وادي بردى بين فكي نظام بشار الأسد وتنظيم (داعش)


98358758-6b1d-46cc-a3a5-d626ff98f586

أحمد سلوم:

بعد محاولات نظام بشار الأسد العديدة والمتكررة في اقتحام وادي بردى ذو الأهمية الاستراتيجية والحيوية جراء وجود نبع عين الفيجة الذي يغذي العاصمة دمشق وضواحيها بالمياه سعى النظام لزرع عدد من المتطرفين دينيا “المتأسلمون” ونقصد بهم تنظيم “داعش” الارهابي.

داعش التي انتحلت عقيدة الخوارج المتمثلة في الحكم على كل من يخالفهم من كافة فصائل الثوار في سوريا بالكفر والرِّدة، وأنَّ قتالهم واستهدافهم أولى من قتال نظام الأسد فاستباحوا دماء الثوار وجعل قتالهم أهم أهدافه وأعظمها ثم بنوا على هذه العقيدة الخارجية والفكر المنحرف بقية المعتقدات والأفكار، والتصرفات والأفعال.

فبعد ان كانت منطقة وادي بردى المتضمنة عدة قرى من أهمها بسيمة وعين الفيجة ودير مقرن وكفير الزيت” تحوي فقط شبانها الذين وهبوا أنفسهم للدفاع عن المنطقة وللحفاظ على حريتها من نظام فاسد تحول فجأة البعض منهم لداعش التي لم تكن وليدة اللحظة في الكثير من المناطق السورية وإنما من صنع نظام الأسد الذي يسعى لتحويل مسار ثورة الشعب المقهور ويظهر هو امام العالم على انه المخلص بينما هو لا يقوم سوى بقتل الأبرياء والمدنيين، كما حدث في ريف حلب حينما قامت “داعش” ونظام الأسد بضرب الثوار.

حيث قام عناصر “داعش” في وادي بردى بارتكاب أبشع الجرائم من القتل والتنكيل ببعض الذين اتهمتهم بالردة ولأن أهالي المنطقة هم بالأساس يعتبرون أقرباء بعضهم البعض تم التغاضي عن الكثير من الجرائم بعد دخول وجهائها بالصلح بين العائلات وتقديم الوعود من تنظيم “داعش” بعدم التعرض لأي أحد إلا انهم يعودون وينكثون بوعودهم فما كان من أهالي المنطقة وبعض فصائل الجيش الحر إلا بالقيام لتطهير المنطقة من رجس “داعش” حيث شنوا عليهم عملية واسعة في قرى دير مقرن وافرة وكفير الزيت ما أسفر عن مقتل أبرز عناصر داعش “محمد كمال جمال الدين” الملقب بالجزار وشرعي التنظيم “أبو بكر العطار” بالإضافة لمقتل الكثيرين وأسر العشرات من عناصر التنظيم.

في حين يتبع عناصر “داعش” استراتيجية الاختباء في بيوت المدنيين تحت تهديد السلاح وبين الأزقة والحارات ما يصعب من مهمة الجيش الحر بالقبض عليهم أو في محاربتهم حيث استهدف بعض من عناصر “داعش” فتاة صغيرة في الصف الأول أمام مدرستها ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة، إضافة إلى اصابة بعض من المدنيين العزل.

ولا تزال فصائل الثوار في وادي بردى تحاصر مقرات “داعش” للقضاء عليهم وإنهاء ظلمهم الذي طال الكل دون استثناء.

ولكن يبقى السؤال الأهم ما هي الأهمية من تواجد تنظيم داعش في تلك المنطقة ولماذا نظام الأسد يغض الطرف عن قصفهم كما يفعل مع باقي الفصائل؟ هنا نجد أن المنطقة تحوي أهم عنصر للحياة وهو تأمين الماء للعاصمة دمشق هذا من جهة وأما من جهة اخرى فالمنطقة تعتبر ممرا للقلمون الغربي فهي بذلك طريق يؤدي إلى حمص ومن ثم الساحل السوري فبينما تقوم ميليشيات حزب الله اللبناني بحصار منطقة الزبداني ومحاولة إفراغ أهلها باستخدام التجويع يقوم عناصر داعش بالسيطرة على وادي بردى فارضا ارهابه الذي يجعل الكثيرين بالمغادرة هربا منهم  ومن ثم يفاوض النظام عليها الذي بدوره يتسلمها مقابل تأمين عناصر التنظيم إلى محافظة الرقة التي تعتبر مركز “داعش” الرئيسي، وبذلك يستطيع نظام الأسد اتمام خطته في تأسيس دويلته العلوية.

وبالنظر إلى تاريخ “داعش” منذ ظهوره في الثورة السورية نجد أنه الوجه الثاني لنظام الأسد الذي استخدم شتى انواع الأسلحة لإسكات صوت الحق والقضاء على الثورة السورية، كما ان منطقة الزبداني بشكل كامل تتعرض منذ أشهر طويلة وامام مرأى العالم أجمع لما يشبه العدوان الثلاثي الذي شنه كل من بريطانيا وفرنسا واسرائيل على مصر سنة 1956 نتيجة تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس فحزب الله و”داعش” ونظام الأسد يسعون لاحتلال منطقة الزبداني للسيطرة على منابع المياه المتمثلة في نهر وادي بردى ونبع عين الفيجة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا