الرائد عصام الريس لـ (كلنا شركاء): الرّوس فتحوا الطريق للميليشيات إلى الشيخ مسكين


d9facb68-1a4f-4c00-8fc3-e40505f7fc9d

إياس العمر:

قال الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية الرائد عصام الريس، إن الدور الرئيس في معركة مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا كان للروس، الذين حرصوا على تقديم كل الدعم الجوي المتاح، وشنت طائراتهم أكثر من 800 غارة خلال أشهر المعركة الثلاثة في المدينة.

وأوضح الرائد الريس في حديثٍ مع “ ” أن الدعم الروسي كان واضحاً من خلال نوع الطيران والقذائف ودقة الإصابات، وحتى الطيران بالظروف الجوية الصعبة، حيث أن طائرات النظام السوري تعجز عن الطيران في الظروف الجوية الصعبة.

وأشار إلى أن ما جرى في مدينة الشيخ مسكين هو هجوم من قبل قوات النظام والميلشيات الداعمة بغطاء جوي عسكري روسي كثيف على المدينة، والهجوم كان شرساً للغاية، بدأ في السادس عشر من تشرين الثاني/أكتوبر من العام الماضي، وفشلت قوات النظام في هجومها حتى الثامن والعشرين من كانون الأول/ديسمبر عندما دخلت الميلشيات والطيران الروسي، حيث أن الطيران الروسي كان يقوم بدور طيران النظام في التغطية الجوية وفي تهيئة الاقتحامات للميلشيات على الأرض.

وعن تأثير دخول روسيا على خط المواجهات على الدعم المقدم، أشار الريس إلى أن الدعم نفسه لم يتغير، فمنذ البداية يتلقون دعماً محدوداً بسيطاً جداً لا يقارن بحجم البطولات في مدينة الشيخ مسكين بالنظر إلى عدد المقاتلين من الجيش الحر.

وأكد الناطق باسم الجبهة الجنوبية أن المعركة منطقياً وعسكرياً غير ممكنة، و”لكن ببطولات وتضحيات الشهداء وبالإنجازات الهائلة للمقاتلين، عجزت ثلاثة جيوش عن الوقوف في وجه مئات من المقاتلين، في الوقت الذي قدم فيه النظام أكثر من خمسة آلاف مقاتل من مختلف الجنسيات والميلشيات للتقدم في مدينة الشيخ مسكين”.

ومن حيث التوازن العسكري، فالمعركة لم تكن متوازنة، بحسب الريس، ولكن الثوار يقاتلون بعقيدة ثورية وبعقيدة النصر والدفاع عن الأرض، لأنهم أهل الأرض، بينما الميلشيات والمرتزقة هم فقط مأجورين جاؤوا ليدعموا النظام عندما توقف السوريون عن الوقوف إلى جانبه، والنظام يعتمد على الإيراني والأفغاني والروسي واللبناني، فلم يعد يقف معه السوري.

وأضاف أن العدوان الروسي سيستمر لأنه جاء لإبقاء نظام ديكتاتوري قاتل في الحكم، وجاء ليظهر كل نزعاته العدوانية على أرض سوريا، ويقف مع نظام مجرم وقاتل لشعبه، نظام معزول عن المجتمع الدولي لا يجد غير الروس يقفون معه، بالتأكيد سيحاول الروس التقدم أكثر، ولكن من المؤكد أنه لم يعد باستطاعة النظام القيام بأي عمل عسكري من دون الميلشيات الداعمة له والمرتزقة، والطبيعي عملية تواجد قوات على أكثر من جبهة أمر مستحيل بالنسبة للنظام، فقوات النظام تستطيع المهاجمة في نقطة محددة ومحدودة، ولا تستطيع الانتشار على مساحة واسعة على الأرض أو القيام بأعمال متعددة، وبالتالي نتوقع استمرار الحملة الروسية، ولكن لا نتوقع أن تنجز الكثير كما هو الحال في المنطقة الشمالية، وفي الساحل لا توجد قوات على الأرض قادرة على العمل، لأن قوات النظام انتهت بشكل كامل وأصبحت تعتمد بشكل كامل على المرتزقة وحزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني.

وعن التنسيق بين الروس والميليشيات على الأرض، أوضح الريس أنه لا يحتاج “العدوان الروسي” لتنسيق مع الميلشيات، لأنه يقوم بعملية تدمير شامل، والتكتيك التي يتبعه الطيران الروسي هو عملية التدمير الكامل لكل منطقة الدفاعات، وبالتالي لا يحتاج لتنسيق، وكان من الملاحظ خلال رصد الاتصالات عبر المراصد وجود فوضى في التنسيق، وهذا ما حدث عندما أصابت الغارات الروسية أهدافاً للميليشيات بالخطأ من خلال ما يسمى نيران صديقة، وقد أثار غضب الكثير من الميلشيات وميلشيا ما يسمى بالدفاع الوطني عندما حدث الخطأ، وهي في الحقيقة فوضى لأن من يقاتل على الأرض ليسوا جيشاً نظامياً وغير منضبطين عسكرياً وإنما هم مرتزقة، وحتى أنهم لا يتحدثون لغة واحدة، ولا تجمعهم اللغة أو الأرض أو أي مقومات للقتال معاً، وهذا الأمر اشتكى منه مراراً العدو الروسي، وتعذر النظام أنه أحد أسباب عدم وجود تنسيق على الأرض،  في محاولة لإخفاء الضعف والهزل في قواته، وبالتالي لا يحتاج الأمر لكثير من التنسيق، فالسياسة المتبعة هي سياسة الأرض المحروقة قبل دخول الميلشيات على الأرض، بحسب الناطق باسم الجبهة الجنوبية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا