جنيف3 الروسي: تكرار سيناريو اتفاقيات مينسك في سوريا


مؤتمر-جنيف-3،-المعارضة-السورية،-مدينة-الزبداني،-مدينة-القامشلي،-الجيش-السوري

جنيف3 الروسي: تكرار سيناريو اتفاقيات مينسك في سوريا

المصدر | عبد الوهاب عاصي

يبدو أن جولة جنيف3 لن تعقد قبل تطبيق وقف العمليات العدائية التي تعتبر إعادة لسيناريو (اتفاقيات مينسك بخصوص وقف إطلاق النار بأوكرانيا)، ما يعني أن الاستراتيجية الروسية في سوريا تتبع مبدأ التفاوض في الميدان وهذا ما يفسره تقدم النظام السوري المسند جوياً بكثافة نارية واسعة من سلاح الجو الروسي منذ تعليق مفاوضات جنيف3.

ففي الوقت الذي تؤكد فيه موسكو على ضرورة الحل السياسي، يسود اعتقاد أن وقف إطلاق النار بشكل تام من قبلها لن يتم قبل استكمال ما بعرف بـ “سوريا المفيدة”، وقد يستدل في ذلك إلى اعتراضها على تطبيق وقف إطلاق النار التام وفقاً للقرار الأممي 2254 واستبداله بمصطلح وقف العمليات العدائية بعد التفاهم الذي أقره بيان ميونخ مع المجموعة الدولية لدعم سوريا، ويضاف إلى ذلك تصريح الأسد مؤخراً الذي يصر على الاستمرار في العمل العسكري.

وأدت اتفاقيات مينسك في أوكرانيا رغم الخروقات العديدة، إلى وقف العمليات العدائية بين مناطق سيطرة القوات الحكومية ومناطق سيطرة القوات الانفصالية، حيث ساهمت رزمة اتفاقيات مينسك بوساطة فرنسية ألمانية إلى إنهاء المرحلة الناشطة من المعارك في شرق أوكرانيا، حيث أسفر النزاع بين القوات الأوكرانية والمتمردين الموالين للروس عن مقتل أكثر من 9000 خلال أقل من عام.

ويبدو أن موسكو تريد إعادة سيناريو اتفاقيات مينسك في سوريا، من خلال مباحثات جنيف، بحيث تؤدي المفاوضات إلى تثبيت نقاط الاشتباك عبر الإصرار على الهدن المؤقتة، المتوقع خرقها – مثلما فعل الانفصاليون بأكرانيا – وذلك من قِبَل النظام السوري وروسيا، ما قد يستدعي استمرار الضغوط الدولية حتى الوصول إلى صيغة نهائية بين الأطراف حول مناطق تثبيت وقف إطلاق النار، كما تقضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقد تطرح تساؤلات في حال حصل أي تفاهم من هذا النوع، إن كانت المعارضة السورية ستسلم سلاحها الثقيل وتسمح لقوات النظام بدخول مناطقها، أم سيكون هناك إبقاء على مناطق الطرفين تحت سلطة مؤقتة ذاتية لكل منها ضمن إطار الحكومة الموحدة، وبظل وجود قوات فصل أممية.

ويقول مدير مركز أسبار للدراسات والبحوث السورية والشرق أوسطية “صلاح الدين بلال” في حديثه مع شبكة المصدر “من المفترض أن وقف إطلاق النار الجزئي أو الهدن المقرر تنفيذها بشكل فعلي 27 شباط الجاري، أن تؤدي إلى منع المعارضة المسلحة من استعادة المناطق التي خسرتها منذ بدء مفاوضات جنيف3، كما أن فصائل المعارضة لن توافق جميعها على القرار وبالتالي يمكن أن نشهد انضمام عدد من التشكيلات لجبهة النصرة، وقد يستفيد النظام ورسيا من هذه الحالية باستمرار عملياتهم العسكرية لتوسيع مناطق سيطرة النظام التي ستفرض بالنهاية شكل المباحثات في الجولة القادمة من جنيف”.

وعزز الدكتور “زكوان بعاج” في اتصال هاتفي مع شبكة “المصدر” الرؤية السابقة بقوله “إن مقارنة الوضع في سوريا بالحالة الأوكرانية هو مشابه لحد ما؛ إذ أن اتفاقيات وقف إطلاق النار في أوكرانيا لم تثنِ القوات الموالية لموسكو عن الالتزام بالعملية بعكس الحكومة الأوكرانية، وهذا حال النظام السوري الذي لن يلتزم بوقف الأعمال القتالية ويبدو أن الاتفاق الذي جرى اليوم على أنه التزام من طرف واحد أي من طرف المعارضة السورية فقط”. مضيفاً أن روسيا دخلت إلى سوريا ليس لتخرج بحل سياسي، إنما لتثبت واقعاً على الأرض يضمن لحليفها بشار الأسد موقعاً متقدماً لإمكانية إعادة احتلال الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة كحد أقصى”.

ويؤكد “بعاج” أن “وقف إطلاق النار لا يعني أن يتوقف القصف العشوائي الجوي الروسي الذي يطال المدنيين، وتوقف تقدم القوات البرية الملحقة بهما كالمليشيات الطائفية الإيرانية وقوات النظام ومليشيات صالح مسلم الكردية التي ترافق القصف” بالمقابل، وفقاً لاعتباره “هناك عوامل كثيرة تؤثر على تثبيت وقف إطلاق النار في سورية، أهمها “الجهات التي لن تشترك في ذلك والتي تعتبر إرهابية كجبهة النصرة وغيرها، وهذا يعني أن المناطق التي سيتم فيها وقف إطلاق النار ستكون محدودة”.

جنيف3 الروسي: تكرار سيناريو اتفاقيات مينسك في سوريا المصدر.


المصدر : الإتحاد برس