فساد إداري وأخلاقي في مخيم للنازحين بريف حلب الشمالي

ميكروسيريا

تم إنشاء “مخيم الحرمين للأرامل والعجزة” منذ ما يقارب العام بريف حلب الشمالي بالقرب من قرية (بريشا)الحدودية وتقع برشا جنوب شرق قرية شمارين الحدودية.

وأقيم هذا المخيم في الدرجة الاولى للمعاقين نتيجة الحرب الدائرة في سوريا، حيث تم بناء 400 وحدة سكنية لعوائل المعاقين والأرامل وكان قيد الإنشاء وتم إنشاء أكثر من نصفه بشكل مقبول والباقي يتم التحضير له.

ومنذ ما يقارب أربعة أشهر تقدم تنظيم “الدولة” وسيطر على بلدات وقرى عدة بريف حلب الشرقي ففر المدنيون من مناطق الاشتباك ومناطق التنظيم باتجاه البراري والمخيمات فكان نصيب مخيم الحرمين أعداد كبيرة، وأصبح عدد سكانه ما يقارب (3500) نازح، من الذين تدمرت بيوتهم أو لم يعد لهم مكان يؤويهم بعد هروبهم من مناطق سيطرة داعش لكونهم مطلوبين للتنظيم.

فكان نصيب الوحدة السكانية عائلتين أو ثلاث مع العلم أن العائلة السورية تتكون على أقل تقدير من ستة أفراد وكثير من الأحيان يجاوزون هذا العدد.

وقامت إدارة المخيم بنصب الخيم للبعض وأصبح عدد الخيم ما يقارب مئة خيمة في الأرض التي ترجع ملكيتها للمخيم.

وبعد استقرار النازحين بالمخيم مضطرين لانعدام المسكن او لانعدام الخيمة التي أصبحت حسرة للكثيرين من هذا الشعب المشرد يتفاجأ النازحون بكون الإدارة أو أغلبها من عصبية واحدة وتستأثر بالإغاثة والمساعدات المقدمة من الجمعيات والمنظمات الإنسانية.

وترفض إدارة المخيم أن توزع المنظمات أو الجمعيات أي شيء إلا بعد أن يتم استلامه من قبل الإدارة ويبقى أحيانا لعدة أيام حتى يتم توزيعه ولدى سؤالنا عن سبب منع المنظمات أو الجمعيات عن التوزيع جاءنا الرد من عدد ليس بالقليل من أهالي المخيم بأنه “حتى يتم سرقت القسم الأكبر ويوزع الباقي على الأقارب والأصحاب والمحتاج للمساعدات لا يصله شيء”.

وهناك أمور البعض لم يستطع ذكرها لأنهم قد تلقوا تهديدا من الإدارة، ومن لف لفهم بالترحيل من المخيم لكل من يعترض او يشكو سوء المعاملة للإعلام فهم لا يخافون الفصائل في المنطقة وحسب تعبير الإدارة للنزلاء (روحو اشتكوا لمين بدكم ان كان النصرة أو حركة احرار الشام أو الجيش الحر)، فهم يعلمون أن شكوى النازحين للفصائل أياً كان مسماها أو قوتها لا تجدي نفعاً.

إحدى المنظمات وتدعى (ميرسي كول) دعمت المخيم بمادة المازوت لتشغل مولدات الكهرباء لتغطية كامل المخيم، لم يعلم اهالي المخيم بهذا الأمر إلا من إحدى طرق البحث حيث اختفى المازوت ويتم تزويد مجموعة من الوحدات التي يقطنها أقارب وأصحاب الإدارة أو المرضي عنهم من قبل الإدارة حيث يتم توزيع الكهرباء والماء والإغاثة بشكل روتيني بحيث لا يحتاجون لمطالب او ليس لهم ملاحظات على الإدارة.

توزيع المياه على النزلاء يكون بوقت محدد بمعنى كل وحدة سكنية او خيمة يعطى مهلة (3) دقائق ليملئ حاجته من الماء وفي حال تجاوز هذه المادة يهان او تهان المرأة على تجرؤها على الوقت المحدد مع اسماع الرجل كلمات بذيئة ويتعامل حتى عامل المياه مع أنه موظف وتابع للإدارة بعنجهية المدير وكأنه الآمر والناهي.

ونتيجة لما سبق قرر البعض الاحتجاج والخروج بمظاهرة لكي يصل صوتهم إلى جهة معنية تحقق في الأمر، وكان التهديد قاسياً جداً حيث تم إنذار البعض بالطرد من المخيم والبحث عن مخيم آخر أو سوف ترمى أمتعته وأطفاله خارج المخيم ويصبح مشرد بوطنه أو أقل هذه العقوبة هي حرمانه من الاغاثة او معاملته كأنه خائن لوطنه وسوف يحاسب.

وتعتبر جمعية مرج دابق الخيرية هي الراعية الرسمية عن المخيم وعن إدارته إلى الآن وحتى تعيين الإدارة يكون من قبل هذه الجمعية.

مدير المخيم الآن يمتلك ثلاث سيارات يقدر ثمنها بحوالي خمسة عشر مليون ليرة سورية ومن بين السيارات بيك اب نوع ضبع وهو في أصل أملاكه الحقيقية، رجل لا يملك كل هذه الثروة الضخمة وأصبح المدير من أصحاب الملايين.

ويناشد الأهالي الجهات المختصة بالنظر بأمور هؤلاء النازحين ويطالبون بمحاسبة الإدارة وعدم تمييز النزلاء عن بعضهم فكلهم سوريون وأبناء سورية ولكن الظروف اجبرتهم على النزوح وترك كل ما يملكون بعد تدمير منازلهم وحرق محاصيلهم.

أخبار سوريا ميكرو سيريا