عندما يصبح الأسد عميلا في الكي جي بي ( FSB ) / بقلم طه عزالدين ناشط حقوقي مستقل


 على أنغام معزوفة الحياة لأجل القيصر للروسي “غليتيكا” يتلقى بوتين أخبار انتصاراته الكرتونية في سورية على شعب يعتبره الروس مسلماً بالكلية وكل ضحاياه يستحقون الموت انتقاماً من مسلمي الإتحاد السوفييتي وطالبان، تلك الإنتصارات التي تأتي بعد أن أمعن ديكتاتور سورية قتلاً في أبناء جلدته، فوجده الدب الروسي بطلاً يستحق الخدمة في جهاز المخابرات الروسية برتبة عميل.

.

ظهرت النوايا الروسية في إخماد ثورة الشعب السوري منذ خطابات بشار الأسد في منتصف العام 2011، ومن خلال حديثه المستمر عن المؤامرة والإرهاب. هذه الخطابات المطابقة تماماً مع ما قاله بوتين سنة 2004 بعد حادثة المدرسة، أنتقي منه هذه الجملة: “يجب علينا أن نقيم نظاماً أمنياً فاعلاً لأننا نتعامل مع إرهابٍ دوليٍ مباشرٍ على روسيا”. وهذا ما كرره الأسد الصغير ليبرر وجود عصابته الأمنية القمعية المبررة الجرائم سلفاً في مواجهة الإرهاب.

.

وما كان ينقص الأسد إلا إحياء الإرهاب وإخراج المارد الداعشي من أقبية المخابرات العالمية بقيادة روسيا، وهذا ما حصل فعلاً فاستطاع الروس من خلال رعاية هذا الطفل الشيطان و تلقين الأسد ما يجب فعله مقتبسين من تجربتهم بين عامي 2000 و 2005، أن يديروا المعركة كما يرغبون ويوجهون، مِنْ استخدام كافة الأسلحة وتجويع الخصم وحصاره إلى سحق مدنٍ عن بكرة أبيها، وصولاً إلى تغييب واغتيال كل صوت صديق يشذ عن صوت الجوقة فكان إبعاد الشرع وحبيب وكان اغتيال خلية الأزمة واختزال الأفعى بالرأس فقط تجنباً لأي خللٍ محتمل. كما عملت روسيا من خلال عميلها الصغير على تغييب و اغتيال كل صوت مسموع في المعارضة المسماة إرهاباً، فاعتقل الهرموش و الخيِّر والمير والأب باولو، واغتيل مشعل تمو وعبدالقادر الصالح، وزهران علوش وناجي الجرف بالأمس والقادم أعظم.

.

كل هذا و لا تزال قيادات داعش تسرح وتمرح على مرأى ومسمع العالم بأسره دون أية خسارةٍ حقيقيةٍ تذكر. ينجح الأسد بتنفيذ التعليمات بحرفيتها – حتى أني أذهب إلى أبعد من ذلك – فعندما هاجم الأسد تركيا شفهياً في بداية الثورة كان ذلك بإيعازٍ روسيٍ تابعته روسيا عملياً منذ بداية انتهاكاتها للمجال الجوي التركي وصولاً إلى حادثة الطائرة و ليس انتهاءً بالعقوبات الاقتصادية. تدعم روسيا و ينفذ الأسد في استنزاف شعب جفَّت دماؤه في عروقه بانتظار حلمٍ كان اسمه الحرية فحولوه لأمنية بوطن قد يعود و قد تطول هذه الحرب اللعينة التي سيستفيد منها المريخ ربما و لكن الخاسر الوحيد هو سورية.

طه عزالدين ناشط حقوقي مستقل