هل تخالف السعودية التوقعات وتقدم مضادات طيران لمعارضة سوريا؟


هل تخالف السعودية التوقعات وتقدم مضادات طيران لمعارضة سوريا؟

فتح إعلان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عزم بلاده تزويد المعارضة السورية بمضادات طيران، باب التساؤل عن مدى قدرة المملكة على تقديم هذا السلاح، وجدواه في ظل امتلاء الأجواء السورية بوجود الطيران الروسي فائق الحداثة، والذي لا تجدي معه أية صواريخ أرض – جو.

الجبير، في تصريحاته لمجلة “دير شبيغل” الألمانية، التي نشرت اليوم، استحضر النموذج الأفغاني، في تلميح قوي إلى الوجود الروسي، وإشارة إلى الحرب الأفغانية التي شكلت فيها صواريخ ستينغر (سام 7) الأمريكية عاملاً حاسماً في ردع الغطرسة السوفييتية، وقال: إن “تلك الصواريخ ستمكن المعارضة المعتدلة من ردع مروحيات وطائرات النظام السوري”، موضحاً أن “امتلاك المعارضة لصواريخ أرض-جو من الممكن أن يغير موازين القوى في سوريا مثلما حدث في أفغانستان من قبل”، مشدداً على أن “التدخل الروسي لن ينقذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد على المدى الطويل”.

التصريحات السعودية تكشف تخطيها عقبات مهمة، على رأسها وجود طيران التحالف الدولي الذي يقصف فيمن يقصفه، جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي التي تقاتل في كثير من الأحيان ضمن أحلاف مشتركة مع المعارضة السورية “المعتدلة” التي تعتزم الرياض تزويدها بالسلاح، ما يعني أن إمكانية وصول ذلك السلاح إلى “الأيدي الخطأ” (والتعبير هو حرفياً التبرير الأمريكي المتكرر الذي لطالما منع تسليح المعارضة السورية)، ممكناً.

فضلاً عن إمكانية وصول هذا السلاح إلى “تنظيم الدولة” الذي تواجهه المعارضة السورية، شأنه شأن قوات الأسد، وهذا ما قد يهدد طيران التحالف الدولي نفسه.

لكن؛ وحالياً، أهم العقبات التي ستعترض تقديم مضادات طيران للمعارضة السورية، هو الوجود الروسي الذي يشن مئات الغارات يومياً في عموم الخريطة السورية، وروسيا هي دولة عظمى قد لا يمكن مواجهتها وضرب طيرانها ببساطة، أو ربما يجب ضمان وجود غطاء دولي (أمريكي – ناتو) للإقدام على مثل هذه الخطوة.

السعودية التي تعتزم أيضاً التدخل برياً في سوريا ضد تنظيم الدولة تحديداً، بترحيب من الولايات المتحدة، كانت أوضحت الأسبوع الماضي رؤيتها للتدخل البري في سوريا أمام قادة التحالف الستيني الذي تقوده أمريكا وحلف شمال الأطلسي الناتو، وربما تكون قد حصلت منهما على موافقة على خطتها التي قد تتضمن تسليح بعض الفصائل الموثوقة باعتدالها وقوتها بسلاح أرض – جو.

وحديث الجبير عن مضادات طيران يشير إلى أن السعودية تريد دعم المعارضة السورية ضد نظام الأسد، باعتبار أن تنظيم الدولة لا يملك طيراناً.

على أن الكاتب البارز عبد الوهاب بدرخان، ذكر في حديث سابق مع “الخليج أونلاين”، أن “التدخل السعودي سيكون تحت مظلة حلف شمال الأطلسي”، لكنه استدرك أن الناتو سيضع قيوداً على تحركات القوة البرية التي ستدخل إلى الأراضي السورية، مشدداً على أن واشنطن والناتو لا يريدان فتح جبهة مع روسيا في سوريا.

وكانت صحيفة فايننشال تايمز قد رأت في تقرير لها، الجمعة (2016/2/12)، أنه وفي ظل “غياب وجود منطقة آمنة، فإن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أن تقوم تركيا ودول الخليج بإمداد ثوار سوريا بالمزيد من الأسلحة النوعية، لكن “بدرخان” رأى أنه فات الأوان على ذلك.

وأرجع بدرخان سبب “فوات أوان تسليح المعارضة السورية بسلاح نوعي إلى أن الطيران الحربي الروسي متطور للغاية، ويحتاج لردعه أو مواجهته إلى مضادات طيران متطورة جداً تتجاوز حتى صواريخ ستينغر، وفي حال جرى تزويد المعارضة بهذا السلاح فإنه سيعرف مصدر هذه الأسلحة، ومن ثم سيحدث اشتباك أمريكي روسي غير مرغوب في سوريا من قبل الطرفين”.

وأشار إلى أن “السعوديين لا يستطيعون إيصال هذا السلاح الحديث بمفردهم إلا بغطاء وضوء أخضر من الأمريكيين، أو تواطؤ مع الأتراك، وكله سيُعرف” من قبل روسيا.

لكن إدريس الرعد، مسؤول المكتب الإعلامي في فيلق الشام، أحد الفصائل المنضوية تحت لواء “جيش الفتح”، قال إن صواريخ ستينغر، أو “سام7″، هي الأكثر قدرة على التصدي للطائرات الروسية، كاشفاً في حديث سابق لـ”الخليج أونلاين” أن “روسيا لم تستخدم في حملتها العسكرية القائمة طائراتها المتطورة حتى الآن، ما يجعلها لقمة سائغة لعملية استهدافها خلال تحليقها فوق الأجواء السورية”.

وأكد الرعد حاجة الثوار إلى مضادات الطيران للتصدي للطائرات الروسية، معبراً عن عزم الفصائل الثورية على استخدام كل الوسائل الممكنة “لصد العدوان الروسي الغاشم ومنعها من إنقاذ الأسد”، مطالباً في الوقت نفسه دعم الدول الصديقة والشقيقة لتزويد الفصائل بسلاح مضاد للطيران.

هل تخالف السعودية التوقعات وتقدم مضادات طيران لمعارضة سوريا؟ الاتحاد برس.