وأفاد أنه تم اعتقال أحد الاشخاص الذين قاموا بتسوية أوضاعهم في صبيحة اليوم الثاني على أحد حواجز العاصمة.

وأفادت الناشطة “سارة الحوراني” أن قوات النظام قامت باعتقال شاب من الذين حضروا المصالحة من بلدة “داعل” على حاجز” منكت الحطب” على طريق دمشق – درعا، وأن الشاب تعرض للضرب ومازال معتقلاً. وبرأيها فإن هذه المصالحات لا تتعدى كونها أوراقاً يريد النظام إظهارها ليثبت أنه ليس قاتلاً أو مجرماً، بالإضافة “لشقّ صفّ الاهالي ودبّ الفتنة بين الناس ورفع معنويات الشبيحة”، بحسب الحوراني.

وبالنسبة للأسلحة التي قالت وسائل إعلام النظام أن الثوار سلموها، أكد لنا عدد من الحاضرين أن قوات النظام قامت بإحضار الأسلحة في سيارات تتبع للأجهزة الأمنية، وتم تصويرها على أنها أسلحة تم تسليمها من قبل المطلوبين. كما تم إهانة جميع الحضور عن طريق توجيه ألفاظ نابية وقد تعرض البعض لضرب من قبل شبيحة النظام.

أخبار سوريا ميكرو سيريا