مخيم (دمعة نازح).. واقع صحي وتعليمي متردٍ

22 يناير، 2016

الأثاربي:

إثر موجات النزوح المستمرة من مناطق الاشتباكات وسط وشمال البلاد، عجزت المخيمات الحدودية في ريف إدلب الشمالي عن استيعاب المزيد العائلات في خيامها، فلجأ هؤلاء المهاجرون الجدد إلى العراء وشيدوا مخيماتهم الخاصة على التلال النائية على الحدود.

وشهدت المرتفعات الجبلية في المنطقة الشمالية الحدودية كثافة سكانية غير طبيعية حيث لم يعد هناك مكاناً في مخيم “أطمة” الحدودي لأن ينصب مزيداً من الخيم ضمن المخيمات المنتشرة، بسبب الاستثمار من قبل ما بات يعرف بتجار الأزمات وفق ما قاله مدير مخيم ” دمعة نازح ” لـ “ ”. عندما قال :” ليس لدينا القدرة على دفع تكاليف قيمة موقع خيمة في مخيمات “أطمة” الحدودية، لأننا نزحنا منذ عام تقريباً من سهل الغاب في ريف حماة الشمالي لذلك أقمنا هذا المخيم، وأطلقنا عليه اسم ” دمعة نازح”.

وأردف قائلاً: ” نطالب المنظمات الانسانية بإغاثة الأسر الموجودة في هذا المخيم حيث لا يوجد أدنى مقومات الحياة، وليس هناك أي جهة داعمة لهذا المخيم علماً أنه يضم 85 عائلة، وكلهم بحاجة إلى الرعاية الصحية والتعليم”.

وتحدث ممرض المخيم “أبو اسلام” عن الوضع الصحي في المخيم وقال: يوجد في هذا المخيم 85 عائلة، وفي المخيم الآخر 100 عائلة هم من سكان قلعة المضيق، الكل يتردد على هذه النقطة الطبية الوحيدة التي أحدثتها، وهي عبارة عن خيمة ليس فيها سوى بعض أكياس السيروم ومشدات، وبعض الأدوية الخفيفة.

وأضاف الممرض أنه يقوم حالياً بالإشراف على المرضى ومن بينهم امرأة عجوز أصيبت بكسر، وأصبحت قعيدة الفراش أجري لها عملية لكن فاتورة الدواء كانت باهظة الثمن تجاوزت الـ 17000 ليرة سورية، نشتري لها ” الحفوضات “، والمنظمات لم تقدم لها كيساً واحداً بعد مطالبتهم عدة مرات”.

كما تحدث عن حالة إنسانية ثانية للسيدة “عيوش محمد” وهي من سهل الغاب قرية “قسطون” حيث تعرضت لإصابة نتيجة قذيفة سقطت على منزلها وأصيبت بكسور أيضاً، وأجري لها عمليتين تبديل مفصل ورك، وحدث لديها التهاب بالمفصل، حاليا المريضة بحاجة لاستكمال علاج الالتهاب وتركيب مفصل ورك كامل، وهذا الأمر غير متوفر في المنطقة المحررة حسب شهادة الطبيب الأخصائي “محمد عبد القادر خطيب”، وهي بحاجة أن تدخل الى تركيا، وأصبح الدخول الى تركيا أمراً عسيراً بالإضافة الى الكلفة المادية التي تكلف الدخول الى تركيا عن طريق المهربين مبلغ 500 دولار.

أما عن الواقع التعليمي فقد ” محمد ” لـ “ل ” القائم على تدريس الطلاب في مسجد المخيم: نحن من قرية “قسطون” في سهل الغاب، نقيم في هذا المخيم منذ عام، لا يوجد أحد يقدم للمخيم شيئا، لا يوجد مدرسة، وخوفاً من تجهيل الطلاب بسبب انقطاعهم عن المدرسة لسنوات مضت حتى بات البعض منهم أمياً تماماً، فقمت بجمع الطلاب وتعليمهم تطوعاً في هذا المسجد. وأضاف “تواصلت مع معاون مدير تربية إدلب الحرة وزودني بكتب لطلاب المرحلة الابتدائية”، وأكد أنه لا يوجد سبورة، ولا مقاعد، ولا تدفئة ولا أي مستلزمات الدراسة” .. وأشار الى أن عدد الطلاب قرابة 100 طالب وهم من مخيم “قسطون” و”الخالدية” و”قلعة المضيق”، ومن “العيس” ريف حلب الجنوبي.

وأردف المدرس محمد: نطلب من العالم أن يناصر قضية الشعب السوري.. صحيح نحن بحاجة دعم انساني، وإغاثي في هذه المخيمات، لكنا نحن بحاجة الى دعم أخلاقي أممي ينهي هذه الحرب الظالمة التي يشنها علينا نظام الأسد الذي هجرنا من بيوتنا، ومن مدننا، وقرانا، واستقدم علينا المرتزقة من جميع أصقاع الأرض.

أخبار سوريا ميكرو سيريا