أوروبيون: ساعة واحدة في باريس كانت كافية لنفهم سبب مخاطرة العائلات في عبور البحر إلى أوروبا”


01ميكروسيريا – يمنى الدمشقي

لم تكن التفجيرات التي وقعت في باريس منذ يومين بمنأى عن السوريين، الذين باتوا يراقبون عن كثب تطورات كل حدث في المنطقة، بل ويتضامنون مع كل الضحايا أينما وجدوا ومهما كانت جنسيتهم، لاسيما أن الكثير منهم بات لاجئاً في دول أوربية وباتت حياته مرهونة باستقرار تلك الدول لأن كل حدث سيقع فيها ستطاله تبعاته.

وما إن أعلن عن أعداد الضحايا في باريس حتى سارع السوريون للتضامن معهم بعدما أطلق الفيسبوك ميزة دمج الصورة الشخصية فيه مع ألوان العلم الفرنسي، ورافقوا تلك الصور بهاشتاغ “مع باريس” “withparis” وطالت العديد منهم الكثير من الانتقادات ما بين رافض أن ترفع الأعلام الفرنسية وتنزل أعلام الثورة وبين أن نكون مطالبين في كل حادثة تقع في العالم أن نظهر أننا أبرياء منها، لكن ماجعل الكثيرين يرفعون أصواتهم رواية بعض وسائل الإعلام عن عثور السلطات الفرنسية على جواز سفر سوري بجانب أحد منفذي الهجمات، الأمر الذي وجد فيه السوريون لغطاً كبيراً بل ونفوه جملة وتفصيلاً، لاسيما أن الجوازات السورية باتت تباع بأسعار زهيدة جداً بقصد الحصول على اللجوء.

وبعيداً عمن رفع أعلام فرنسا من السوريين تضامناً مع الضحايا، فوجئ الكثير من السوريين برفع علم سوريا من قبل أصدقائهم الأوربيين الذين وجدوا في التعاطف العالمي الكبير مع ضحايا باريس ظلماً كبيراً للشعب السوري الذي يقتل كل يوم بدم بارد أمام أعين العالم أجمع ودون أن يحدث موتهم ذلك الصخب الكبير بحسب هؤلاء الأوربيين.

إذ غرد أحد الفرنسيين “إكسافير ألبيرت” على حسابه على التويتر “ساعة واحدة في باريس كانت كافية لنفهم سبب مخاطرة العائلات في عبور البحر إلى أوروبا”

بينما صرح رئيس البرلمان الأوروبي “مارتن شولتز: قائلاً، إن السوريين الذين يفرون هرباً من داعش هم يفرون هرباً من أولئك الذين نقلوا الضربات إلى باريس، ماشهدناه في باريس هو حال حلب ودمشق يومياً، وأن نحمل أولئك لذين يفرون من الإرهابيين الذنب فيما حدث فهذا يعني أن نجعل الضحية جلاداً.

وتضامن الفيلسوف الفرنسي “ميشال أونفري” مع المسلمين ضد ما قد لفق من تهم على وسائل الإعلام اليمينية أن الإسلام والمسلمين هم السبب في هذه العمليات الإرهابية قائلاً “نقتل المسلمين ونحتل بلدانهم ونجعل حياتهم مستحيلة ثم نطالبهم بأن يكونوا طيبين معنا”!

