طلاب المدارس بين الخوف من الحاضر والمستقبل الغامض


بعد أن كانت سورية من أقوى الدول في مجال التعليم، دفعت الأزمة السورية المتواصلة منذ حوالي 5 سنوات الآلاف من الطلاب إلى ترك مقاعد دراستهم بسبب قصف قوات النظام المتواصل لها .

فقد أفاد تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه منذ عامين مايقارب ٣٩٠٠ مدرسة مدمره على الأقل بشكل كلي أو جزئي، وقد قالوا بأن العديد من الطلاب الذي يتجاوز عددهم الآلاف تركوا مقاعد دراستهم، لاشك أن الأعداد دائما في تزايد وخصوصاً بعد التدخل الروسي في سوريا واستهدافهم المدنيين .
وفقد الكثير من المدرسين وظائفهم في الكادر التدريسي في مدينة ادلب لامتناعهم عن الذهاب إلى مناطق النظام، للحصول على رواتبهم حيث يقول الأستاذ عدنان الأحمد وهو أحد المدرسين الذين تم فصلهم عن عملهم لامتناعهم عن الذهاب إلى حماه حيث النظام والأمن ليتقاضى راتبه :” منذ عام لم أتقاض راتبي لأنني لا أستطيع المرور على حواجز النظام خوفاَ من اعتقالي وسوقي إلى التجنيد الإجباري الذي لطالما تهربت منه طوال سنوات الثورة ”.

ومما زاد أيضاً في تدهور الوضع التعليمي في المناطق المحررة، حركة النزوح في الداخل ففي بلدة خان شيخون هاجر الكثير والكثير من بلدتهم هاربين من القصف وتاركين وراءهم مدارسهم وتعليمهم لينجوا بأرواحهم، كذلك حال الكثير من البلدات والقرى.

ودائما أعداد المهاجرين سواءً في الداخل أو إلى الخارج تتزايد بشكل كبير، وهؤلاء النازحون يشغلون الغرف الصفّية للطلاب، حيث يقول الأستاذ جاسم وهو مدير إحدى المدارس المحررة في ريف ادلب الجنوبي : ” هناك عائلات نازحة منذ أكثر من سنتين في المدرسة التي أديرها، الأمر الذي دفعني إلى وضع أعداد كبيرة من الطلاب في غرف صفية واحدة مما يؤثر سلبا على العملية التعليمية “.
وتضاف أيضا سوء الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة في المناطق المحررة، والتي دفعت العديد من الطلاب إلى ترك مدارسهم والبحث عن فرص عمل لمساعدة عوائلهم في تأمين متطلبات الحياة اليومية، بسام ابن ١٥ عاماً اضطر إلى ترك مدرسته بعد نزوحهم من بلدة كفرزيتا في ريف حماه الشمالي نتيجة القصف والمعارك الدائرة هناك يقول : ” لقد اضطررت لترك مدرستي لمساعدة أمي الأرملة في العمل كعامل نظافة والإنفاق على عائلتنا المؤلفة من ٩ أشخاص ”.
هذا ما يعيشه الطالب السوري الذي كان هدفه التعلم والتعليم ليتحول لعامل نظافة، فالحاضر المؤلم والمستقبل المجهول للطلاب وعدم القدرة على تأمين جامعات وفرص عمل للطلاب الخريجين من معاهدهم وفشل الكثير من القوانين المتعلقة بالتعليم من تأمين الحماية للطلاب في مدارسهم من قصف قوات النظام لها والكثير من هذه الأسباب تؤدي وتزيد في سوء العملية التعليمية في المناطق المحررة .

هنا يبقى سؤالي وسؤال العديد، إلى متى سيبقى طلابنا بل أولادنا بعيدين عن مقاعد دراستهم وتبقى الأحلام ترتسم في أذهانهم عن مستقبل الغموض، في الوقت الذي ينعم به أطفال العالم بحقهم في التعلم والحياة الكريمة ورسم مستقبلهم بعيدا عن الحرب التي طال أمدها في سوريا.
إبراهيم الحاج أحمد ـ المركز الصحفي السوري .


المركز الصحفي السوري