ونشر الكاتب السياسي الألماني “يورغن تودنهوفر” رسالة مطولة عن تفجيرات باريس جاء في مقتطفاتها “ليس الإسلام هو من أسس إرهاب داعش بل الحروب التي قادها الغرب كحرب العراق التي شرد وقتل فيها الملايين من المسلمين والنساء والأطفال ولم يكترث معظم الغربيين لهم، لقد خاض الغرب منذ عقود العديد من الحروب في الشرق الأوسط وما يحصل الآن في أوروبا ماهي إلا مكائدنا ردت علينا ولم يعِ أحد بعد حقيقة ذلك، وليس هناك طريقة لكسر هذه الحلقة اللامتناهية من العنف والعنف المضاد إلا بتحسين سياستنا في الشرق الأوسط، إن خطر داعش ليس فقط على غير المسلمين بل على المسلمين والإسلام بذاته”

أما “إيكا” وهي امرأة دنماركية متضامنة مع قضايا اللاجئين في الدانمارك، نشرت على صفحتها العلم السوري ومعلنة أنها مع السوريين وقالت “صرت أقرف من كثرة أعلام فرنسا على الفيسبوك واهتمام العالم بكارثتهم، أنا معهم ولا أحب قتل المدنيين ولكن لماذا لا أحد يضع صورة علم سوريا والتي يموت فيها يومياً أكثر من هذا الرقم منذ أكثر من خمس سنوات، وهل الإنسان الأوروبي مميز عن السوري بشقاره مثلاً أم ماذا؟! وضعت علم سوريا بدلاً من علم فرنسا على الفيسبوك”

ونشرت السياسية “زينة ستامبي” وهي دانماركية أيضاً، “الجميع يريد أن يتحدث أن هناك حرباً ضد المسلمين الذين هم من الإرهابيين فقط، علينا تعزيز قضية المسلمين وقصصهم، نحن من المستحيل أن نخوض حرباً ضد مليار و 600 مليون مسلم، نحن في حرب مع بعض الأصوليين الذين يحاولون سحب دين العالم وربع سكان العالم تحت جناححهم وإجبارهم أن يعتنقوا مذاهبهم وراياتهم السوداء، في هذه الحرب حليفنا مع المسلمين هو المحبة والسلام ونحارب معهم من أجل نيل حريتنا”

بينما رفعت “كيمي جاي” وهي مواطنة أوروبية، علم سوريا مرفقة بجانبه إحصائية عن عدد الضحايا من الأطفال في سوريا مع حلول أكتوبر أنها وصلت إلى 12517 لكن الجميع يصمت عن سوريا” وأضافت “لأن الموت في باريس فإن الضحايا لهم قيمة أكبر، كم عدد الذين ماتوا في سوريا البارحة؟ أين الأخبار العاجلة؟ كم عدد الذين ماتوا في فلسطين؟ أين الأخبار العاجلة؟ كم عدد الذين ماتوا في بورما البارحة؟ أين الأخبار العاجلة؟”!

وكتبت “سوفيا” “يمكنك أن تكون إنساناً أفضل إن تذكرت مايجري في سوريا كل يوم”

أما “كيكي” وهي مواطنة هولندية فتحدثت في حديث خاص للاتحاد برس قائلة “أقف مع كل الضحايا في العالم من الذين يقتلون وتسفك دماؤهم يومياً، لكني بنفس الوقت أستنكر نفاق العالم من ينظر للضحايا بفوقية، ربما تجاوز عدد الضحايا أكثر من نصف مليون إنسان، لكن العالم لازال صامتاً حتى اليوم على قتلهم”

وفي مدينة بوخوم في ألمانيا فخرجت مظاهرة لعشرات الألمان معلنة تضامنها مع اللاجئين ومستنكرة اتهامهم بالاعمال التخريبية التي تجري في أوروبا.

بينما أصدرت مجموعة من كتائب الجيش الحر والفصائل العسكرية المقاتلة في سوريا بياناً تدين فيه الاعتداءات الإرهابية في باريس واصفة إياها بأنها تخالف الشرائع السماوية، وأن الإرهاب الذي حدث في باريس لا يختلف عن الإرهاب الذي يصنعه الأسد في سوريا.

وأشعل عشرات الأهالي في مدينة دوما الشموع على ضحايا باريس ورفعوا شعارات كتب عليها “من الغوطة إلى باريس شمعة لأرواح كل الضحايا”

01 02 03 04 05 06